يبدو أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عمد فى ولايته الثانية التى استهلها يناير الماضى إلى حشد كل مهاويس الصهيونية، فى اختياراته لقيادات إدارته الجديدة بداية من المتحدثة باسم البيت الأبيض، وصولاً إلى وزير دفاعه الذى لا يوفر جهداً فى استفزاز نحو المليار ونصف المليار إنسان من المسلمين حول العالم. بيت هيجسيث وزير دفاع ترامب، الذى ظهر بوشوم مستفزة على جسده أحدها لصليب من رموز الحروب الصليبية على القدس وإلى ذلك، تستخدمه جماعات الرقاب الحمر من دعاة التفوق الأبيض، يجاورها شعار إرادة الله ووشم كافر بالعربية، فى استعارة لا لبس فيها لتوصيف المسلمين لغير المؤمنين، وهو ما يعكس إصراراً على تحدى واستفزاز مشاعر المسلمين، عاد مجدداً عندما وقف فى مؤتمر خلال زيارته للكيان الصهيونى ليؤكد أنه زار الحائط الغربى للمسجد الأقصى وأنه لا يرى سبباً لعدم قيام معبد الجبل (الهيكل الثالث) هناك والذى يسعى اليهود لتشييده بموقع الأقصى الذى ينوون هدمه. فى حماسة أقرب للهستيريا وقف هيجسيث وسط حشد صهيونى من مسئولى الكيان معدداً ما يراها معجزات حدثت عبر التاريخ الحديث من وعد بلفور سنة 1917 إلى إعلان قيام الدولة وتأسيسها بعد حرب 1948 مروراً بهزيمة العرب فى حرب 1967 وباعتراف ترامب بالقدس عاصمة للكيان فى 2017، منتهياً إلى أن قيام معبد جبل الهيكل هو معجزة أخرى لا يراها بعيدة التحقق وأن الأنشطة على الأرض هى ما تحدد ذلك ليفهم العالم أن المدن والبلدات فى مواقعها التى تشكل دولة الكيان هى موطن اليهود، فى تحريض واضح على مواصلة إجراءات التهويد. أمتنا فى مواجهة خطر قائم، فهل من منتبه؟