لحظة عتاب تحولت إلى دماء وجريمة قتل لطالب ثانوى ابن حى الشرابية عبدالرحمن الذى كانت نهايته أشبه بكابوس عاشته أسرته ونهاية حزينة لمشهد سقوطه قتيلا أمام أعين أسرته وجيرانه لا ينسى وعودته ملفوفا فى الكفن الأبيض بسبب شهامة ابن الجيران ومحاولة الدفاع عن فتاة وشقيقها تفاصيل اكثر نعرضها فى السطور التالية. فى الساعات الأولى من صباح ثالث ايام العيد كان بيت الطالب عبدالرحمن يملؤه الفرح والسعادة ضحكات وسعادة تملأ أرجاء البيت بين الأب وأولاده احتفالا بعيد الفطر، ويوم عائلى هادئ كما ظن والد عبدالرحمن وأسرته الصغيرة كعادة الأهل لكن لم تمر دقائق على خروج عبدالرحمن من بيته حتى تحول الهدوء الى صوت صراخ فى الشارع؛ شجار بين الجيران شاب من نفس المنطقة اشتبك مع آخر بسبب مضايقة الثاني لشقيقة الأول والتحرش بها وفى نفس اللحظة كان عبدالرحمن فى طريقه بملابس العيد إلى الشارع، خرج ليشترى تسالى لأسرته ففوجئ بمشهد الاعتداء على جاره الشاب، فتدخل ليفض الشجار بينهما لكن كلماته قابلها القاتل بسكين رشقه فى رقبته وسط ذهول الجيران والمارة في الشارع، عندما سقط عبد الرحمن قتيلا وسط بركة من الدماء وتجمع أهالى المنطقة وأخذت الصرخات تدوى في الشارعوالشوارع القريبة بحى الشرابية، لتصل إلى بيت عبدالرحمن وتخرج أسرته مهرولة إلى مسرح الجريمة ومشهد لا ينسى من الذاكرة؛ عبدالرحمن يلفظ أنفاسه الأخيرة بين يدى والده وتفشل محاولات إسعافه. بلاغ وفى دقائق تحول المكان إلى مسرح جريمة كبير بعدما أتى رجال المباحث بعد تلقي البلاغ لكشف لغز الجريمة ومحاولة فهم ما حدث لطالب الثانوى الذى فقد حياته فى لحظات غامضة، بدأ ضباط المباحث في عمل التحريات للوصول إلى حقيقة الحادث الذى كان حديث اهالى الشرابية ومعرفتهم بالقاتل كثير المشكلات والغضب يملأ قلوب الجميع والحزن يسيطر عليهم بسبب القاتل الذى يعرفه الجميع باسم "بودا"، فهو حسب كلام الأهالى،"كتير اشتكينا منه لسه طالع من السجن، واحد مسجل خطر"، هكذا وصف الجيران المجرم والقاتل بعدما عاد أسوأ من الاول ولا يسلم منه أحد، وكشفت التحريات أن بودا فى ليلة وقوع الجريمة كان يقف على الناصية بالقرب من منزله، تحرش بفتاة من الجيران فى اللحظة التى حاول فيها شقيقها الدفاع عنها اعتدى عليه القاتل ضربًا ولم يجرؤ أحد من الأهالى الدفاع عنه، وفى تلك اللحظة كان المجنى عليه يمر بالصدفة، حاول التدخل للدفاع عن جاره وفض الشجار بينهما، يطلب من بودا التوقف عن أفعاله التى كانت سببًا فى دخوله السجن، فاشتاط القاتل غضبا وأخرج من ملابسه سلاحا أبيض طعن به المجني عليه في العنق محدثا جرحًا عمقه 5 سم أودى بحياته في لحظات قليلة، وهو تقرير طبى مبدئى يصف حالة القتيل الذى مات قبل محاولة إسعافه بسبب هذا الجرح الذى أصاب عنق المجني عليه، واستكملت التحريات التى أوضحت من خلال مناقشة والدة المجنى عليه التى قالت:"إن نجلها يدرس فى الصف الثانى الثانوى ويعمل لكسب لقمة العيش ومساعدة أسرته ووالده العاجز لسد احتياجاتهم المعيشية"، واوضحت إن نجلها خرج