في أقل من 100 يوم من حكم ترامب، بدت واشنطن وكأنها تتحدث بلغة جديدة صفقات غير مُكتملة، وقرارات مثيرة للجدل، وتركيبة فريق رئاسي أكثر هدوءًا من نسخته الأولى، لكنها لا تقل إثارة في تأثيرها.. واللافت أن تلك الأيام لم تكن صاخبة فقط على المستوى الرسمي؛ بل شهدت بروز "مستشارين من خارج المؤسسات الأمريكية" كإيلون ماسك، الذي تحوّل من ملياردير مُغرد إلى فاعل مؤقت في غرفة صناعة القرار بالبيت الأبيض، قبل أن يبدأ نفوذه في التراجع، تمامًا كما بدأ ترامب يضبط بوصلته بين الداخل والخارج. فالرئيس الأمريكي.. العائد إلى البيت الأبيض، قد بدأ المباراة قبل أن يُفرش له السجاد الأحمر.. فلم يُمهل حلفاءه ولا خصومه لحظة تنفس، وكأن ولايته الأولى كانت مجرد بروفة لعرض أكثر جرأة لولايته الثانية وحتى هذه اللحظة بعد مرور 100 يوم من حكم ترامب.. من خارطة الحرب الروسية الأوكرانية، إلى ركام غزة، مرورًا بالهجوم الاقتصادي الذي قذفه على بكين كل ملف تحوّل إلى رقعة تحرك عليها الإدارة الأمريكية الجديدة بجرأة محسوبة أقل. اقرأ أيضًا| في أقل من 90 يومًا.. ترامب يغرق أمريكا في فوضى اقتصادية كواليس ال 100 يوم من حكم ترامب، بدأت منذ عودة دونالد ترامب إلى الحكم مرةً ثانية والتي لم تكن مجرد جولة ثانية في دفتر السياسة الأمريكية، بل زلزالاً مدويًا أصاب النظام العالمي في عمقه. ففي غضون 100 يوم من حكم ترامب فقط، تحرك الرئيس الأمريكي، كأنه في سباق مع الزمن.. يفاوض على إنهاء حروب، ويطرد المهاجرين، ويفرض تعريفات، ويعيد رسم خرائط النفوذ. بحسب مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، ففي أوكرانيا، لم يمدّ ترامب يده لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، بل مدّ دفتر الشروط، واضعًا كييف بين المطرقة الروسية والسندان الجمهوري، ولوّح بوقف الدعم العسكري ما لم توافق كييف على "خطة سلام سريعة"، بينما تسارعت الضغوط على الأوروبيين لتحمل مزيد من العبء المالي. أما في غزة، فقد دخل ترامب بمزاج الصفقة.. لا، الرحمة، مدفوعًا بحسابات داخلية، وفي الصين، فلم تكن هذه المرة مجرد خصم تجاري، بل اختبار لقدرته على خنق عملاق دون إشعال حرب، حيث اشتعلت حرب تجارية ثانية، لكن بوجوه جديدة، وسط تسريبات عن رغبة بكين في إزالة بعض الرسوم الجمركية بشكل أحادي لتخفيف العبء الاقتصادي الداخلي. لكن الحقيقة الأهم أن الرئيس الأمريكي، حتى الآن وبعد 100 يوم من حكم ترامب، يمارس السلطة كمن يعرف أن الوقت ليس حليفه، وأن الأشهر القادمة قد تكون أعنف مما مضى ليس فقط على خصومه في الداخل، بل على النظام العالمي الذي لم يتعافَ بعد من ولايته الأولى. وفي هذا السياق، تستعرض «بوابة أخبار اليوم» تفاصيل تحليل الوضع وإدارة هذه الملفات الحساسة بعد مرور 100 يوم من حكم ترامب، وتُسلّط الضوء على الكيفية التي تعامل بها كبار مسؤولي إدارته أمثال بيتر نافارو، وستيفن منوشين، وجاري كوهن، وويلبر روس مع هذه الملفات المُعقدة، التي تراوحت بين تحديات الداخل الأمريكي ومواجهات الخارج. «بيتر نافارو».. العرّاب التجاري الذي خسر رهانه في قلب المعركة التجارية الشرسة التي خاضها ترامب مع العالم، كان مستشار ترامب التجاري في البيت الأبيض، بيتر نافارو، هو مهندس الخطط