قصة نجاح من قصر العينى إلى كاليفورنيا، بطلها د. هشام الصيفى.. المصرى الذى حقق نجاحاً كبيراً فى الخارج، حتى أصبح أحد أفضل أطباء أمريكا، وفق استفتاءات وسائل الإعلام الأمريكية، والذى أكد فى حوار خاص مع «الأخبار»، أن أبحاث الخلايا الجذعية تحمل الأمل للبشرية، وان مصر تشهد تطوراً كبيراً فى مجال جراحات التجميل، وكشف عن ثورة فى علاجات الحروق بتقنيات حديثة، مبينًا أن مرض سرطان الثدى أصبح يهاجم فتيات العشرينات والثلاثينات، والسبب ثلاثية الغذاء غير الصحى والتلوث والهرمونات، موضحاً أن عوائد وحدة العلاج بأجر تذهب لدعم أطفال 57357، وتحدث عن مستقبل جراحات التجميل، والكثير من القضايا الطبية المعاصرة. اقرأ أيضًا | «طب قصر العيني» تتصدّر الجامعات المصرية وتحتل المركز الثاني إفريقيًا ما أكثر الجراحات انتشارًا فى مجال التجميل؟ اكثر جراحات التجميل انتشاراً فى العالم هى جراحات زراعة الثدى، بعد استئصاله نتيجة ورم سرطانى، حيث بدأ العالم كله يشهد زيادة فى انتشار سرطان الثدى بين الأعمار الصغيرة، وقد كنا زمانًا نعتبره مرضاً مرتبطًا بالسن المتقدمة، الآن نرى مريضات فى العشرينات والثلاثينات، وقد يكون ذلك لانتشار نوعية الأنظمة الغذائية غير الصحية، والتلوث والهرمونات الزراعية، ومن واقع عملى فى هذا المجال فأنا أشعر بتأثير هذه المشكلة الصحية على الجانب الاجتماعى والنفسى للمريضة، بل إنها أحيانًا تؤدى للطلاق وانهيار الأسرة. تقنيات حديثة هل هناك جديد فى جراحات بناء الثدى؟ التقنيات الجراحية تطورت كثيرًا، حيث تتم جراحات الاستئصال المتطورة حالياً مع الإبقاء على عضلة وحلمة الثدى، ويتم الاستئصال فى وجود جراح التجميل ليقوم فى نفس الوقت بالمرحلة الأولى من بناء الثدى، ومن خلال الجراحات الحديثة يتم الحفاظ على جلد الثدى لاستخدامه عند البناء بدلًا من أخذ جلد من مناطق أخرى بالجسم، ومع هذا التطور الكبير، أصبحت النتائج أفضل، والمضاعفات أقل كثيرًا، وأصبح شكل الثدى بعد بنائه يقترب جداً من الحقيقى «يعنى الحمد لله المريضة بتكون راضية إلى حد كبير بعد الجراحة»، بل وهناك الآن جراحات متطورة لتوصيل الأعصاب للصدر المزروع حتى نعيد له الإحساس الكامل. ماذا عن مكانة مصر فى مجال جراحات التجميل؟ تشهد مصر تطوراً كبيراً فى مجال جراحات التجميل من حيث تجهيز المستشفيات وتوافر الإمكانيات وكفاءة الأطباء، وأنا أحرص على زيارة مصر من وقت لآخر لإجراء جراحات بمستشفى الجلاء العسكرى وغيرها، وأشهد بنفسى توافر الإمكانيات البشرية والطبية. الخلايا الجذعية وماذا عن الجديد عالمياً فى أبحاث الخلايا الجذعية؟ مازالت أبحاث الخلايا الجذعية تحمل أملاً كبيراً فى علاج مجالات عديدة من بينها الحروق والجروح وبناء الثدى ومجالات التجميل وإزالة التجاعيد وغيرها، وأشهر مصدر الآن للخلايا الجذعية، هو الخلايا الدهنية، حيث يتم أخذ نسيج الخلايا الدهنية من المريض ليتم فصل الخلايا الجذعية منه ثم إعادتها للمريض نفسه، وهى تقنية تحقق نتائج جيدة، ويتم تطويرها للتوسع فى استخدامها فى علاج أمراض أخرى «ولكن المشكلة الحقيقية، أن هناك فوضى فى استخدام الخلايا الجذعية»، فهناك جهات عديدة على مستوى العالم لا تلتزم بالمعايير الأخلاقية فى هذه التجارب، وهو ما يؤدى لظهور مشاكل صحية تسىء لأبحاث الخلايا الجذعية، وحول الجديد فى مجال الحروق أيضًا، فهناك تطور كبير فى صناعة المضادات الحيوية والكريمات والمراهم الموضعية، التى تحقق نجاحاً كبيراً فى التئام الجروح وشفاء الحروق. ما التقنيات الحديثة فى مجال تجميل الوجه والقوام؟ الاتجاه الآن للتوسع فى التدخلات غير الجراحية فى مجال التخسيس والرشاقة، وتجميل الوجه والجفون وغيرها، مثل التطور الكبير فى استخدام الليزر والبوتكس والفيلر والجى بلازما والألترا ساوند، وقد تطورت جراحات شفط الدهون التقليدية لتظهر تقنية البودى شيبينج، أو نحت الجسم، وهى جراحات صغيرة بمخدر موضعى تنحت البطن بالشكل المطلوب، بل وتستخدم حالياً أيضاً لإبراز عضلات الصدر والبطن للرجال، وقد شهدت هده الجراحات تقنيات حديثة جعلت نتائجها أفضل كثيراً. ماذا عن طبيعة زيارتك لمصر هذه الأيام؟ الهدف من الزيارة هو دعم علاج الأطفال المرضى بمستشفى 57357، حيث أقوم بمناظرة ومتابعة حالات جراحات التجميل، وحالات استئصال وزراعة الثدى بعد سرطان الثدى، وذلك للمرضى البالغين من خارج المستشفى من خلال وحدة العلاج بأجر، التى يوجه عائدها، لدعم علاج الأطفال مرضى المستشفى، كمورد مهم لتحقيق الاستدامة المالية للمستشفى. رحلة نجاح كيف كانت رحلة نجاحك فى أمريكا؟ رغم أننى كنت وحيد أبى وأمى، إلا أننى تربيت على الالتزام بالنجاح، فدرست فى مدرسة الجيزويت الفرنسية، ونجحت بتفوق لألتحق بطب قصر العينى وأواصل تفوقى لأصبح معيداً بالكلية، وفى عام 1996 حصلت على الماجستير وقررت السفر على نفقتى إلى أمريكا للحصول على الدكتوراه والتدريب على أحدث ما وصل إليه الطب، والتحقت بجامعة «إمرى»، وكان تخطيطى أن أحاول الحصول على المنحة وأنا هناك، لكن بعد سفرى اكتشفت أن المنح موقوفة وكانت مشكلة كبيرة لأن إمكانياتى لا تسمح لى بتحمل نفقات الإقامة والتعليم ولم يكن أمامى إلا التحدى لإنجاز بحث الرسالة خلال هذه الفترة، فتفرغت تماماً للدراسة والعمل وإعداد الرسالة، وكانت حياتى لا تخرج عن البقاء فى المنزل للمذاكرة أو الذهاب للمستشفى للعمل والتدريب، وخلال 3 أشهر نجحت فى التحدى وأنهيت إعداد الرسالة وقدمت عرضاً علمياً أمام أساتذة الجامعة هناك، وبعد العرض استقبلنى أستاذى وطلب منى البقاء، علماً بأن قرار هجرتى كان صعباً جداً على أهلى، ورغم ذلك شجعونى بشرط واحد أن أنجح وأتفوق، وبالفعل عدت لأمريكا وواصلت التحدى، واستطعت مناقشة الدكتوراه بعد أقل من عام، ولم أتوقف عن التعلم، فاستكملت البورد الأمركى ثم الزمالة، وحققت لأهلى كل ما تمنوه لى. النجاح دائماً له ضريبة.. فهل واجهت ذلك من واقع رحلتك؟ بالطبع، فبجانب كل ما حققته من نجاح، كانت هناك أوقات ومشاعر صعبة، بسبب الابتعاد عن الأهل فترات طويلة، خاصة فى فترات المرض وفى نهاية عمرهم «النجاح دائماً له ضريبة والإنسان مش ممكن ياخد كل حاجة».