قال وزير التنمية المحلية عادل لبيب إن وزارته بدأت فى تقييم أداء القيادات المحلية فى جميع المحافظات لاستبعاد المقصرين منهم، مطالبا بالتحام تلك القيادات بالمواطنين وتيسير الخدمات لهم دون التعقيد. أعتقد أن الوزير قد خانه التعبير فيما ذكره، فالوزارة تترك قياداتها تعمل فى الهواء بلا هوية أو معايير ، وسأكتفى بمشهد واحد فقط للدلالة على فشل المحليات، وهو احتلال الأرصفة من قبل أصحاب المقاهى والكافيهات. ففى شوارع إبراهيم والثورة بقلب الكوربة وعثمان بن عفان وهارون الرشيد بمصر الجديدة ، تنشر المقاهى كراسيها ومناضدها فى عرض الطريق ، فى تحد صارخ للقانون وشرطة المرافق ومسئولى الحي، ونرى ضباط وأمناء شرطة المرور يحررون مخالفات للسيارة التى تضطر للوقوف أمام المقاهى فى حين أن كراسيها تكاد تسد منتصف الشارع. ولا حياة لمن تنادى وكأن المخالفة لا تقع إلا على صاحب السيارة فقط. وفى شارع النزهة، قام الحى بهدم أسوار الكافيهات التى احتلت بكراسيها الأرصفة، ثم سرعان ما تم بناؤها مرة أخري، ولا نعلم هل تعاقد أصحابها مع الحى على دفع غرامات أو مبالغ مالية نظير المخالفات أم لا! وهكذا أيضا فى تحد صارخ للقانون وحق المواطن فى السير آمنا على الرصيف. أما النزهة الجديدة وعلى بعد خطوات من مقر الحى ، فحدث ولا حرج، فالمقاهى احتلت الرصيف تماما وعلى المواطن أن يسير فى الشارع. وشارع محمد حسين كامل أبلغ دليل على تهاون قيادات الحى فى تنفيذ القانون واهدار حقوق المواطن. ولم تكن شوارع الإسكندرية أفضل حالا من القاهرة، واعتقد ان الوزير على علم تام بما نقصده، فالأرصفة بنيت لكراسى المقاهى فقط، مادام لم يحرك مسئولو الأحياء ساكنا. أتذكر جملة لعمر عبد الآخر محافظ القاهرة الأسبق حين قال: «سيأتى وقت لن نجد فيه رؤساء أحياء يعملون معنا».. وكان يقصد أن أصحاب الذمم الخربة الفاسدة كثيرون فى المحليات. لمزيد من مقالات محمد أمين المصري