■ كتب: د. طارق عبدالعزيز هناك مهن مثل بائع الكنافة والقطائف والعرقسوس تلمع وترتبط بالشهر المبارك كل عام، أما بائع الفول المدمس بعربته الخشبية الشهيرة التي ينتشر خلال شهر رمضان، فقد نال شهرة كبيرة خاصة في المناطق والأحياء الشعبية العريقة، بل وتحول في بعض الأماكن إلى أيقونة خاصة لدى مريديه من الأعمار المختلفة.. فهو يقدم لهم من القدرة الشهيرة فول الإفطار والسحور بطريقته الخاصة.. الفنان سيد سعد الدين الذي كان يعمل أستاذًا بالمعهد العالي الإيطالي (ليوناردو دافنشي) جسد بائع الفول في لوحة شهيرة تنبض بالجمال والروعة، فهو فنان له مفرداته ورموزه التشكيلية التي يسخرها لخدمة أعماله، وبحكم دراسته لفن النحت بجانب الرسم على يد الفنان الإيطالي «تريفيزنو» وآخرين، نجد أن لوحاته وخطوطه تقترب كثيرًا من الأعمال النحتية المجسمة من حيث المساحات اللونية والخطوط والتأثيرات بشكل عام.. فهو يلخص ويبنى بطريقة أكاديمية تميل أحيانًا إلى المدرسة التكعيبية، فضلًا عن تميزها بعمق وبعد خاص، وتعكس مدى عشقه للحياة الشعبية بجمالياتها وصخبها ومعطياتها الذاخرة بالجمال والانسجام.. ◄ اقرأ أيضًا | فطارك عندنا.. طريقة تحضير فول مدمس بالثوم رسم سيد بائع الفول بملابسه وهيئته المعروفة في الأحياء الشعبية، حيث الجلابية البلدي وغطاء الرأس «الطاقية» والفوطة المصنوعة من القماش أو البلاستيك والتى تحمى ملابسه، رسمه وهو في وضع حركة ممسكًا بيده اليمنى المغرفة «الكبشة» كبيرة الحجم التى يقلب بها الفول ثم يملأها ويغرف بها الفول داخل الطبق الذي يمسكه باليد الأخرى، ورسم أمامه أكثر من قدره فول فى تكوين بديع وينبعث منهم دخان فى حركة دائرية، وظل ونور خلقا متعة بصرية..، وقد تعمد اختيار اللون الأقرب إلى النحاسي لقدر الفول وردد ذلك اللون فى قطعة القماش التى وضعها خلف البائع محدثًا ظلًا له ومضيفًا بذلك عمقًا آخر للوحة.. تمتاز أعمال سيد سعد الدين بالخطوط الناعمة المتناغمة، كما يغلب عليها البعد الهندسي، وفي نفس الوقت يسبح بك في عالم حالم يفيض بالرومانسية..، وكأنه يجسد ويرسم مشاعره الخاصة وهويته بأسلوب رشيق يعكس قدرات فنان أصيل نجح في المزج بين المدارس التجريدية والتعبيرية والتأثيرية فى آن واحد.