قبل نحو 50 عامًا، نشرت «آخرساعة» تقريرًا عن فتاة من محافظة المنوفية، لم تكن مجرد فنانة تشكيلية لكنها أبدعت في فن الديكور من خامات متوافرة فى كل بيت، وفي شهر رمضان صنعت ديكورات منزلية ولوحات تحاكي أجواء شهر الصوم.. للتعرف على تجربتها الرائدة نعيد نشر ذلك التقرير بتصرف محدود في السطور التالية. الكنافة والقطايف والياميش والجوز واللوز، ومآذن الجوامع، وفوانيس رمضان، والفول المدمس والزبادي، وكل ملامح شهر الصوم المبارك، حولتها هذه الفنانة إلى لوحات فنية تثير الانتباه، لا لأنها لفتت أنظار الوسط الفنى كله فقط، وإنما لأنها أيضًا أضافت لمسة فنية جيدة للحياة الشعبية فى القرية والمدينة، وهذه الفنانة اسمها تاج الملوك محمد، وتوّقع لوحاتها باسم «ناني». وُلدت «ناني» بقرية أم صالح فى مركز تلا بمحافظة المنوفية، وتفتحت عيناها على الحياة البسيطة التى يحبها الفلاحون، الجلباب الأزرق الذى ينكسى بالزرقة الصافية للسماء، وجلباب الفلاحات الأخضر اللون الذى يرمز لأرضنا الخضراء بكل ما تحمل من خير ونماء. ارتبطت مع أبويها، وهناك في بلد السيد البدوي كان للجو الديني آراء فى لوحاتها الدينية والشعبية، وأفراح المولد والذِكر والسيرك والأراجوز و«فتح عينك تاكل ملبن»، والمجاذيب، ومارشالاتهم المأثورين. ووصلت القرية والمدينة فى تاج الملوك محمد، وبدأت حياتها البسيطة فى الريف والمدينة بعاداتها وتقاليدها الشعبية تسيطر على فن «ناني»، وظهرت بنت البلد بالملاية اللف والمنديل أبو أوية وبائعو الفول والكنافة والعرقسوس، جنبًا إلى جنب مع الفلاحة حاملة الجرة، ومصطبة العمدة ودواره وسوق الأربعاء وفن التحطيب. ترى ما سبب اكتفاء «ناني» بتصوير حياتنا الشعبية؟ تقول «ناني» إن حياتنا العصرية أفقدتنا الإحساس بالجمال الطبيعى الذى تتسم به حياتنا البسيطة فى القرية والمدينة، وأصبحنا نجرى وراء كل ما هو أجنبي، كأننا لم نتخلص بعد من «عُقدة الخواجة». وتجربة الفنانة «ناني» رائدة، حيث لم تكتفِ بالقلم والفرشاة، بل انتقلت إلى التصوير المجسّم، وهو كما تقول لا يكلف كثيرًا، وبدأت تستعمل الخامات البسيطة مثل القطن والقماش والترتر، ليس هذا فقط بل استعملت الليف والسلك والخشب والشعر والإسفنج وهى خامات بسيطة متوافرة فى كل بيت، وبدأت لوحاتها تأخذ طابعًا جديدًا ويبدو وهى معلقة على الحائط كأنها قطعة حية من التقاليد والعادات الشعبية فى مصر. ونأتى إلى مرحلة جديدة هى مرحلة الديكورات، فقد أبدعت الفنانة عددًا من الديكورات التى يمكن أن تشكِّل ركنًا جميلًا فى مدخل كل بيت، وكان آخر ما أبدعته ديكور رمضان. ويتميز هذا الديكور بأنه يوحى بالجو الدينى الهادئ والحياة الشرقية الصميمة فى مدخل البيت (الأنتريه) تواجهك سماء صافية تلمع فيها النجوم والمئذنة والقبة ومدفع الإفطار وبجوارها فانوس رمضان، وعدد من اللوحات لبائع الكنافة والعرقسوس والفول المدمس، ثم هناك طبلة المسحراتى والقُلة، أى كل ما يوحى بجو رمضانى جميل. هذه الأشياء مصنوعة من الورق المقوى وورق السلوفيان والكرتون وورق الفيريانو، كما خصّصت «ناني» أحد أركان الصالة لجلسة مريحة تتكوّن من الشلت والطبلية وطقم الشاى العربى القديم. كلمة أخيرة لابد أن تُقال.. إن هذه الفنانة الشابة ترجو أن ينتشر فنها فى كل بيت، وقد وهبت نفسها للفن التشكيلى الشعبي، وصنعت بطاقة بريدية سياحية أصبحت سفيرًا لتراثنا وتقاليدنا الأصلية