الصدامية، واليد التي خطّت سياسات تجارية توصف اليوم ب«الكارثية»، ولولا ترامب نفسه، لما وجد من ينافسه في التشدد. لكن تلك اليد خفت بريقها مؤخرًا، حيث تراجع ترامب خطوة إلى الوراء عن حافة الحرب التجارية الشاملة، وكان ذلك بمثابة إعلان غير مباشر عن تهميش نافارو داخل الدائرة الضيقة. رغم حضوره السابق في الولاية الأولى، إلا أن تأثيره كان محدودًا حينها بوجود شخصيات أكثر تقليدية مثل وزير الخزانة الأمريكي السابق بإدارة ترامب، ستيفن منوشين، وكبير المستشارين الاقتصاديين السابق لدى ترامب جاري كوهن، ووزير التجارة الأمريكي السابق بإدارة ترامب ويلبر روس. ولكن مع ولائه ( بيتر نافارو) الذي أثبته بعد رفضه الإدلاء بشهادته أمام لجنة تحقيق 6 يناير، وقضائه لاحقًا أربعة أشهر في السجن، عاد نافارو إلى الواجهة مجددًا في إدارة ترامب الثانية بدور أقوى وأكثر حرية، في منصب مستشار ترامب للتجارة والصناعة ومدير "المكتب الوطني للتجارة والتصنيع" في البيت الأبيض. ومع ذلك، لم تلقَ أفكاره التجارية المتطرفة القبول في الأسواق، التي هاجمته بعنف، خاصة مع الاضطرابات في سوقي الأسهم والسندات، كما أن تحركاته التي جمعت بين الجهل بآليات التجارة والإصرار على فرض الرسوم الجمركية على الشركات الأمريكية، جعلت حتى إيلون ماسك يصفه ب"الأحمق". اليوم، وبينما يعيد ترامب صياغة سياساته التجارية بمنطق التفاوض لا المواجهة، بدأ بريق نافارو في الأفول، حيث ظهرت أصوات أكثر عقلانية في الإدارة، مثل وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، فيما يبدو أن نافارو يخسر المعركة التي بدأها، وفقًا لمجلة «فورين بوليسي» الأمريكية. اقرأ أيضًا| الرسوم الجمركية تشعل حربًا صامتة.. من يستقبل طوفان الصين الصناعي؟ «سكوت بيسنت».. صوت الأسواق داخل البيت الأبيض على النقيض التام من نافارو، يقف سكوت بيسنت الرجل القادم من قلب وول ستريت، بمقاربة أكثر هدوءًا وعمقًا، حيث شغل منصب مستشار اقتصادي لحملة ترامب قبل أن يصبح وزيرًا للخزانة، وجاء برؤية إصلاحية تسعى إلى تعديل النظام التجاري العالمي دون تدميره. وبرز دوره بقوة بعد صدمة "يوم التحرير" التجاري في الثاني من أبريل الجاري، عندما أعلنت الإدارة الأمريكية رسومًا جمركية تاريخية طالت الحلفاء والخصوم معًا.. وبينما عمّ الارتباك الأسواق، كان صوت بيسنت هو الداعي للتراجع المنضبط، لتحويل تلك الرسوم الجمركية الأمريكية من أداة عقاب إلى ورقة ضغط تفاوضية. كما أن مكانته كأمين على الدولار الأمريكي منحت كلماته وزنًا خاصًا، لا سيما في وقت تتصاعد فيه الشكوك العالمية حول استقرار الدولار وسندات الخزانة الأمريكية. في الكواليس، كان بيسنت من يدفع باتجاه استخدام المفاوضات الثنائية لعزل النفوذ الاقتصادي الصيني، بدلاً من الاعتماد على الحروب الجمركية المفتوحة التي لطالما أضرت بالاقتصاد العالمي أكثر مما أفادته. «ستيف ويتكوف».. رجل الصفقات في وقت الأزمات رغم عدم امتلاكه لأي خلفية دبلوماسية أو خبرة حكومية، أصبح ستيف ويتكوف قطب العقارات وصديق ترامب القديم الوجه الدبلوماسي غير الرسمي لإدارة ترامب الجديدة. في سابقة لافتة، نجح ستيف ويتكوف، قبل حتى أن يتسلم ترامب منصبه، في التوسط لهدنة استمرت شهرين بين إسرائيل