تواجه مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا «ستيم» مشكلات عديدة منذ أن بدأت التجربة قبل عقد أو أكثر، وفي كل عام تتكرر الشكاوى من أزمات الامتحانات والتنسيق والتوزيع الجغرافي للقبول بتلك المدارس إلى جانب الشكاوى السابقة من تأخر تجهيزات بعض المدارس التي تعمل بنظام الدراسة الداخلية حيث يتواجد الطلاب في المدرسة طيلة أيام الأسبوع، وهو ما يجعلنا أمام تجربة مختلفة تبقى بحاجة لمزيد من الاهتمام للاستثمار في العقول النابغة. ◄ شكوى من عدم وجود فواصل زمنية بين الامتحانات ◄ المشكلة في جداول الامتحانات والتنسيق والتوزيع الجغرافي ◄ «العملي» ومشروعات التخرج تسبق خوض 14 امتحانا في 3 أسابيع ووجه اتحاد طلاب مدارس المتفوقين استغاثة إلى وزير التربية والتعليم محمد عبداللطيف لتعديل جدول امتحانات الشهادة الثانوية لهذا العام وطالبوا بإتاحة الفرصة لتحديد لقاء مع الوزير لعرض مطالبهم ومناقشة المشكلات التى تواجههم، مشيرين إلى أن الجدول الذى أعلنته الوزارة الشهر الماضى لا يتناسب مع طبيعة نظام «ستيم» بسبب ضيق المدة الزمنية المخصصة للامتحانات، وعدم وجود فواصل كافية بين المواد، مما يشكل عبئًا كبيرًا على الطلاب، ويؤثر بالسلب على مستوى الاستعداد والتحصيل الأكاديمى. ■ وزير التعليم محمد عبداللطيف ◄ اقرأ أيضًا | انتظام الدراسة في مدارس إدارة شرق طنطا التعليمية بالغربية وتبدأ امتحانات الشهادة الثانوية لطلاب «ستيم» فى 15 يونيو المقبل وتستمر حتى 10 يوليو، ويتضمن الأسبوع الأول امتحانين فقط، بينما تتضمن الأسابيع الثلاثة المتبقية ثلاثة امتحانات أسبوعيًا، وهو ما يعتبره الطلاب ضاغطا بالنسبة إليهم بخاصة وأن محتويات المناهج التى يدرسونها تختلف عن التى يدرسها طلاب الثانوية العامة، فيما يشير جدول امتحانات العام الماضى إلى أنها بدأت أيضا فى 15 يونيو لكن انتهت فى 20 يوليو. ◄ فترة مضغوطة ويشير الطلاب إلى أن إجمالى فترة الامتحان تتجاوز شهرا وعشرة أيام خلال السنوات السابقة، ورغم ذلك فإنهم يرون أنها كانت فترة مضغوطة لصعوبة الدراسة والمراجعة، وبحسب الطلاب فإن الامتحانات كان يتخللها إجازة عيد الأضحى المبارك وكانت أسبوعاً فكان يستطيع الطالب مراجعة ما عليه من مواد ليستعد للامتحان ولكن جدول 2025 خالٍ تمام من هذه المدة. وقالت إحدى أولياء الأمور، تحدثت شريطة عدم ذكر اسمها، أن مطالب أولياء الأمور والطلاب تتمثل فى تعديل جدول الامتحان وإضافة أسبوع واحد فقط أو الاستعانة بجدول العام الماضى، بما يمنح متسع من الوقت للطلاب، لكى يكون هناك امتحانان فى الأسبوع وليس ثلاثة، مشيرة إلى أن طلاب «ستيم» يخوضون 14 امتحانا بينها 12 امتحانا لمواد تدخل ضمن المجموع واثنان خارجه، بعكس طلاب الثانوية العامة الذين يؤدون ثمانية امتحانات بينهم ثلاثة خارج المجموع وهؤلاء يخوضون الامتحانات فى نفس المدة. وأضافت أن طلاب «ستيم» يخوضون امتحانات الاستعداد للقبول بالجامعات وهى تكون أصعب من الامتحانات العادية، فمثلا هناك امتحان للكيمياء والفيزياء فى امتحان واحد، وامتحانات الأحياء والجيولوجيا فى امتحان واحد