إشادة الرئيس الفرنسى بالجهود المصرية والعمل الحاسم الذى تقوم به القاهرة بشأن هذه الخطة قمتان متزامنتان تفصل بينهما آلاف الأميال، تهدف كل منهما لتقويض أهداف الأخرى. الأولى فى القاهرة بين الرئيس السيسى وضيفيه الرئيس الفرنسى ماكرون والعاهل الأردنى الملك عبد الله، والثانية فى واشنطن بين الرئيس الأمريكى ترامب وضيفه رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو. فى القلب من اهتمامات القمتين مسألة تهجير الغزيين إلى خارج وطنهم ومفاوضات الإفراج عن الرهائن ووقف إطلاق النار. فى حين لم ترض مخرجات قمة واشنطن الغالبية فى تل أبيب، فكانت باهتة وغير مصيرية كما روج لها البعض رغم أنها الزيارة الأولى لنتنياهو إلى واشنطن منذ انتخاب ترامب. جاءت مخرجات قمة القاهرة حاسمة وقوية، أثبتت تقدير القيادة الفرنسية لقيمة مصر ولدورها التاريخى والسياسى فى المنطقة. فى واشنطن لم تتطابق رؤى ترامب مع أهواء نتنياهو فيما يتعلق بالموقف من إيران ولا بالرسوم الجمركية. وخلال التصريحات والأسئلة، سُئل ترامب عن خطته لإخراج مليونى فلسطينى من قطاع غزة. فكان المثير للدهشة أنه سلم الحق فى التحدث إلى رئيس الوزراء نتنياهو، الذى قال «يجب أن يُمنح الناس حرية الاختيار. لقد تحدثنا عن دول مستعدة لاستقبال سكان غزة. أعتقد أن هذا هو الصواب». فيما ظهر ترامب كشخص لا يريد أن يكون متورطا فى الأمور المتعلقة ببرنامج التهجير، وكأن عينه كانت مصوبة نحو القاهرة وما يجرى فيها من لقاءات الزعماء الثلاثة منتظرًا ما تسفر عنه هذه القمة. فى القاهرة أعرب قادة مصر والأردن وفرنسا عن رفضهم، لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وأية محاولة لضم الأراضى الفلسطينية، داعين إلى الدعم الدولي، لخطة إعادة إعمار غزة، التى اعتمدتها القمة العربية، التى عقدت فى القاهرة فى 4 مارس الماضي. ثم جاءت المحادثة الهاتفية الحاسمة التى بددت أى غموض فى المواقف، على هامش القمة الثلاثية فى القاهرة، بين الزعماء الثلاثة وترامب حين أكد القادة على ضرورة استئناف المساعدات الإنسانية فوراً وإطلاق سراح جميع المختطفين والمعتقلين. وأعلن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بما لا يدع مجالًا للشك: «نحن ندعم الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، بما فى ذلك إدخال سلطة عباس بدلاً من حماس». كما نُشرت التغريدة بعد قمة ماكرون مع الرئيس المصرى ومكالمة هاتفية مشتركة أجرياها هذا المساء مع ترامب. وركزت المحادثة على سبل تحقيق وقف فورى لإطلاق النار فى قطاع غزة، مؤكدة على ضرورة استعادة الوصول الكامل إلى المساعدات الإنسانية والإفراج عن جميع المختطفين والمعتقلين. وأكد القادة ضرورة توفير الظروف المناسبة لإيجاد أفق سياسى حقيقى وحشد الجهود الدولية لإنهاء معاناة الشعب الفلسطينى وإعادة الأمن والسلام إلى كافة الأطراف وتنفيذ حل الدولتين. وجاءت إشادة الرئيس الفرنسى بالجهود المصرية والعمل الحاسم الذى تقوم به القاهرة بشأن هذه الخطة، التى تقدم مسارًا واقعيًا لإعادة إعمار غزة وينبغى أيضا أن تمهد الطريق لحكم فلسطينى جديد» فى المنطقة، نوعًا من المواجهة الجريئة للضغوط الصهيو- أمريكية الرامية إلى الالتفاف على الخطة المصرية، وتهيئة الأجواء للقاء المتوقع هذا الأسبوع بين مبعوث ترامب ستيف ويتكوف ومندوب الأسرى الإسرائيليين رون ديرمر ، فى أبو ظبي. مع ذلك لا ينبغى أن نتوقع أى تطور أو تحرك من شأنه أن يدفع باتجاه إطلاق سراح الرهائن حتى انعقاد الاجتماع،. وفى أفضل الأحوال، سوف يناقش ويتكوف وديرمر مسألة ما يتم فعله وما يمكن فعله للتوصل إلى نوع من الاتفاق مع حماس لإطلاق سراح الرهائن.