لا تزال الجرائم الإسرائيلية البشعة فى قطاع غزة وبقية الأراضى الفلسطينية المحتلة، فى القرى والمدن والمخيمات الفلسطينية بالضفة الغربية، متواصلة دون توقف ودون مانع أو رادع، فى إطار حرب الإبادة التى يشنها جيش الاحتلال الصهيونى ضد الشعب الفلسطينى، وسط حالة من العجز الدولى وغيبة الضمير العالمى وصمت القوى الكبرى عن التحرك الإيجابى لاتخاذ موقف فاعل لإدانة العدوان ووقف الجرائم. والمتابعة الواقعية للمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، فى ظل الأوضاع المشتعلة والمتفجرة فى الأراضى الفلسطينية المحتلة بصفة عامة وفى قطاع غزة على وجه الخصوص، تشير بوضوح إلى القدر الكبير من الخلل الذى أصاب المجتمع الدولى والضمير الإنسانى الجمعى للعالم حاليًا ومنذ فترة ليست بالقصيرة. وذلك للأسف أصبح واقعًا يجب الاعتراف به ووضعه فى الاعتبار، فى ظل الموقف بالغ السلبية والعجز البادى والواضح لقدرة المجتمع الدولى على التدخل لوقف العدوان الإسرائيلى اللا إنسانى ضد الشعب الفلسطينى. وكان من نتيجة هذا الموقف المختل والعاجز استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلى فى ارتكاب المزيد من الجرائم والمذابح والدمار، ضد أهالى قطاع غزة ومدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية. والحقيقة الواضحة للعيان تؤكد أنه لا مبالغة فى القول، بأن ذلك الإجرام اللا إنسانى غير المسبوق، يجرى فى ظل وبرعاية الموقف الأمريكى بالغ الانحياز للدولة الصهيونية، من خلال الدعم المادى والمعنوى غير المحدود لها، الذى كان قائمًا ومعمولًا به خلال وجود كل الرؤساء الأمريكيين السابقين، ولكنه أصبح أكثر فجاجة ووقاحة فى ظل الرئيس الحالى ترامب، الذى هدد وما زال يهدد أهالى غزة بالجحيم، فى حالة رفضهم التهجير ومغادرة وطنهم طوعًا أو كرهًا. وفى مواجهة ذلك أصبح من المؤكد والضرورى، السعى العربى بكل الجدية والسرعة الواجبة لوقفة عربية شاملة، تجاه التحديات والأخطار المحدقة والمهددة للدول والشعوب العربية فى عمومها، والأراضى والقضية الفلسطينية فى خصوصها. وفى يقينى أن ذلك يمكن أن يدفع الدول والقوى المحبة للسلام وخاصة فى العالم الإسلامى، لاتخاذ موقف فاعل وتحرك إيجابى جمعى لوقف الحرب، وتوقف الجرائم وإدانة ومعاقبة المجرمين والقتلة والداعمين لهم.