بالمقابل وفى إنجاز عالمى جديد فاز أربعة من علماء جامعة عين شمس بجائزة العالمية فى الفيزياء الأساسية لعام 2025 المهندسة (إ. س) خريجة هندسة من الجامعة البريطانية هى حالياً من أكبر راقصات الشرق الأوسط فى مجال الرقص الشرقى، مدير أعمالها مهندس نفط، فرقتها مكونة من طبال خريج ماجستير بالاقتصاد جامعة فرنسية، وباقى الفرقة مكونة من محاسب ومهندس وخريج فنون تشكيلية. رجاءً إهدأ ولا تنفعل.. من الممكن قبول ما جاء فى أحد منشورات التواصل الاجتماعى باعتبار أن الموهبة الفنية لا ترتبط بالشهادات العلمية، ولا ضير فى أن تحترف مهندسة مهنة الرقص الشرقى ما دامت توافق هواها، ولا أن يقف حامل ماجستير خلفها ليدق على واحدة ونص. أما ما لا يمكن ابتلاعه ويعد من صنوف إشعال الفتنة والبلبلة فى نفوس الشباب؛ فهو الادعاء بأن (إ.س) تعبت ولفت وجاهدت لسنوات وهى تبحث عن عمل بشهادتها الانجليزية و«ملقتش»!! لكن هى الآن مليونيرة وحياتها وعلاقتها العامة ميسورة بعد أن احترفت الرقص!!! مع ملاحظة أن المنشور لم يحدد جنسية المهندسة الراقصة كما ان اسمها (اكتفينا بالأحرف الأولى) يمكن تواجده فى عدة دول، وما يلفت النظر استخدام تعبير «الشرق الأوسط» والدلالة هنا ليست بخافية. بعيدًا عن تحفظاتي، حتى وإن صحت تفاصيل ما جاء بالمنشور، فالرسالة الخفية هى دس السم فى العسل، والغرض الخبيث هو إلهاء الشباب عن التعلم والكفاح وبناء الأوطان فلا جدوى من هذا. دليل ذلك توجيه الرسالة إلى فئات من الشباب المنتمى للطبقات الاقتصادية العليا القادرة على إنفاق الملايين فى الجامعات الخاصة، فمهما أنفقت ثروات على تعليمك «مصروفات كلية الهندسة بالجامعة البريطانية 226 ألف جنيه للعام الدراسى 2025/ 2026» فلن تستطيع تحصيل ما يعوضها بمهنتك، لكنك بالرقص ستصبح مليونيرًا. بالمقابل وفى إنجاز عالمى جديد، يأتى خبر رائع خجول يعيد لنا الثقة فى الجامعات الحكومية عن فوز أربعة من علماء جامعة عين شمس بجائزة Breakthrough العالمية فى الفيزياء الأساسية لعام 2025، والتى تُعرف بلقب «أوسكار العلوم»، تقديرًا لمساهماتهم البارزة ضمن تجارب المصادم الهيدرونى الكبير (LHC) فى المركز الأوروبى للأبحاث النووية (CERN). وقد شمل الفوز كلاً من الدكتور تامر محمد سامى الكفراوي، الأستاذ بقسم الفيزياء بكلية العلوم، والدكتورة شيماء أبو زيد، عضو هيئة التدريس بكلية البنات، إلى جانب الدكتور عمرو راضي، الأستاذ أستاذ الفيزياء الحاسوبية بكلية العلوم ، والدكتورة إسراء على أحمد الخطيب، أستاذ الفيزياء النظرية بكلية العلوم بالجامعة. زمان على أيام طفولتى وشبابى قبل هجمة خصخصة التعليم والتخلى تدريجيًا عن مجانيته وانتشار التعليم الدولى والخاص والجامعات الأجنبية، لم نكن نعرف من الجامعات الخاصة سوى الجامعة الأمريكية ذات الصيت الذائع. وكان القول الشائع بين ابناء جيلى أنها للطلبة «الخايبين» المدللين من أبناء الأثرياء الذين لم يوفقوا فى تحقيق مجاميع تلحقهم بالجامعات المصرية المجانية. كانت الجامعات المصرية تقدم مستوى راقيا من التعليم فى كافة التخصصات، وعلى اختلاف المستويات الاجتماعية والاقتصادية لطلاب الجامعات المصرية، يجمع بينهم التكافؤ العلمى والدراسي، حتى وإن اتسع البون الاجتماعى والاقتصادى ولم يكن للقدرة المادية أثر فى قبول الطلاب بهذه الجامعات ولا يمكن أن تجد طالبًا بمجموع 90% يجاور زميلًا بمجموع 65% فقط لأن ذويه قادرون ماديًا. الآن بعد انتشار الجامعات الخاصة بات التعليم فيها نوعًا من الوجاهة الاجتماعية بصرف النظر عن القدرات الذهنية للطالب ما دامت الجامعات الخاصة توفر له ما يوافق ميوله والتخرج فيها يمهد السبيل لوظائف مرموقة بمرتبات خيالية. لكن الرسالة المسمومة فى المنشور أعلاه أطاحت حتى بهذه الأحلام، والخبر أعلاه يعيد لنا الأمل فى بناء الوطن على أيدى طلاب وخريجى الجامعات المصرية.