عواصم - وكالات الأنباء: أفاد المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة، أن الاحتلال الإسرائيلى أباد أكثر من 5070 عائلة منذبدء العدوان، في الوقت الذي كشف فيه مسئول إسرائيلى لصحيفة جيروزالم بوست العبرية أنه لا يرى أى فرصة قريبة، لسد الفجوات بين إسرائيل وحماس للوصول إلى صفقة تبادل أسرى. وأضاف المسئول أنه «إذا بقيت مواقف إسرائيل وحماس كما هى الآن، فإن الفجوات لن تكون قابلة للردم من أجل التوصل إلى اتفاق»، وتصر حماس على أن أى اتفاق يجب أن يتضمن وقفاً كاملاً للحرب مع تقديم الضمانات، وقال مصدر مطلع على تفاصيل المفاوضات: «من وجهة نظر حماس، لا يوجد شىء اسمه وقف إطلاق نار مؤقت». ويتمثل موقف إسرائيل فى أنها لن توافق على إنهاء الحرب ما لم يتم إبعاد حماس عن الحكم العسكرى والمدنى فى غزة، وإخلاء القطاع من السلاح بالكامل. وأضاف المسئول الإسرائيلى الذى تحدث إلى الصحيفة : «ليس الأمر أنه لا توجد فرصة للتغيير فالواقع قد يغير الأمور، وهذا أمر محتمل ولكن فى الوقت الحالى الفجوات واسعة للغاية» . ورغم تنامى الدعوات داخل الحكومة لتنفيذ خطوة حاسمة فى الحرب ضد قطاع غزة، تتزايد أيضا الأصوات التى تدعو إلى تصعيد العمليات العسكرية ضد حركة حماس، بما فى ذلك احتلال القطاع بشكل كامل. فى هذا السياق، ذكرت القناة ال14 العبرية أن الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير دفاع إسرائيل كاتس تتزايد لبدء مرحلة جديدة فى الصراع، تتضمن استعادة السيطرة العسكرية الكاملة على غزة بهدف إسقاط حركة حماس نهائيًا. وتتسارع هذه الدعوات فى وقت حساس، مع تزايد الحديث عن أن الحرب على غزة قد تأخذ مسارًا أكثر دموية وطويل الأمد، خاصة إذا فشلت المفاوضات فى تحقيق تقدم ملموس.ويردد أعضاء اليمين المتشدد أن «المناورة الكبرى»، والتى تشمل عملية عسكرية شاملة ضد حماس واحتلالا كاملا للقطاع، أصبحت الخيار الوحيد المتاح. ووفق القناة ال14 العبرية فقد أعرب عدد من الضباط الكبار الذين يقاتلون فى قطاع غزة فى الوقت الحالى عن غضبهم الشديد إزاء «التخبط السياسى» فى الحرب. وقالوا: «كل مرة نصل إلى هذه النقطة يجب اتخاذ قرار، إما تدمير غزة أو الانسحاب، دماء جنودنا ليست رخيصة». وعلى الرغم من الضغوط العسكرية، تبقى الأزمة الإنسانية فى غزة هى القضية الأساسية التى تشغل المجتمع الدولى، فقد شهد قطاع غزة نقصًا حادًا فى الغذاء والدواء منذ بدء الحرب، وهو ما دفع العديد من الدول الغربية إلى الدعوة لوقف الحصار الإسرائيلى والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، ومع اقتراب موعد زيارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى المنطقة، تبقى الفرصة قائمة للتوصل إلى اتفاق هدنة طويلة الأمد فى غزة، ولكن مع تصاعد الضغوط الداخلية فى إسرائيل، ورفض حماس لأى حل لا يتضمن انسحابًا إسرائيليًا كاملاً، يبدو أن الطريق إلى السلام لا يزال بعيدًا. وقبل يومين، قال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى كلمة خلال مؤتمر ل»نقابة الأخبار اليهودية» إنه «لا فرق بين حماس والسلطة الفلسطينية بهذا الشأن». وقال: «حماس تدعو لتدمير إسرائيل بالإرهاب والغزو العسكرى فورًا بينما تقول السلطة الفلسطينية: لا، ندمرها سياسيًا عبر الدعاية والقانون والخوف». واعتبر نتنياهو أن «فكرة إنشاء دولة فلسطينية تُحقق السلام هى فكرة حمقاء، لقد جربنا للتو دولة فلسطينية فى غزة وحدث ما حدث».وأشار نتنياهو إلى أنه «لا يزال هناك الكثير مما يجب القيام به، علينا إنهاء الحرب فى غزة، واستعادة رهائننا، وتدمير حماس، حماس لن تكون هناك، ولن نضع السلطة الفلسطينية هناك ،لماذا نستبدلها؟. نظامٌ أقسم على تدميرنا بنظامٍ آخر أقسم على تدميرنا، لن نفعل ذلك»، وأكد أن «إسرائيل ستسيطر على المنطقة عسكريًا»، ورحب بشدة بخطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للسماح ب «النقل الطوعى لسكان غزة الراغبين فى المغادرة». جاء هذا فى حين يحتدم الوضع الإنسانى سوءاً فى القطاع، وأفاد المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة، بأن الاحتلال الإسرائيلى أباد أكثر من 5070 عائلة، لم يبق من كل منها سوى فرد واحد على قيد الحياة، وأوضح المكتب فى بيان له، أمس، أن الاحتلال ارتكب جريمة قتل بحق أكثر من 18000 طفل، وأكثر من 12400 امرأة، مضيفًا أن أكثر من 2180 عائلة قُتل فيها الأب والأم وجميع أفراد الأسرة .