للتنزه بعدما ارتدى ملابس العيد التى اشتراها من ماله الخاص وكان قدره ينتظره أمام قاتل بلا رحمة، طعنه فى رقبته وهى الطعنة إلى أصابت قلبها قبل أن تصيب نجلها. أحزان الأسرة وتقول الأم بأسى ودموع لا تفارقها: ابنى عبدالرحمن طيب وجدع وحنين على كل أفراد أسرته.. بمقتله تحولت حياتنا إلى جحيم واللون الأسود لايفارقنا، احزان الأم كانت بمثابة حالة من الذهول وعلامة استفهام كبيرة حول وفاة نجلها بهذا الشكل المأساوى، ماذا فعل لتكون نهايته بشعة بهذا الشكل، كل جريمة ابنى – والكلام على لسان الأم المكلومة - أنه عاتب الجانى على فعله مع ابن الجيران لكنه الآن رحل فى سلام، حسرتنا على شباب ابنى الضحية على يد مسجل خطر لن تنتهى، حرمنا الفرحة والسعادة وحملنا احزانًا سوف تعيش معنا ما حيينا، بسبب ايادى غادرة لم ترحم الايادى الشقيانه فتحولت حياتنا إلى جحيم وحداد. أما الأب العاجز الذي فقد ابنه الوحيد فيروى لرجال المباحث حجم المعاناة ولحظات وقوع الحادث الذى كان أشبه بالكابوس عندما وجد الجيران يلتفون حول منزله لينزل خبر وفاة ابنه كالصاعقة التى أصابت قلبه وأنهكت جسده من الالم والوجع، فهو لن ينسى صرخة الناس له:"ألحق ابنك اندبح"، فكانت صدمة العمر خرج مسرعا إلى مكان الحادث ووجد ابنه غارقا فى بركة من الدماء وينازع الموت، فشلت كل محاولات إسعافه. وأكد الأب، أنه غير قادر على وصف مشاعر الحزن وحجم المعاناة التى يعيشها جراء ما حدث لنجله، مضيفًا؛ احنا ناس في حالنا، عبدالرحمن كان السند، طالب فى ثانوى صنايع وعمود البيت يساعدنا على مواجهة الدنيا بصعوباتها، وهنا لا يجد الأب من كلمات سوى دموعه ليعبر بها عن حزنه الدفين ووجع قلبه وفى النهاية قال الاب نفسى: "أنا متأكد أن حق ابنى من اللى قتله هيرجع بحكم القضاء، عبد الرحمن راح منى بسبب مجرم عديم الرحمة لكن انا عارف ان القانون هيجيب حق ابنى". أما الجيران أكدوا لرجال المباحث؛"انهم شاهدوا القاتل بودا وهو ماسك السكينة ويطعن بها عبدالرحمن اللى كان واقف يفض الشجار مابين الطرفين وكانت نهايته على رأى المثل ماينوب المخلص إلا القتل هكذا جاء كلام شهود الواقعة وأسرة الضحية. كاميرات المراقبة للوقوف على ملابسات الواقعة قام فريق آخر بالتحفظ على كاميرات المراقبة بمحيط الواقعة لتفريغها والوقوف على ملابسات الحادث وما كشفت عنه التحريات الأولية؛ أن الضحية يدعى عبد الرحمن طالب 19 سنة لقي حتفه على يد شاب في العشرينيات من عمره بعد محاولته إنهاء خلاف نشب بين المتهم وآخرين، تطورت لمشاجرة قام فيها المتهم بإخراج سلاح أبيض ووجه طعنة قاتلة إلى المجنى عليه أودت بحياته، وتمكن رجال مباحث الشرابية من ضبط المتهم مسجل خطر وإحالته إلى النيابة العامة للتحقيق وحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق والتجديد له 15 يومًا فى الميعاد، كما أن التقرير الطبى كشف عن استخدام سلاح أبيض سكين وكانت طعنة نافذة فى رقبة الضحية بعمق 5 سم أودت بحياته. اقرأ أيضا: محاكمة المتهم بقتل نجل لاعب الزمالك السابق لسرقته| غدًا