◄ نقابة الأطباء البيطريين: ضرورة وجود رقابة صارمة على السيرك.. وعدم وجود شهادات التحصين «كارثة» ◄ ناشطة في مجال الحياة البرية: المدرب والمساعد فقط من يتوجب عليهم التعامل مع الحيوانات البرية ◄ تقرير الطب البيطري: غياب الأوراق الخاصة بتلقي الحيوانات جرعة التحصين المخصصة لها حادث مروع تناقلته منصات التواصل الاجتماعي، خلال عرض السيرك في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، حيث هاجم «نمر بنغالي» يبلغ من العمر 5 سنوات عامل «الرباط» بالسيرك، ونتيجة للهجوم، تعرض العامل لإصابات بالغة في ذراعه، مما استدعى الأطباء إلى بتر الذراع، بعد محاولات استمرت أربع ساعات لإنقاذه. وقد أثار الحادث حالة من الذعر بين الحضور. أسفر تقرير الطب البيطري عن أن المكان جيد التهوية والحيوانات تتلقى التغذية الكافية، لكن لم يكن هناك أى أوراق تفيد تلقى الحيوانات التحصينات المخصصة لها، وهو ما يدفعنا للتساؤل لماذا يتحرك المسؤولين عن السيرك بشكل سريع؟ ولماذا لم يتعامل مع الموقف فى حالة الطوارئ، باستخدام رشاش المياه ليبتعد النمر عن العامل أو ضربة بطلقة مخدر حتى يتمكن العامل من الإفلات من قبضة النمر؟، وبين تراشق الاتهامات بين العامل والمسؤولة عن السيرك أين نجد الحقيقة ؟ الحادث البشع، لم يكن الأول ولن يكون الأخير، لذلك تواصلت «بوابة أخبار اليوم»، مع الخبراء المختصين، لمعرفة أسباب تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية، وكيفية تجنب تكرارها. ◄ إجراءات حكومية الحادث البشع، أصبح حديث السوشيال ميديا وبرامج التوك شو، وعلى الفور اتخذ محافظ الغربية، العديد من القرارات هامة، على النحو التالي: - إزالة السيرك المتنقل بشكل نهائي. - تشكيل لجنة عاجلة للتحقيق في ملابسات الواقعة ومراجعة تراخيص السيرك واشتراطات السلامة الفنية وسلامة الحيوانات. - منح الشاب محمد إبراهيم البسطويسي «ضحية النمر» دعمًا ماليًا ووظيفة ثابتة وإعانة شهرية. - استبعاد النمر الذي هاجم العامل من المشاركة في العروض. من جانبها، أكدت شيرين علي زكي، وكيل النقابة العامة للأطباء البيطريين، أن هذا النوع من الحوادث أصبح يتكرر بشكل مأساوي، موضحة أن تصريحات الشاب الذي التهم النمر ذراعه بسيرك طنطا، كانت في غاية الخطورة حيث أكد أن الأسود والنمور لم تأكل منذ فترة. ◄ أسباب هجوم الحيوانات وأضافت أن تقرير الطب البيطري، أوصى بعدم مشاركة النمرة «بوكا» فى العرض مرة أخرى، تفادياً لتكرار الحادث، على الرغم من خروج مدربة الأسود والنمور «أنوسة كوته» لطمئنة الأفراد أن «النمر بوكا» سوف يعاد تأهيلها وتدريبها لتشارك مرة أخرى في العروض. اقرأ أيضا| إزالة سيرك طنطا بعد واقعة بتر ذراع مساعد المدرب ونقل الأسود والنمور للقاهرة وأوضحت أن هناك أسباب عديدة تدفع الحيوان البري لمهاجمة الأفراد، على سبيل المثال فهذه حيوانات مفترسة يختلف سلوكها العدواني في حالة أنها نشأت داخل الأسر، أو تلك التى جاءت من حياتها البرية لتقع أسيرة داخل أقفاص، فيصبح الأول أقل ميلاً لأحداث العنف، ولكن قد يسبب عنف نتيجة لظروف معينة، مثل التعرض للضرب أو التجويع أو انهاكه في العمل، وتعرضه لكم هائل من الضغط دون راحة كافية، والدخول فى نوبة اكتئاب، بينما الثاني يصبح معدل العنف بداخله أكبر. وأعربت وكيل النقابة العامة للأطباء البيطريين، عن دهشتها بعد صدور تقرير الطب البيطري، الذي أكد أن كل حيوان بري يتغذى على «10 دجاجات و2 لتر لبن و5 وحدات من البيض»، وهو على غير المعتاد لحيوانات السيرك، لأن فى الغالب يتم تغذيتها على لحوم الحمير، وتساءلت: هل المجزر المخصص لذبح الحمير داخل حديقة الحيوان مغلق؟ ◄ شهادات التحصين وتعجبت من عدم وجود شهادات التحصين الخاصة بالحيوانات، وتساءلت: كيف يتحرك سيرك كامل بدون الموافقات الرسمية الخاصة به؟ مؤكدة أنه لمنع تكرار هذه الحوادث لابد من وجود رقابة صارمة على هذه الأماكن، والتأكد من منح التراخيص لكافة الحيوانات بداخلها، لمواجهة ظاهرة الحيوانات البرية المهربة. اقرأ أيضا| «ضحايا غضب الوحوش».. كوارث في عروض السيرك وفي ذات السياق، كشفت دينا ذو الفقار ناشطة في مجال الحياة البرية، أن من يقف داخل الحلبة هو المدرب والمساعد، وهما من تخضع لهم الحيوانات البرية، وتقدم لهم الولاء والطاعة، على سبيل المثال، عند استخدام 6 حيوانات في العرض فيتم استخدام ثلاثة في العرض وثلاثة ينتظرون على كراسي مخصصة لهم فى آخر «الحلبة»، لحين قدوم دورهم في العرض. وتابعت «وهنا تأتي وظيفة «الرباط»، وهو شخص يقوم بوضع الخُطاف فى رقبة الحيوان من خلال «طوق» يرتديه حول رأسه لمنع تحركه حتى يأتى دوره»، موضحة أنه لابد أن ينتظر العامل جلوس الحيوان أولا ويعطيه ظهره، ولكن ما حدث في واقعة سيرك طنطا، هو أن العامل تسرع في وضع الخُطاف في رقبة النمر، ولم ينتظر أن يعطيه النمر ظهره، وبالتالي أنقض على ذراعه، مؤكدة أن محاولات الأفراد في جذب العامل للخلف لتخليصه من قبضة النمر، أدت لتهتك أنسجة يديه، وكان من المفترض محاولة فق قبضة النمر على اليد فقط. ◄ السيرك بلا فائدة وأضافت الناشطة الحقوقية، أن المدرب والمساعد فقط هم من يتوجب عليهم التعامل مع الحيوانات البرية، وما حدث منذ أشهر في حديقة حيوان الفيوم، حين انقض أسد على حارسه، كان بسبب أنه حارس آخر غريب عن الأسد، حاول غلق الباب الخارجي لمكان الأسد، فقام الحيوان بمهاجمته، موضحة أن الأسود والنمور حيوانات برية وليست مستأنسة، ولابد من التعامل بحرص معهم من خلال المدرب والمساعد. وأشارت إلى أن هناك ما يقرب من 17 سيركاً فى مصر، ومن المفترض أن جميعهم مؤهلين جيداً للتعامل مع الحيوانات المفترسة، وكل شخص له طريقته في التدريب، فهناك من يضع حلقة حول رقبة الحيوان البري، أثناء العرض وهناك من لا يضعها. وتساءلت: أين الرسالة الثقافية التي يقدمها السيرك، الذي أغلب مشاهديه من الأطفال؟ مؤكدة أنه لا يوجد أي رسالة ثقافية سواء بالتعريف بالحيوان البري وطبيعته، فما الهدف من جعله يمر وسط حلقة من النيران؟. ◄ الجهات الرقابية هناك أكثر من جهة تراقب على السيرك وهي: - وزارة البيئة تراقب على الأنواع الموجودة وتكاثرها - الهيئة العامة للخدمات البيطرية تراقب على التحصينات والتغذية المخصصة لكل حيوان حيث يحتاج ل7 كيلو من اللحم بما يعادل ربع حمار - قطاع الدفاع المدني يتابع الاشتراطات الخاصة بمعايير الأمن والسلامة ◄ التقرير البيطري فور وقوع الحادث، تم تشكيل لجنة من مديرية الطب البيطري بمحافظة الغربية، التابعة لإدارة مركز طنطا البيطرية، وانتقلت إلى مكان واقعة سيرك «فانتازيا» الكائن بمنطقة المعرض بدائرة قسم أول طنطا، وتم اتخاذ الإجراءات التالية: - توقيع الكشف الطبي البيطري على الحيوانات، وبمعاينة مكان الإيواء الخاص بالحيوانات تبين أنه مكان مناسب وجيد التهوية ويصلح لإيوائهم - إطعام الحيوانات بدواجن طازجة بواقع «8-10» دجاجة لكل حيوان بالاضافة إلى 2 كجم لبن وعدد «4-5» بيضات لكل حيوان، وذلك بصفة يومية وهذه الكميات مناسبة للتغذية بمعدل مرة واحدة يومياً. - بالنسبة للتطعيمات الكامنة بالحيوانات، أفاد مسئول السيرك أنه لا يوجد سجل خاص بتطعيمات الحيوانات داخل مقر السيرك بطنطا - بالنسبة لحالة العقر التي حدثت من قبل النمر البنجالي الأبيض، فهي أنثى عمرها 5 سنوات وتدعى «بوكا»، فإن حالتها الصحية العامة سليمة وتتلقى الغذاء المناسب والرعاية الطبية المناسبة، وأوصت اللجنة باستبعاد النمر الأنثى «بوكا» بعد الحادث، وذلك كإجراء احترازي خشية تكرار الحادث، مع الاستمرار فى تقديم التغذية الجيدة والكافية والرعاية الصحية البيطرية السليمة. ◄ تجاهل المسؤولين فور وقوع الحادث، تواصلنا مع الدكتور أيمن محروس، مدير الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، والحفاظ على الحياة البرية، وعلى مدار خمسة أيام متواصلة، حاولنا الاتصال بالهاتف وعن طريق تطبيق «الواتساب»، ووسط محاولات الاتصال قام بالرد علينا ليخبرنا أنه بجولة ميدانية مع أحد الوزراء، وطلبنا منه أن يرد على الأسئلة على «الواتساب»، وانتظرنا ثلاثة أيام لكنها دون جدوى وسط تجاهل لاتصالنا ورسائلنا. حاولنا التواصل مع مسؤول آخر، وقمنا بالاتصال بالدكتورة ماجدة شكري، مسؤولة الحياة البرية بالهيئة العامة للخدمات البيطرية، لكنها أيضاً لم ترد على الاتصال أو الرسائل.