رغم القدر الكبير من الخلل الذى أصاب المجتمع الدولى، وحالة الغفوة التى أصابت الضمير الإنسانى، وأصبحت واضحة فى العجز عن الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها اللا إنسانى المستمر على الشعب الفلسطينى فى الضفة الغربية، ومن قبلها العجز عن وقف المذابح وحرب الإبادة، التى مارستها بكل الفجر على غزة، فى ظل الحماية والدعم الأمريكى المطلق لها. رغم هذا وبالرغم من ذلك بقى الموقف المصرى ثابتا فى دعمه ومساندته للشعب الفلسطيني، وظل مدافعا قويا عن حقوقه المشروعة والثابتة، فى دولته المستقلة على أراضيه المحتلة فى الضفة وغزة عام 1967 وعاصمتها القدس العربية. والواقع ان الموقف المصرى الثابت والراسخ، هو فى حقيقته تعبير صادق عن الرؤية المصرية، بوصفها حقيقة مؤكدة تؤمن بها مصر بالنسبة للقضية الفلسطينية بصفة خاصة، وبالنسبة للصراع العربى الإسرائيلى على وجه الشمول. هذه الرؤية هى الحقيقة المؤكدة التى تؤمن بها مصر، انطلاقا من موقفها الشامل ورؤيتها الاستراتيجية للسلام فى المنطقة، وإدراكها الواعى بأنه لا يمكن تحقيق السلام فى هذه المنطقة العربية والشرق أوسطية، إلا بالتسوية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية. وهذه التسوية الشاملة والعادلة تقوم على أساس حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس العربية. وفى هذا الإطار تؤمن مصر إيمانا كاملا بحتمية تحقيق هذه الرؤية، رغم ما تقوم به إسرائيل من اعتداءات وممارسات عدوانية مستمرة ضد الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة الغربية، متوهمة انها تستطيع القضاء على الشعب الفلسطينى والمقاومة الفلسطينية الوطنية، ومتصورة انها يمكن أن تجبر الشعب الفلسطينى على الرضوخ والاستسلام للاحتلال. وفى هذا تؤمن مصر بحتمية فشل المخططات الإسرائيلية الساعية للقضاء على الشعب الفلسطينى ومقاومته الوطنية ضد الاحتلال، كما تؤمن بأن على إسرائيل ان تعى جيدا أن الوسيلة الوحيدة لحصولها على الأمن والاستقرار، هى أن يحصل الشعب الفلسطينى على حقوقه المشروعة فى التحرر واقامة دولته المستقلة فى إطار حل الدولتين. «وللحديث بقية»