مصر تشهد سلسلة أعياد وطنية ودينية ومصرية منذ قديم الأزل مثل عيد القيامة وشم النسيم، حيث يلتقى الأحبة من الإخوة والأخوات المسيحيين والمسلمين ليلة عيد القيامة، ثم التنزه فى اليوم التالى احتفالا بشم النسيم، ذلك العيد الأهلى والانسانى والطفولى، حيث تمتزج فرحة الصغار مع الكبار ويشاركونهم معظم الالعاب الطفولية بابتسامة بريئة ودفء مشاعر، الكل يشعر بالسعادة والانطلاق الى آفاق رحبة وسط الحدائق والتنزه بالمراكب فى النيل وكأنها صفحة مضيئة مرسومة بكل مشاعر الحب بين الكبار والصغار والشباب والفتيات.. وفيها ألحان وأغانى ومرح.. إنه نسيم الحياة. وتقترب الأعياد بعضها ببعض فى تشابك يؤكد وحدة المصريين، حيث عيد تحرير سيناء، تلك البقعة المباركة التى شهدت لقاء سيدنا موسى «عليه السلام» بالله سبحانه وتعالى عندما تجلى الله للجبل وألقى إليه شرائع التوراة وأيضا رحلة العائلة المقدسة منها إلى صعيد مصر.. ذلك الأمان الذى نجى الله رسوله ونبيه موسى من فرعون فشق له البحر كما اطمأنت سيدتنا مريم فى رحلتها وهى تحمل سيدنا عيسى فراراً من الروم خوفا عليه.. فسيناء أرض الأديان حيث مر عليها سيدنا محمد «صلى الله عليه وسلم» فى رحلة الاسراء وشاهد المواقع التاريخية الخاصة بالانبياء والرسل.. أتذكر عند الاحتفال بعيد القيامة وشم النسيم أن أفراد الأسر المسلمة والمسيحية واليهودية كانوا يلتحمون ويحتفلون معا ويتناولون الاطعمة من بسكويت وبيض وسمك مملح معاً فى بهجة وفرح، ولولا الصهيونية التى غزت بعض اليهود والمتطرفين لبقيت صورة الاحتفال كما هى فيها اليهود الأرثوذكس المؤمنون الموحدون الذين يميلون للسلام والحب.. احتفالنا بعودة سيناء يذكرنا بامتزاج الدماء المصرية لمسيحييها ومسلميها عند تحرير الأرض من الصهيونية التى ألبست اسم سيدنا يعقوب «إسرائيل» ثوب الشيطان رغم أنه وأبناءه دخلوا مصر بسلام آمنين. ليت الأيام الخالدة والاحتفالات تعيد الرشد الى الطغاة وتذكرهم أنه آن الأوان أن يسود السلام ويتم تحرير جميع الاراضى العربية من النزعة الصهيونية الطاغية.