ودعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الأسبوع الماضى الأنبا باخوميوس مطران البحيرة والخمس مدن الغربية وشيخ مطارنة الكنيسة، بعد عمر مديد فى خدمة الكنيسة والوطن ولعل البعض يختصر عمل المطران الراحل فى فترة قيامه بعمل بابا الكنيسة بعد رحيل البابا شنودة كقائم مقام للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، خاصة انه أدار تلك الفترة العصيبة بحكمة شديدة وسلم الكنيسة لقداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الذى كان يخدم معه فى البحيرة وكانت تلك الفترة عقب ثورة يناير 2011 وفى ذروة تحكم جماعة الإخوان الإرهابية وتربصها بالوطن والكنيسة ولكن دور الأنبا باخوميوس كبير جداً وممتد لأكثر من 70 عاماً فى خدمة الكنيسة القبطية راهباً وأسقفاً ومطراناً ومعلماً لأجيال بعده. نيافة الأنبا باخوميوس كان بحق مدرسة فى الخدمة منذ رهبنته وحتى يومه الأخير ومرورًا بما قام به فى إدراك الكنيسة كقائم مقام وإدارة الانتخابات البابوية بحكمة والقرعة الهيكلية وذلك بحكمة وشفافية شهد لها الجميع داخل وخارج الكنيسة واستطاع حمل شمل الأقباط وبث الطمأنينة لهم فى فترة عصيبة من عمر الوطن. الأقباط يرون الأنبا باخوميوس ليس مجرد قائم مقام أو شيخ المطارنة وإنما قامة روحية وكنسية ووطنية، قام بتأسيس أكبر مطرانية فى البحيرة على مدار أكثر من نصف قرن وامتدت خدمته لتصل لليبيا، وكان محبًا للجميع ويتسم بالتواضع الشديد والإخلاص فى العمل.وكان الأنبا باخوميوس يؤمن بالتعليم الكنسى، فأسس الكلية الإكليريكية وفروعها، ومعاهد للكتاب المقدس والألحان والموسيقى، وكذلك خدمة الفقراء فى القرى والأرياف وكان محبًا للفقراء وعمل الخير. وفى خلال فترة عمله كقائم مقام رفض دعوات تنصيبه بطريركًا دون انتخابات والتزم بلائحة انتخاب البطريرك وسحب ممثلى الكنيسة من لجنة صياغة الدستور التى سيطر عليها جماعة الإخوان الإرهابية والتيارات الدينية وكانت مواقفه حادة فيما يخص وطنه قبل كنيسته. ودعنا الأنبا باخوميوس المطران الزاهد، المحب، صانع الخير، المعلم الحكيم، ذا القلب الطيب. وخالص تعازينا لقداسة البابا تواضروس فى شيخ المطارنة والأب والمعلم.