فى كثير من بيوت أوروبا وآسيا وأفريقيا. («آخرساعة» 24 سبتمبر 1975) ◄ انتعاش المسرح الكوميدي في شهر الصوم في فترة الثمانينيات، كان شهر رمضان موسمًا لانتعاش فن المسرح، وكانت المسارح تحظى بإقبال جماهيرى كبير فى ليالى الشهر الكريم، وشهد عام 1981 مجموعة مميزة من العروض لكبار المؤلفين والممثلين، تنوعت بين الكوميديا الصريحة والفودفيل.. فى السطور التالية نتعرف على أبرز هذه المسرحيات فى تقرير نعيد نشره بتصرف محدود: يرتفع الستار مع بداية شهر رمضان عن ثلاث مسرحيات جديدة.. فى المسرح الكوميدى أوشكت بروفات مسرحية «فارس لكل العصور» على الاكتمال، وشارك فى بطولة المسرحية محسن سرحان إلى جانب مجدى وهبة وأسامة عباس والمنتصر بالله، ونادية الكيلانى ورجاء سراج، وماجدة عبدالفتاح، والعرض من تأليف بهيج إسماعيل، وإخراج السيد راضي، ويقدم على خشبة المسرح العائم. ■ بروفات مسرحية اللي عنده كلمة يلمها ويستعد المسرح الكوميدى لتقديم عرض آخر خلال الموسم الصيفي، فوق مسرح محمد فريد من تأليف أمين بكير وإخراج زكريا صالح.. العرض بعنوان «حلوة اللعبة دي» ويشارك فى بطولته محمد أحمد المصري، وتغريد البشبيشي، وضياء الميرغني. وتدور مسرحية «حلوة اللعبة دي» حول شخصية عمدة، يسعى إلى الاستيلاء على أموال أعيان بلدته، ويروج أحد المقربين للعمدة إشاعة بأن العمدة على وشك الموت، وأنه يستعد لكتابة وصيته، فيتسابق أعيان القرية لتقديم أملاكهم للعمدة، إلى أن يكتشف الجميع الخدعة، ويسدل الستار على مسرحية «حلوة اللعبة دي»، التى تقدم طوال الصيف فوق منصة المسرح الكوميدي. ■ المنتصر بالله في مشهد من مسرحية فارس لكل العصور وفي المسرح الجديد بدأ الاستعداد لتقديم مسرحية «اللى عنده كلمة يلمها» التى كتبها أحمد الإبياري، ويخرجها كمال يس، ويشارك فى بطولتها سعيد عبدالغنى وتوفيق الدقن، وأحمد بدير، وتيسير فهمي. ويقول كمال يس عن مسرحية «اللى عنده كلمة يلمها» إنها من نوع الفودفيل، الذي يخلق الكوميديا من خلال علاقات سوء التفاهم والتناقض، التى تنشأ من محاولة الشخصيات التخلص من طفل صغير، ثم يسعى الجميع لامتلاكه فى النهاية! ■ محسن سرحان ويستعد كمال يس لاستئناف نشاطه فى مسرح الدولة مرة أخرى، الذى توقف منذ عام 1975 بعد أن قام بإخراج مسرحية «أولادنا فى لندن»، وينتظر أن يقوم بإخراج مسرحية «لبيراندللو» خلال الشتاء المقبل، وتُقدَّم فوق منصة المسرح الحديث. وفي المسرح العائم يشاهد جمهور القاهرة طوال الصيف مسرحية «فارس لكل العصور»، وهى المسرحية الثالثة التى يكتبها بهيج إسماعيل لمسارح الدولة، وفى المقابل قدم المؤلف 11 مسرحية للقطاع الخاص. تدور المسرحية حول أسرة صغيرة، يفرض عليها الأب قيمًا معينة، ومن خلال علاقات الأسرة مع الشخصيات الأخرى يتسلسل البناء الدرامى للمسرحية، ويكشف عن ضرورة تحوُّل القدوة إلى فعل إيجابي. («آخرساعة» 1 يوليو 1981) ◄ اقرأ أيضًا | ديكور بيتك.. «واحة شرقية» للشعور بالأجواء الروحانية والدفء لقطة نادرة للكنفاني ◄ لقطة نادرة للكنفاني صورة فريدة التقطها محمد يوسف كبير مصوري دار أخبار اليوم للحاج شريف الكنفاني، وتجمع لأول مرة بين خيوط الكنافة ووجه الحاج شريف، والسبب هو لوح الزجاج الذى استعمله بدلًا من الصينية النحاس المعروفة، وجلس محمد يوسف تحته ومعه كاميرته لتخرج الصورة بهذا الشكل البديع، وقد نًشرت فى «آخرساعة» بتاريخ 2 مارس 1960.