وحركة «حماس» الفلسطينية، لكن محاولاته لاستعادة الهدنة بعد انهيارها باءت بالفشل، وسط تعقيدات ميدانية ودبلوماسية متشابكة. ومع ذلك، لم يتوقف دوره عند غزة، بل امتد إلى أوكرانيا على غرار الحرب الروسية الأوكرانية، دخل ويتكوف خط التفاوض لإنهاء الحرب، لكنه أثار عاصفة سياسية بعدما كرر روايات تتماهى مع خطاب الكرملين، ما أثار غضب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي وحفيظة حلفاء واشنطن، في المقابل، اتهمه زيلينسكي علنًا ب"نشر روايات روسية"، فيما لم تحرز تلك المفاوضات أي تقدم يُذكر حتى اللحظة. ورغم هذا الفشل، لا يزال ترامب يراهن على ويتكوف بوصفه "صانع صفقات"، والآن، يُشرف على المحادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي، وسط غموض بشأن موقف الإدارة من تفكيك البرنامج أو فقط تقييده.. وفي حال فشل المفاوضات، لمح ترامب إلى احتمال لجوء الولاياتالمتحدة وإسرائيل للخيار العسكري حسبما أشارت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية. ووجود ويتكوف على رأس هذه الملفات الحساسة يكشف عن نهج ترامب في إدارة السياسة الخارجية: وهو الاعتماد على شخصيات "وفية" أكثر من كونها "مؤهلة"،،حتى أن السيناتور الديمقراطي آدم شيف وصفه ساخرًا ب"وزير الخارجية الحقيقي"، معتبرًا أن نفوذه في ملفات روسيا والشرق الأوسط يفوق بكثير نفوذ وزير الخارجية «الرسمي» الأمريكي، ماركو روبيو. اقرأ أيضًا| تحليل انخفاض الدولار يكشف تصدع الثقة في الاقتصاد الأمريكي «جي دي فانس».. من تابع صامت لمقاتل في ميادين السياسة الخارجية لم يكن أحد يتوقع أن يتحول جي دي فانس، نائب الرئيس الأمريكي في إدارة ترامب الثانية، إلى الواجهة الأكثر تعبيرًا عن سياسات البيت الأبيض الخارجية، لكن هذا ما حدث بالفعل. فبعد أن بدأ دوره كمجرد منفذ مخلص لأجندة ترامب، أصبح جي دي فانس في الأشهر الأخيرة لسان حال السياسات العدائية الصادمة، مجسدًا توجّه الإدارة الجديد في التعامل مع العالم. وفي مؤتمر ميونيخ للأمن في فبراير، باغت فانس الحضور الأوروبي بخطاب حاد غير معتاد، كشف عمق الاضطراب الذي قد تحدثه عودة ترامب في علاقات أمريكا عبر الأطلسي. ولاحقًا، في زيارة الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي إلى البيت الأبيض، تحوّل فانس إلى رأس الحربة، إذ قاطع المحادثات بعد 22 دقيقة من الصمت، مفجّرًا مواجهة علنية عنيفة بين ترامب وزيلينسكي، بوجود ماركو روبيو كشاهد محرج على الحدث. ولم تتوقف مغامرات جي دي فانس عند هذا الحد.. فقد قاد زيارة مثيرة للجدل إلى جزيرة جرينلاند، رغم أن الجزيرة لم تُبدِ أي ترحيب، و أشارت التقارير الدنماركية إلى أن الحكومة الأمريكية عجزت عن إيجاد سكان محليين مستعدين لاستقبال السيدة الثانية، أوشا فانس، ورغم كل ذلك، مضى فانس في مهمته، مؤكدًا ولاءه التام لخطط ترامب. «ستيفن ميلر».. العرّاب الخفي لقرارات البيت الأبيض الصارمة في خضم "فضيحة سيجنال جيت" التي زلزلت واشنطن مؤخرًا، كُشف النقاب عن الشخصية الأقوى في الظل داخل إدارة ترامب، وهو «ستيفن ميلر»، حيث أوضحت تسريبات الرسائل الجماعية أن ميلر ليس مجرد مستشار، بل العقل المدبّر الذي يدير اللعبة عندما يغيب الرئيس الأمريكي، وفقًا لما أفادت به مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية. حيث اشتهر ميلر خلال الولاية الأولى لترامب كمُهندس سياسات الهجرة المتطرفة، أما الآن، فقد ارتقى نفوذه إلى مناصب عليا، ك مستشار الأمن الداخلي ونائب رئيس موظفي البيت الأبيض للسياسات،وبهذا الدور، أصبح محور قرارات الترحيل الجماعي ومهاجمة الجامعات الأمريكية بحسب «فورين بوليسي» ومرشدًا لسلوك الإدارة الأمريكية في وجه العدالة. اما قضية كيلمار أبريجو جارسيا، المواطن الذي رُحّل خطأً إلى سجن في السلفادور رغم عدم وجود أي تهم جنائية ضده، كشفت مدى جرأة ميلر، وعلى الرغم من اعتراف الحكومة الأمريكية بالخطأ، وظهر ميلر في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» مُتحديًا الأحكام القضائية قائلاً: "لم يُرسَل بالخطأ.. بل كان في المكان المناسب في الوقت المناسب"، في تعبير واضح عن تحديه للمؤسسة القانونية وفرضه لرؤية أكثر تشددًا داخل البيت الأبيض. اقرأ أيضًا| من الرسوم الجمركية للتوترات الاقتصادية.. رد فعل الصين على سياسات ترامب «ماركو روبيو».. وزير خارجية بظل خافت ومهام مُشتعلة رغم أن ماركو روبيو يحمل رسميًا لقب وزير الخارجية الأمريكي، إلا أن حضوره في ملفات السياسة الخارجية الكبرى مثل أوكرانيا، وغزة، أو إيران، كان خافتًا إلى حد كبير... وغالبًا ما كان يفسح المجال لآخرين، أبرزهم ستيف ويتكوف مبعوث ترامب، «مُكتفيًا بأداء دور رجل الإطفاء الذي يحاول تقليل الأضرار لا اتخاذ القرارات». أبرز إنجازاته حتى الآن تمثل في قرارات مثيرة للجدل، كإلغاء تأشيرات مئات الطلاب ومراقبة وسائل التواصل الاجتماعي للمتقدمين الجدد، لكن المهمة الأصعب التي كُلِّف بها كانت تفكيك مؤسسات وزارته من الداخل. فقد أشرف ماركو روبيو، على تقليص ضخم داخل الخارجية الأمريكية، شمل إغلاق مكتب مكافحة التضليل الأجنبي وتدمير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، والتقليل من العمل في مجال حقوق الإنسان وهي خطوات يُقال إنها جاءت استجابةً لتوجيهات وزير الخارجية وماسك، اللذين اشتبك معهما مرارًا. اما الشرارة الكبرى، فقد جاءت مؤخرًا عندما طرد بيتر ماروكو، (أحد مناصري ترامب والمسؤول عن تفكيك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية) والمسؤول المقرّب من حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا"، بعد أن ضُمت إلى وزارة الخارجية. لكن هذا القرار.. أثار غضب قاعدة ترامب الصلبة وأعاد الشكوك حول مدى استقرار منصبه، إذ بدأت التكهنات مجددًا بأن أيامه في مجلس الوزراء باتت معدودة. وربما كان المشهد الأبرز في مسيرته حتى الآن لا يتعلق بأي إنجاز دبلوماسي، بل بلحظة محرجة ثقافيًا عندما وقف متجمدًا أثناء توبيخ دونالد ترامب وجي دي فانس الحاد لزيلينسكي في المكتب البيضاوي وهي لحظة كانت محرجة لدرجة أن برنامج "ساترداي نايت لايف" الأمريكي لم يفوّت السخرية منها. «جميسون جرير»..