كعادتى فى رمضان لايكون عندى وقت لمشاهدة ما يعرض على الشاشات الفضائية إلا القليل منه الذى أختاره بعد مشاهدتى للقطات الدعاية ولذلك اقتصرت مشاهدتى على الجزء الثانى من مسلسل (أشغال شقة جدا) للمبدع هشام ماجد ومصطفى غريب، فقد خلا من المشاهد التى يخجل منها أمثالى فى وجود أسرتى إلا قليلًا يمكن تحمله خاصة والكثير من محتواه أدخل البهجة والسعادة والكثير من الضحكات التى نفتقدها فى حياتنا دون ابتذال أو إسفاف وكانت كوميديا المواقف التى طالما انتظرناها، فتحية لكل العاملين فيه... المسلسل الثانى كان الجزء الثانى أيضا من (كامل العدد)، مسلسل اجتماعى هادف، احتوى على مواقف ومشاكل إنسانية واجتماعية متنوعة مع إيجاد الحلول المناسبة. وأنا هنا إذا ذكرت بطلًا أو اثنين فى المسلسلين فإنما قد ظلمت كل من شارك فيهما، فكلهم أبطال و»شابو» لهم جميعًا مخرجًا ومؤلفًا وفنانين من أصغر طفل فيهم إلى أكبر فنان. وبعد انتهاء رمضان بدأت أبحث على ما يستحق المشاهدو واكتشفت أننى الفائزة فى الموضوع لأنى لم أتابع مسلسلات الرقص والبلطجة ولكن استرعى انتباهى مسلسل (معاوية) الذى يعرض حقبة تاريخية دينية لحكم الخلفاء الراشدين فى إيجاز مع سيرة ذاتية للخليفة الأموى (معاوية بن أبى سفيان).. شدنى المسلسل لدرجة أن شاهدت 21 حلقة فى أقل من أسبوع، إنتاج هايل جدًا، أعد مشاهد الغزوات والحروب بإبداع وفنانين بذلوا أكثر من جهدهم حتى تنسى وأنت تراهم أنك أمام شاشة، فقد أبدع المخرج فى السرد والأحداث. أتمنى أن يقدم لنا الفنانون الكثير من هذه النوعيات وأن يبعدوا عن المسلسلات الهابطة التى لا تمثل مجتمعنا من قريب أو بعيد.. فالفن رسالة تصل إلى العقول والقلوب وتشكل أفكار وأسلوب وتصرفات الشباب والأطفال الذين هم رجال المستقبل.