وربما يكون ترامب فى حاجة للتوصل إلى هدنة فى غزة قبل زيارته الخليجية بداية الشهر القادم خلال إجابته على أسئلة الصحفيين بالبيت الأبيض وبجواره نتانياهو يتفرج عليه، أعرب الرئيس الأمريكى ترامب عن رغبته أن تنتهى الحرب فى غزة، وأضاف أن ذلك سيحدث قريبًا.. وهذه تعد نبوءة جديدة ومثيرة للرئيس الأمريكى والتى فاجأت نتانياهو كما قال الإعلام الإسرائيلى، مثلما فاجأه أيضًا رفض ترامب إلغاء أو تخفيض الرسوم الجمركية التى فرضها على إسرائيل ضمن الزيادات المفروضة على واردات عشرات من الدول، أيضًا فاجأه إعلان ترامب عن بدء مباحثات مباشرة رفيعة مع إيران، ورفض ترامب ممارسة الضغوط على تركيا لتنهى تواجدها العسكرى فى سوريا كما كان يأمل ويرغب نتانياهو.. ولذلك وصفت الصحافة الإسرائيلية زيارة نتانياهو لواشنطن هذه المرة بأنها فاشلة وعاد منها خالى الوفاض، وأنه كان بمثابة كومبارس فى مسرحية ترامب!. وبالطبع من يملك تنفيذ هذه النبوءة هو من أطلقها، أى الرئيس الأمريكى ذاته، لأنه هو الذى يقدر على ممارسة الضغوط على نتانياهو ليوقف تلك الحرب البشعة التى يشنها ضد أهل غزة منذ أكثر من عام ونصف العام، والتى منذ اليوم الأول لها وهى بمثابة حرب إبادة لهم لإجبار من ينجو منهم على الهجرة خارج القطاع. وربما يكون ترامب فى حاجة للتوصل إلى هدنة فى غزة قبل زيارته الخليجية بداية الشهر القادم والتى ستشمل ثلاث دول عربية هى السعودية والإمارات وقطر، حتى يتسنى له تحقيق ما يرجوه من هذه الزيارة ولا يعطله دماء أهل غزة التى تسيل بغزارة الآن على أرض القطاع.. ولكن ترامب لم يتحدث عن هدنة قريبة، وإنما تحدث عن انتهاء هذه الحرب التى حصدت أرواح أكثر من خمسين ألف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء وأكثر من ضعف هذا الرقم من المصابين، وحولت كل أهل غزة إلى نازحين دائمين داخل القطاع بعد أن دمرت معظم منازلهم ومبانيهم ومنشآتهم.. صحيح أن ترامب لم ينزعج لذلك مثلما انزعج لحال المحتجزين الإسرائيليين فى غزة إلا أنه كان واضحًا ومحددًا حينما أعرب عن رغبته فى إنهاء تلك الحرب وتوقع أن تكون نهايتها قريبة.. وترامب لا يقول أى شىء اعتباطًا أو لا يعنيه، وهو لا يهمه أن يقول حتى ما يصدم الأمريكيين وبقية دول العالم.. أى أنه يعنى وقف حرب غزة حتى ولو كان ذلك ضروريًا من وجهة نظره وكما يرغب لتطويرها عقاريًا وسياحيًا پعد تهجير أهلها وسيطرة أمريكا عليها بقوات دولية. إذن هذا يشى بأن حرب غزة تنتظر فى المدى المنظور تحركات أمريكية مرتقبة تستهدف وقف حرب غزة.. وحتى الآن ما يظهر على السطح هو محاولات لوقف إطلاق النار أولًا والتوصل إلى هدنة تستغرق بضعة أسابيع تريدها مصر مهلة زمنية يتم خلالها التفاوض حول استدامة وقف إطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية من غزة، أى إنهاء الحرب كما تنبأ ترامب وأعرب عن رغبته فى ذلك. ولكن يبقى هنا السؤال ضروريًا وهو: بأى شروط يرى ترامب إيقاف هذه الحرب؟!.. هل هذه الشروط هى ذات الشروط الإسرائيلية ؟!.. نقول ذلك لأن ترامب لا يبدى أى تعاطف مع أهل غزة كما هو حاله مع المحتجزين الإسرائيليين فى القطاع.. بل إنه يريد التخلص منهم والاستيلاء على أرضهم، ويبدى اندهاشه من انسحاب قوات الاحتلال منها!. وهنا يصير ضروريًا أن يستخدم العرب اللغة التى يعرفها ترامب معه وهى لغة المصالح بوصفه رجل أعمال أكثر ما يهمه ويبتغيه هو تحقيق الربح، أكبر ربح، حتى لا يفرض على الفلسطينيين حلًا لإنهاء الحرب ينتقص من حقوقهم المشروعة فى الاستقلال والحرية وإقامة دولتهم التى تضم مع الضفة الغربية قطاع غزة أيضًا. نعم نحن نريد إنهاءً لتلك الحرب المدمرة البشعة، ولكن ليس على حساب الحقوق المشروعة للفلسطينيين.. وهذا ما أكده الرئيس السيسى مع الرئيس الفرنسى وملك الأردن فى بيانهم المشترك وخلال الحديث التليفونى مع الرئيس الأمريكى الذى تركز على ضرورة إنقاذ أهل غزة من القتل الذى يطاردهم ليل نهار الآن.. وإذا كان ذلك يتحقق بداية بوقف إطلاق النار فإنه يجب أن يمضى إلى تنفيذ حل الدولتين.