أكد امبيس كريستاس ممثل اتحاد النقابات العالمي، الذي يضم في صفوفه منظمات نقابية من أكثر من 133 دولة حول العالم، على الروابط التاريخية الوثيقة والنضالية المشتركة التي تجمع الاتحاد بالشعوب العربية. على التضامن الدائم في مواجهة التدخلات الإمبريالية والدفاع عن حق الشعوب العربية في تقرير مصيرها بنفسها، بالإضافة إلى المطالبة المستمرة بالسلام العادل والديمقراطية الحقيقية وتأمين الحقوق الأساسية للعمال. اقرأ أيضا |البدوي: مؤتمر العمل العربي رؤية واضحة للرئيس السيسي لتعزيز حقوق العمال| خاص جاء ذلك خلال كلمة ألقاها بالنيابة عن اتحاد النقابات العالمي، أشرف الدوكار، رئيس النقابة العامة للعاملين بالنقل البري، في فعاليات الدورة 51 لمؤتمر العمل العربي المنعقد في القاهرة، ناقلاً تحيات الأمين العام للاتحاد، بامبيس كريستاس، الذي حالت ظروف طارئة دون حضوره في بداية المؤتمر. وفي كلمته الافتتاحية، أعرب الدوكار عن خالص شكره وتقديره لفايز المطيرى، المدير العام لمنظمة العمل العربية، على دعوته الكريمة للمشاركة في هذا الحدث الهام. كما توجه بالشكر الجزيل إلى وزير العمل المصري، محمد جبران، على استضافة المؤتمر في رحاب القاهرة، وإلى الاتحاد العام لنقابات عمال مصر ورئيسه، عبد المنعم الجمل، على دعمهم وكرم ضيافتهم. واستعرض الدوكار أبرز التحديات الجسيمة التي تواجه الطبقة العاملة في عالمنا المعاصر، والتي تتفاقم في ظل الأزمة الرأسمالية العميقة وتزايد مظاهر عدم المساواة الاجتماعية بشكل غير مسبوق، إلى جانب التدهور البيئي الخطير واستنزاف الموارد الطبيعية الضرورية للحياة. كما لفت الانتباه إلى أن الصراعات الجيوسياسية والحروب المدمرة والتدخلات الخارجية والعقوبات الاقتصادية الجائرة التي تفرضها القوى الإمبريالية أصبحت تشكل تهديدًا مباشرًا للأمن والسلام العالميين. وانتقد الاتحاد بشدة السياسات الاقتصادية التي تمنح الأولوية القصوى لاقتصاد الحرب على حساب رفاهية الشعوب وتنميتها، مشيرًا بأسف إلى الزيادات الهائلة في الإنفاق العسكري وما يصاحبها من إجراءات تقشفية وسياسات تزيد من حدة الفقر والمعاناة. وشغلت القضية الفلسطينية حيزًا هامًا في كلمة ممثل الاتحاد، حيث أدان بأشد العبارات الإبادة الجماعية المروعة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة والضفة الغربيةالمحتلة. كما استنكر بشدة العمليات العسكرية المستمرة في لبنان واليمن، محملًا الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي مسؤولية دعم هذه الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي وحقوق الإنسان. ووصفت الكلمة تصريحات الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب التي تتحدث عن تهجير الفلسطينيين قسرًا من قطاع غزة بأنها "قمة الاستهزاء الإمبريالي بالضحايا وبحقوقهم المشروعة". كما سلطت الكلمة الضوء على التدهور الملحوظ في أوضاع العمال في مختلف أنحاء العالم، بدءًا من الارتفاع الجنوني في تكاليف المعيشة وتآكل الحقوق الأساسية للعمل، مرورًا بضعف الأجور وعدم كفايتها لتلبية الاحتياجات الأساسية، وانتشار أشكال العمل الهشة وغير المستقرة، والتوسع في خصخصة القطاعات الحيوية التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر مثل التعليم والصحة والضمان الاجتماعي، وصولًا إلى غياب إجراءات السلامة المهنية اللازمة التي تتسبب في فقدان آلاف العمال لحياتهم سنويًا في حوادث العمل. وعلى الرغم من هذا المشهد القاتم والمحبط، أكد الاتحاد أن الأمل ما زال موجودًا وقائمًا، وذلك بفضل الملايين من العمال في جميع أنحاء العالم الذين يواصلون النضال ببسالة للدفاع عن حقوقهم المشروعة من خلال تنظيم الحركات النقابية القوية والمؤثرة. وأشار إلى أن التطور الهائل في العلوم والتكنولوجيا يوفر فرصًا حقيقية لتحسين حياة العمال وتوفير ظروف عمل أفضل إذا ما تم استخدامه بشكل عادل يخدم مصالح الجميع. وشددت الكلمة على أن التنظيم النقابي القوي والنضال المستمر هما السبيل الوحيد لتحقيق التغيير المنشود في واقع الظلم والاستغلال الذي يعاني منه العمال. وفي ختام كلمته، أعلن الدوكار أن عام 2025 سيشهد احتفال اتحاد النقابات العالمي بالذكرى السنوية الثمانين لتأسيسه، مجددًا التزام الاتحاد الراسخ بمبادئه الأساسية في الدفاع عن العدالة الاجتماعية ومكافحة جميع أشكال التمييز والحروب والتدخلات الإمبريالية التي تقوض سيادة الدول وحقوق الشعوب. وأكد أن الاتحاد سيواصل مسيرته التاريخية بنفس الرؤية والمبادئ التي تأسس عليها، داعيًا إلى تضافر الجهود لضمان توفير بيئة عمل عادلة وآمنة تحفظ كرامة العمال وحقوقهم. كما أعرب عن اهتمام الاتحاد العميق بالمناقشات الهامة التي يشهدها مؤتمر العمل العربي، وخاصة تلك المتعلقة بتقرير المدير العام والتقرير الخاص بالتنوع الاقتصادي كمسار أساسي لتحقيق التنمية المستدامة في الدول العربية.