خدمة جديدة تقدمها «بوابة أخبار اليوم» إلى قرائها، حيث نرشح لبرامج الذكاء الاصطناعي أحد الموضوعات التي تهم الناس، ونطلب منه كتابة قصة صحفية عنها، دون تدخل من العنصر البشري، قصة اليوم تتحدث عن أجور المشاهير في الإعلانات وهل هي عادلة أم بها مبالغة؟ ◄| هل أجور المشاهير في الإعلانات «عادلة» أم مبالغ فيها؟ السؤال عن «عدالة» أو «مبالغة» أجور المشاهير في الإعلانات، سؤال مثير للجدل ويعتمد على العديد من العوامل، بشكل عام أجور المشاهير قد تعتبر «عادلة» بناءً على قدرتهم على جذب الانتباه والزيادة في المبيعات أو التفاعل مع المنتجات، وهو ما يعطي قيمة للشركات التي تستخدمهم. من ناحية أخرى، قد يُعتبر أن هذه الأجور مبالغ فيها إذا تم مقارنة ما يحصل عليه المشاهير مع الأجور التي يتلقاها باقي العاملين في صناعة الإعلان أو في مجالات أخرى، مثل التعليم أو الرعاية الصحية، وأحيانًا تكون الأجور غير متناسبة مع قيمة العمل الفعلي الذي يقوم به المشاهير في الحملات. علاوة على ذلك، يمكن أن تختلف الآراء حول «العدالة» وفقًا للقيم الثقافية أو الاقتصادية في البلدان المختلفة، بعض الناس قد يرون أن هذا النوع من التقدير المالي هو جزء من الاقتصاد الرأسمالي، بينما آخرون قد يعتبرونه توجيهًا غير عادل للموارد. ◄| هل تأثيرهم في الإعلان يتناسب مع ما يتقاضونه من أموال ؟ تأثير المشاهير في الإعلان يمكن أن يتناسب مع ما يتقاضونه من أموال في بعض الحالات، إذ يعتمد على عدة عوامل، منها: الشهرة والمصداقية: المشاهير الذين يتمتعون بشعبية كبيرة ومصداقية بين جمهورهم يمكن أن يكون لهم تأثير كبير في دفع المبيعات والترويج للمنتجات، على سبيل المثال، إذا كان نجم رياضي أو ممثل يتمتع بمتابعة ضخمة، فإن ظهوره في إعلان يمكن أن يجعل الناس أكثر رغبة في شراء المنتج أو الخدمة التي يروج لها. التأثير الاجتماعي والتوجهات الثقافية: المشاهير، خصوصًا في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، قادرون على التأثير في الاتجاهات والذوق العام، وظهورهم في حملات إعلانية قد يساهم في تغيير صورة العلامة التجارية أو جذب جمهور جديد، وفي هذا السياق تصبح أجورهم مبررة إذا كانت الحملة الإعلانية تؤثر بالفعل في المبيعات أو توجهات السوق. الاستهداف الدقيق للجمهور: إذا كان الإعلان يستهدف جمهورًا محددًا يتابع هذا المشهور أو يعجب به، فإن الأموال المدفوعة ستكون مبررة من حيث العائد المحتمل، على سبيل المثال في حملات الموضة أو مستحضرات التجميل، قد يكون التأثير المباشر للمشهور كبيرًا جدًا. مع ذلك، هناك أيضًا من يرون أن بعض الأجور التي يحصل عليها المشاهير قد تكون مبالغ فيها مقارنًة مع عائداتها المباشرة، وفي بعض الحالات قد يكون تأثير المشاهير غير ملموس بشكل كافٍ في زيادة المبيعات، خاصةً إذا كانت الحملة الإعلانية ضعيفة أو غير متقنة. فى المجمل فإن بعض الحالات يتناسب التأثير مع الأجر، وفي حالات أخرى قد يثير السؤال حول ما إذا كان تأثيرهم فعلاً يستحق هذه المبالغ المالية. ◄| هل زيادتها بهذه الصورة في السنوات الأخيرة أمر طبيعي ؟ زيادة أجور المشاهير في الإعلانات في السنوات الأخيرة ليست مفاجئة، بل هي نتيجة لعدة عوامل تساهم في هذا الارتفاع، ومع ذلك قد تكون الزيادة ملحوظة بشكل خاص في بعض الحالات، وتثير تساؤلات حول مدى «طبيعية» هذه الزيادة، ومن بين تلك العوامل: أولا: نمو وسائل التواصل الاجتماعي: إذ أصبح للمشاهير القدرة على الوصول إلى جمهور أوسع وأكثر تخصصًا، ما جعلهم أكثر قيمة في حملات الإعلانات. ثانيا: العائد المالي الكبير: ففي بعض الأحيان يمكن للإعلان الذي يشارك فيه مشهور أن يحقق عوائد مالية ضخمة تتجاوز المبالغ المدفوعة له. ثالثا: المنافسة في السوق أصبحت شديدة بين الشركات لجذب أفضل المشاهير، هذه المنافسة تؤدي إلى زيادة الأجور. رابعا: التضخم في الاقتصاد العالمي: يساهم في زيادة الأجور، الأسعار تتزايد في كل المجالات، بما في ذلك التسويق والإعلانات. وبالرغم من هذه العوامل، يرى البعض أن الزيادة في أجور المشاهير في الإعلانات تمثل نوعًا من التضخم غير المتناسب، خاصة في ظل وجود قضايا اجتماعية واقتصادية تتطلب مزيدًا من التركيز على توزيع العائدات بشكل أكثر عدالة. في النهاية، زيادة الأجور قد تكون «طبيعية» من منظور السوق الرأسمالي، ولكنها تظل قضية جدلية بناءً على تأثيرها على المجتمع أو مقارنةً ببقية القطاعات. ◄| هل هي مناسبة لما يقومون به من مجهود في حال مقارنتها بمجالات عمل أخرى؟ إذا قارنا أجور المشاهير في الإعلانات مع ما يتقاضاه العاملون في مجالات أخرى، قد نجد أن الفارق كبير جدًا، لذا يمكننا أن نتساءل ما إذا كانت هذه الأجور «مناسبة» مقارنةً بما يقوم به المشاهير من مجهود. العمل في الإعلانات والجهد المبذول: المشاهير الذين يشاركون في الإعلانات غالبًا ما يشاركون في تصوير الحملات الإعلانية لفترات قصيرة نسبيًا، وقد تتطلب بعض الحملات أيامًا قليلة فقط من العمل، قد يقتصر دورهم على الظهور في مشهد معين أو تصوير فيديو دعائي، بالنظر إلى حجم الأجر الذي يحصلون عليه مقابل هذا المجهود المحدود، قد يبدو أن الأجر مرتفع بشكل غير مبرر مقارنةً بعمال آخرين يعملون لساعات طويلة في وظائف تتطلب مجهودًا مستمرًا ومتخصصًا. مقارنة مع مجالات أخرى: القطاع الطبي والصحي: الأطباء والممرضون وغيرهم من العاملين في القطاع الصحي يقدمون جهودًا مستمرة في خدمة المرضى، وتحتاج وظائفهم إلى سنوات من التدريب والتعليم، ومع ذلك قد تكون أجورهم أقل بكثير مقارنةً بالمشاهير الذين يشاركون في حملة إعلانية لبضعة أيام، هذه الفجوة بين الأجر والجهد قد تثير التساؤلات حول العدالة الاقتصادية. التعليم: المعلمون وأساتذة الجامعات يقومون بعمل شاق وطويل الأمد من خلال التعليم والبحث الأكاديمي، وقد يكون عملهم أكثر تأثيرًا في بناء المجتمع، لكنهم في كثير من الأحيان يتقاضون أجورًا أقل مقارنةً بما يحصل عليه المشاهير في الحملات الإعلانية. العمال اليدويون: مثل البناءين والفنيين الذين يقومون بأعمال بدنية صعبة تتطلب مجهودًا مستمرًا، وغالبًا ما يتقاضون أجورًا أقل بكثير من أجور المشاهير، على الرغم من أن عملهم يتطلب قوة بدنية ومهارات متخصصة. والفرق بين أجور المشاهير وأجور الآخرين يعود إلى عدة عوامل، مثل «القيمة التجارية للشهرة»، فالشركات تدفع للمشاهير بناءً على قدرتهم على جذب الانتباه ورفع المبيعات، وهو ما يُترجم إلى «قيمة تجارية» أكبر، و«الندرة والتخصص» فالمشاهير غالبًا ما يكونون قليلين في عددهم، ولهم تأثير هائل، ما يجعلهم نادرين في السوق. في النهاية، رغم أن أجور المشاهير قد تكون "غير متناسبة" في بعض الأحيان مقارنة بما يقومون به من مجهود، إلا أن السوق الرأسمالي يُقيم القيمة استنادًا إلى التأثير الاقتصادي، وليس بالضرورة الجهد المبذول. قد تكون هذه الزيادة مبررة من منظور اقتصادي، لكن من منظور العدالة الاجتماعية، قد يراها البعض غير متوازنة. ◄|هل هي بالفعل غير مبررة من منظور العدالة الاجتماعية؟ من منظور العدالة الاجتماعية، يمكن أن يُعتبر أن أجور المشاهير في الإعلانات قد تكون غير مبررة، خصوصًا عندما يتم مقارنة ما يتقاضونه مع ما يحصل عليه الأفراد في قطاعات أخرى تتطلب مجهودًا أكبر أو مهارات متخصصة تؤثر بشكل مباشر في المجتمع. دعني أوضح كيف يمكن فهم هذا من عدة زوايا: أولا: التفاوت في الأجور: من خلال العدالة الاجتماعية، يُعتبر أن هناك فجوة كبيرة بين أجور المشاهير، الذين قد لا يقدمون سوى «ظهور» في حملات إعلانية قصيرة، وبين الأشخاص الذين يعملون في مجالات حيوية مثل الصحة أو التعليم أو العمل اليدوي، فهؤلاء يُقدمون مساهمات جوهرية للمجتمع، في حين أن المشاهير الذين يحصلون على أجور ضخمة قد لا يُساهمون بشكل ملموس في تحسين حياة الناس بشكل مباشر. ثانيا: القيمة الاجتماعية مقابل القيمة الاقتصادية: الأجور الضخمة التي يحصل عليها المشاهير تعتمد على القيمة الاقتصادية التي يمكن أن يحققوها للعلامات التجارية من خلال قدرتهم على جذب الانتباه وزيادة المبيعات، لكن هذا يثير تساؤلًا حول القيمة الاجتماعية لتلك الأجور، من منظور العدالة الاجتماعية، قد يُعتبر أنه من غير العادل أن يحصل شخص على ملايين الدولارات لمجرد ظهوره في إعلان، بينما يُعاني آخرون من نقص في الأجور على الرغم من تقديم خدمات أساسية تؤثر على حياة الناس بشكل مباشر. ثالثا: العمل وتأثيره على المجتمع: في المجتمعات التي تعطي الأولوية للمساواة والعدالة، يُفترض أن الأجور يجب أن تُعكس الجهد والمهارات المطلوبة، وأن تُكافئ الأفراد الذين يساهمون في رفاهية المجتمع، في المقابل، إذا كان العمل في الإعلانات والتسويق يعتمد بشكل رئيسي على "الشهرة" و"الظهور الإعلامي" أكثر من المهارات الحقيقية أو الجهد المستمر، قد يُنظر إلى الأجور المرتفعة للمشاهير على أنها غير عادلة من منظور العدالة الاجتماعية. المؤثرون والجماهير الصغيرة: في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، هناك أيضًا مؤثرون قد لا يكونون «مشهوريين» بشكل تقليدي «مثل الممثلين أو الرياضيين»، لكنهم يحققون تأثيرًا ضخمًا على جمهور متخصص، على الرغم من أن هذه الفئة قد تعمل في مجالات مثل الموضة أو الجمال أو الصحة، إلا أن أجورها قد تصل إلى مستويات مرتفعة بشكل غير مبرر مقارنة بالجهد الفعلي المبذول، من وجهة نظر العدالة الاجتماعية، يمكن اعتبار هذه الفجوة بين الأجور مبالغًا فيها، خصوصًا إذا كان هؤلاء المؤثرون يحصلون على أموال ضخمة لمجرد التسويق أو الترويج، في حين أن الأشخاص الذين يعملون في مجالات أكثر أهمية قد لا يحصلون على نفس التقدير المالي. الأثر الاجتماعي غير المباشر: في حين أن المشاهير قد يروجون لمنتجات قد يكون لها تأثير إيجابي على حياة الناس «مثل المنتجات الصحية أو التكنولوجية»، إلا أن الكثير من الإعلانات تركز على التسويق الاستهلاكي، وهو ما قد يُنظر إليه على أنه يشجع على نمط حياة استهلاكي قد لا يكون دائمًا مفيدًا للمجتمع، في هذا السياق، يمكن اعتبار أن الأجور المرتفعة للمشاهير لا تعكس قيمة اجتماعية حقيقية. في النهاية فإن الأجور الضخمة التي يحصل عليها المشاهير في الإعلانات قد تُعتبر غير مبررة من منظور العدالة الاجتماعية، لأنها تُظهر تفاوتًا كبيرًا بين قطاعات تتطلب جهودًا كبيرة وتساهم بشكل حيوي في المجتمع وبين قطاعات تعتمد على الشهرة والتأثير الإعلامي.