إيجابى جداً تحرك وزيرة التنمية المحلية لإعادة الانضباط إلى شوارع مصر الجديدة. وإيجابى جداً تحرك محافظ الجيزة لتصحيح الأوضاع فى محلات بيع الأغذية ومنتجات الألبان.. والمرجو ألا نكون أمام خطوة منفردة وطارئة يعود بعدها كل شيء إلى ما كان عليه كما حدث فى مرات عديدة سابقة، وإنما أن نكون أمام توجه عام لإعادة الانضباط إلى الشارع وفرض الالتزام بالقانون على الجميع. عشت معظم عمرى قريبا من منطقة «الكوربة» ومغرما بالطابع الجميل والراقى ل«مصر الجديدة» والذى استطاع «حتى قبل سنوات قليلة» أن يقاوم كل مظاهر القبح التى داهمت الشارع المصرى. الهجمة الأخيرة كانت ضارية. وتم احتلال الأرصفة وعمت الفوضى والضوضاء من المقاهى والمحلات التى تخالف كل القواعد وتكاد تحيل واحدا من أجمل وأرقى أحياء القاهرة إلى منطقة شبه عشوائية (!!) وهو للأسف الشديد ما يحدث فى مناطق أخرى ويحتاج إلى التدخل الحاسم الذى لا يقتضى إلا الالتزام الكامل بالقانون ومحاصرة الفساد فى المحليات ومراجعة حكاية تأجير الأرصفة للمحلات التى ساهمت فى زيادة الفوضى فى الشارع المصرى!! وليس بعيداً عن ذلك أن نرى حملة شاملة ودائمة للرقابة الجادة على كل المقاهى والمطاعم ومحلات صنع وبيع الأغذية -هناك جهود تبذل بلا شك، وفى كل يوم نسمع عن مصادرة أطنان من الأغذية الفاسدة وغير الصالحة للاستهلاك الآدمى. لكننا « بلا شك» نحتاج لجهد أكبر ورقابة أشد لضمان سلامة الغذاء وصحة العاملين، ولجعل النظافة الكاملة ثقافة عامة نتعلمها فى البيت والمدرسة ونفرضها بالقانون إذا احتجنا لذلك!! الأمر ليس سهلاً بالطبع، لكنه ممكن وضرورى.. والمسئولية ليست فقط على المحليات وإنما على كل المؤسسات لتنفيذ سياسة عامة وخطة مشتركة، على سبيل المثال نحتاج لمضاعفة الأسواق العامة فى كل الأحياء ووضعها تحت إدارة تضمن كفاءة التشغيل والانضباط الكامل. ونحتاج إلى جهود أكبر لنشر الثقافة الصحية وخاصة بين الأطفال والشباب.. ونحتاج لمراجعة اللوائح والقوانين للشارع والمسئولة عن الرقابة على الغذاء. المهم أن نبدأ وأن نستمر، وألا نترك القبح والضوضاء والفوضى والفساد تتوغل فى أجمل شوارعنا، وتسمح ببيع الغذاء الفاسد لأبنائنا!!