وامتحان واحد لفروع الرياضيات بالنسبة لطلاب لشعبة الرياضيات، وهى مواد تبقى بحاجة لمزيد من الوقت للاستذكار، مشيرة إلى أن عقد امتحانين فى الأسبوع مثل العام الماضى يبقى حلا مناسبا للمشكلة الحالية. ■ تامر شوقي ◄ شكاوى لمجلس الوزراء وأوضحت أن أولياء الأمور قدموا شكاوى لمجلس الوزراء عبر رقم الشكاوى المختصر وكذلك لوزارة التربية والتعليم وتمت إحالتها لوحدة «ستيم» بالوزارة فيما كان الرد بأن الامتحانات تدخل فى اختصاصات الإدارة العامة للامتحانات، لافتة إلى أن طلاب «ستيم» يعانون ضغوطا قوية بسبب خوضهم امتحانات المواد العملى فى الفترة ما بين 11 إلى 15 مايو وكذلك تسليم مشروعات التخرج خلال الأسبوع الأول من شهر مايو أيضا، وهى تدخل ضمن المجموع النهائى بنسبة 10% من قيمة درجات المادة الواحدة. ليست هذه هى المشكلة الوحيدة لطلاب «ستيم»، إذ تشير ولية الأمر ذاتها، إلى أن ضغط الجدول يؤثر سلبا على النتيجة النهائية للطلاب فى امتحانات نهاية العام، فى وقت لا يتم تخصيص لهم مقاعد كافية فى كليات القمة الحكومية، وأن نسبة 1.25% التى يمنحها القانون لطلاب مدرسة المتفوقين تحت مسمى معامل تفوق أو صعوبة لا يتم تطبيقها فى الجامعات الحكومية، فيما تلتزم بها فقط بعض الجامعات الخاصة، وهو ما ينعكس سلبا على قدرة الطلاب الالتحاق بكليات القمة الحكومية. وأكدت أن طلاب «ستيم» لا يتاح لهم دخول كل الكليات، حيث إن اختيارات طلاب الشعبة العلمية علوم تتمثل فى: كليات القطاع الطبى (الطب البشرى والصيدلة والعلاج الطبيعى وطب الأسنان والطب البيطرى) إلى جانب كليات علوم الحاسب والذكاء الاصطناعى وكلية العلوم، فيما تتاح لطلاب الشعبة العلمية رياضيات كليات: الهندسة والحاسبات والذكاء الاصطناعى والعلوم. وتابعت: «مقاعد الطلاب فى هذه الكليات محددة وهناك منافسة قوية سنويا على شغلها وفى الأغلب يكون الاختيار الانضمام إلى جامعات خاصة بمصروفات قد لا يقدر عليها البعض أو اللجوء للجامعات الأهلية وهى أيضا بمصروفات، وفى الوقت الذى يتزايد فيه عدد طلاب مدارس «ستيم» نتيجة زيادة أعداد المدارس التى وصلت إلى 21 مدرسة فإن ذلك لا ينعكس على زيادة عدد المقاعد المخصصة للطلاب فى الجامعات». ◄ القبول بالجامعات واتفقت ولية أمر أخرى، أيضا تحدثت شريطة عدم ذكر اسمها، مع مشكلات القبول فى الجامعات فى ظل وجود 1850 طالبا سوف يخوضون امتحانات الثانوية هذا العام بمدارس «ستيم»، مشيرة إلى أن الطلاب يواجهون ضغوطا أخرى تتعلق بتوزيعهم الجغرافى على محافظات بعيدة عنهم بسبب مجموع الشهادة الإعدادية ويترتب على ذلك أن يكون الطالب متواجدا فى محافظة تبعد مئات الكيلو مترات عن محافظته الأساسية، وأن بعض الملتحقين بالمدرسة من القاهرة جرى قبولهم فى محافظة البحر الأحمر بفرع المدرسة فى الغردقة وهو ما يجعل هناك قلقا على الطلاب من الضغوط التى يتعرضون لها بعيدا عن أهاليهم. وأشارت إلى أن منح فترة إضافية تصل إلى أسبوع لن يؤثر على توقتيات تنسيق الجامعات بخاصة وأن كنترولات تصحيح امتحانات مدارس المتفوقين بعيدة كنترولات الثانوية العامة وتكون فى المدارس ذاتها، كما