ممثل تجاري أوقعه ترامب في الفخ الرقمي رغم أن جيميسون جرير، كان من المُفترض أن يكون في قلب السياسات التجارية الكبرى لإدارة ترامب، وجد نفسه في موقف محرج حينما أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشكل مفاجئ عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن تغييرات جذرية في الرسوم الجمركية الأمريكية، بينما كان جرير يدلي بشهادته في الكونجرس مدافعًا عن سياسات لم تعد قائمة. لكن جهوده وفريقه في إعداد ملفات دقيقة عن الممارسات التجارية التمييزية للدول الأخرى لم تُؤخذ بعين الاعتبار، واستُبدلت بسياسات "تحريرية" ارتُجلت في اللحظة، وعلى عكس سلفه روبرت لايتهايزر، الذي حظي بثقة الرئيس حينها، وبصمته على السياسة التجارية، «لا يزال دور جرير في صناعة هذه السياسة غامضًا وغير مُؤثر». «هوارد لوتنيك».. من المُخطط إلى المتفرج في معركة التجارة في البداية، أراد ترامب أن يكون هوارد لوتنيك، وزير التجارة الأمريكي، والعقل المدبّر لخططه الاقتصادية، لكن الواقع كان مختلفًا تمامًا..... فقد هيمن ترامب على دفة القيادة بنفسه، بينما ظل لوتنيك على الهامش، فاقدًا للنفوذ والتأثير. وتصريحاته حول أن الرسوم الجمركية الأمريكية وسيلة عقابية وليست تفاوضية، سرعان ما نسفها الرئيس الأمريكي علنًا، كما تم تجاهل وعوده بتوطين صناعة التكنولوجيا عندما أعفى ترامب الإلكترونيات من العقوبات على الصين، ومع تزايد التشكيك في كفاءته الاقتصادية، بدأت تقارير البيت الأبيض تشير إلى محاولات لتقليص ظهوره الإعلامي. اقرأ أيضًا| الصحف البريطانية تقرأ بين سطور ترامب: «هذه ليست مجرد رسوم.. إنها رسالة» «كيث كيلوج».. المبعوث المُتشدد الذي تم تهميشه في الظل الروسي رغم خلفيته الصلبة وموقفه الحازم تجاه روسيا، بدأ نجم الجنرال المتقاعد كيث كيلوج في الأفول داخل إدارة ترامب الجديدة، بعد أن جرى تهميشه تدريجيًا في ملف أوكرانيا، حيث غاب عن مفاوضات وقف إطلاق النار على غرار الحرب الروسية الأوكرانية في الرياض، «بل وبدأت الشكوك تحوم حول استمرار وجوده في قلب المشهد». ورغم مشاركته في مفاوضات باريس، بات واضحًا أن ترامب يفضل الاعتماد على ستيف ويتكوف، الذي ظهر مرارًا في زيارات إلى موسكو، ومع تلميحات الرئيس الأمريكي بتراجع اهتمامه بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، يبدو أن كيلوج يبتعد أكثر فأكثر عن دائرة التأثير بإدرارة ترامب. «بيت هيجسيث».. من وزير الدفاع إلى محور فضيحة خطيرة بداية بيت هيجسيث كوزير للدفاع كانت صاخبة ومثيرة للجدل، ففي اجتماع للناتو، صدم الحلفاء بتصريحات نارية عن "عدم التسامح مع علاقات غير متوازنة"، واستبعد انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي، بل واعتبر العودة إلى حدود 2014 "غير واقعية". في المقابل، اتهمه النقاد، بمن فيهم أعضاء جمهوريون، بإضعاف موقف كييف التفاوضي مع موسكو، لكن الأخطر كان تورطه في "فضيحة سيجنال" عندما تبيّن أنه شارك معلومات عسكرية حساسة حول ضربات ضد الحوثيين في دردشات جماعية، شملت حتى رئيس تحرير مجلة «ذي أتلانتيك». وأخذت الفضيحة أبعادًا أخطر هذا الأسبوع، مع تقارير جديدة تفيد بأنه كشف تفاصيل العمليات العسكرية لأقاربه عبر التطبيق نفسه، ورغم نفي الإدارة الأمريكية وجود أي معلومات سرية، أعرب خبراء الأمن القومي عن قلقهم العميق، معتبرين أن الأمر يهدد التعاون الاستخباراتي مع الحلفاء، ويضعف الأمن القومي الأمريكي وفقًا لمجلة «فورين بوليسي» الأمريكية. اقرأ أيضًا| أمريكا بلا مكابح.. ترامب يضغط على زر الفوضى الاقتصادية