أن العدد الضئيل لطلاب ستيم مقارنة ب 750 ألف طالب فى الثانوية العامة يمكن معه تعديل الجدول ومنح الوقت الإضافى لطلاب بحاجة إلى رعاية خاصة باعتبار أنهم نوابغ لابد من الاهتمام بهم وتوفير سبل التفوق والنجاح لهم. وأوضحت أن ميزة مدرسة المتفوقين أنها كانت تتيح أمام الطلاب منح عديدة للالتحاق بالجامعات داخل أو خارج مصر قبل أن تقوم وزارة التعليم العالى خلال العام الماضى بتنظيم توزيع هذه المنح من خلالها وليس من خلال الجامعات، وجرى فقط منح 5% من المنح لطلاب مدارس «ستيم» وهو ما جعلها معدومة فى الوقت الحالى مشيرة إلى أن الجامعات الأهلية لا تقدم منح للطلاب رغم أنها من المفترض أن يكون لديها دور فى رعايتهم، كما أن عدم التزام الجامعات الحكومية بالنسبة المقررة لمعادلة التفوق دفع الجامعات الخاصة تسلك نفس الأسلوب وهناك أربع جامعات فقط مازالوا يحسبون تلك النسبة القانونية. ◄ لم نتلق شكاوى وتواصلت «آخرساعة» مع مصدر مطلع بوزارة التربية والتعليم، أكد على أن الوزارة لم تتلقَ أى شكاوى من طلاب مدرسة «ستيم»، وأن هذه المناشدات تتكرر كل عام ومن الصعب إدخال تعديلات على جدول امتحانات جرى إقراره بشكل رسمي. وقال الدكتور تامر شوقى، أستاذ علم النفس التربوى بجامعة عين شمس، إن طلاب مدارس المتفوقين بمثابة قومية يجب الحفاظ عليها بشتى السبل، فهم الطلاب الأكثر تفوقا فى الشهادة الإعدادية فى سائر المحافظات، ويتمتعون بمستويات ذكاء أعلى من المعدل المناسب لسنهم، الأمر الذى يجعلهم طلاب ذوى خصائص واحتياجات متميزة. وأضاف أن طلاب هذه المدارس يعانون جملة من التحديات منها التحاقهم بمدارس قد تبعد عن محال إقامتهم بعشرات الكيلومترات على الرغم من إمكانية التحاقهم بأى مدرسة قريبة منهم بحكم مجموعهم المرتفع، واغترابهم فى سن صغيرة عن أسرهم طوال أيام الدراسة بحكم أنها مدارس داخلية، كما أنهم يدرسون مواد ومقررات علمية ورياضية ذات طبيعة صعبة ومعقدة تتطلب قدرات خاصة فى التعامل معها وخاصة انها ليس كتب دراسية محددة مثل الطلاب فى سائر أشكال التعليم الأخرى فى مصر. وأشار إلى أن المنافسة تكون على أشدها بين الطلاب وبعضهم البعض داخل هذه المدارس، والطلاب يحرمون من الكثير من أشكال الراحة والاستمتاع مثلهم مثل الطلاب فى المدارس الأخرى، ويواجهون نظم امتحانآت لا تأتى فيها الأسئلة متحررة من أى منهج دراسى وتعتمد على قياس الإبداع لدى الطلاب. ◄ مدارس إضافية وشدد على أن التعامل مع الطلاب نفسيا وتربويا يجب أن يكون من خلال محاولة تقريب مقار المدارس إلى منازل الطلاب من خلال بناء المزيد من مدارس «ستيم» فى مختلف المحافظات بحيث لا يشعر الطلاب بالغربة ولا يقطعون مسافات كبيرة فى الذهاب والعودة وكذلك تطوير مدارس ستيم القائمة حاليا وتزويدها بأحدث المعامل العلمية والتقنية وكل العوامل اللوجستية التى تتيح للطالب اندماجا أكبر فى التعليم والدراسة، وكذلك توفير فرص ممارسة الأنشطة للطلاب والعمل على اكتشاف الموهوبين منهم فى المجالات الأخرى غير العلمية، وتشجيع رجال الأعمال على تقديم الدعم لطلاب ومدارس ستيم بما يكفل استمرار تفوقهم.