ينصح د. أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية والفقه المقارن بجامعة الأزهر القراء بقراءة رواية «نداء المجهول» للأديب الراحل محمود تيمور، فهى تصور الحياة الفلسفية التى تريد أن تغوص فى أعماق النفس البشرية، وكذلك أيضًا قراءة قصة «وا إسلاماه» لعلى أحمد باكثير، حيث فيها بطولات الجيش المصرى فى الدفاع عن مصر والمنطقة بأثرها بواسطة أمراء المماليك ونحتاجها بشدة فى هذه الأيام، وفيها تجسيد للروح الوطنية والتضحية والفداء من أهل مصر فى جهادهم البدنى والمالى والفكرى. ويلفت إلى كتاب خارج مجال تخصصه اسمه «الترويح عن النفس» فهو دراسة مقارنة تشتمل على الشعر والغناء والتمثيل والسياحة والألعاب الرياضية والمسابقات الثقافية ووسائل التسلية والفكاهة. فى حوارنا معه يؤكد «كريمة» أهمية القراءة والمقصود بها ليست السطحية، بل التدبر والتأمل والفهم، قال الله تعالى فى سورة محمد «أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها» ومن أعلى درجات القراءة العملية الموضوعية النظر فى آلاء الله وبديع صنعه ، لقول الله تعالى «فلينظر الإنسان إلى طعامه».. اقرأ أيضًَا | وقال: «أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خُلقت».. وهذا إن دل فيدل على أن القراءة سلوك إنسانى واجب، ويُقصد منه تحقق المعرفة لدى القارئ، لأن القراءة تفتح منافذ المعرفة وجميع آفاقها ومجالاتها وأبوابها.. وينصح الأستاذ بجامعة الأزهر بالكتاب الورقى لأنه الذى يرسخ فى الذاكرة ويجعل الإنسان تتسع مداركه، بالإضافة إلى أن الكتاب الورقى له توثيقه من جهة التأليف والتصنيف وحسن التأليف، بخلاف الإلكترونيات فالانتحال فيها كثير، وأقول للشباب والفتيات كلما توسعت فى القراءة والاطلاع كانت لديك قيمة مضافة تستطيع أن تفرق عن زملائك وأقرانك بها، فتتميز بمهارات وقدرات وخبرات وسمات ليست لديهم، كما أنصحهم باختيار الكتب الجيدة التى تُثرى العقول وتلهمهم وتُحفزهم على التفكير الإبداعى وليس فقط كل ما يُنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعى التى تشتت الانتباه دون فائدة. ويشير إلى تنوع تخصصات العلماء العرب فى العلوم المدنية مثل: الفلك والجغرافيا والرياضيات والأدب وعلوم النباتات والبيطرة إلى آخره، فكان ابن سينا طبيبًا وفيلسوفًا.. والخوارزمى رائدًا فى الرياضيات.. وابن الهيثم مبدعًا فى علم البصريات. وابن البيرونى كان رائدًا فى علوم الفلك والجغرافيا.. وشهدت أروقة الجامع الأزهر الشريف تخصصاتٍ فى العلوم الشرعية والمدنية معًا، هناك مؤلفات فى هذه العلوم، مخطوطات فى مكتبة الأزهر الشريف وغيرها، قال الله تعالى «إنما يخشى الله من عباده العلماء» فهذا عام ومطلق شامل للعلوم الشرعية والمدنية معًا وهم على قدم المساواة.. ويؤكد قصور نظرة من يرون أن علماء الدين مجال قراءتهم مقصور على العلوم الدينية يقول: «على سبيل المثال ففى جامعة الأزهر الشريف كليات العلوم المدنية والهندسة والطب والصيدلة والزراعة واللغات والترجمة وغيرها، ومما يؤكد ذلك قوله تعالى: «فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون»، وفى العصور الماضية كان علماء الدين متعددى الاهتمامات.. ولكن فى العصر الحديث أصبح البعض يعتقد أن عالم الدين يجب أن يقتصر على الفقه والتفسير فقط، وهذه النظرة خاطئة، لأن علماء الدين ليسوا فقط مختصين فى العلوم الشرعية بل يمكن أن يكونوا ملمين بعلوم أخرى.. والحقيقة أن الدين الإسلامى يشجع على العلم والمعرفة فى كل المجالات. وعن الكتاب الذى أثر فيه شخصيًا ولا يستطيع أن ينساه يوضح أن - هناك العديد من الكتب التى تركت أثرًا فى نفسه ولكن من أكثرها تأثيرًا كتاب «المنقذ من الضلال» للإمام أبى حامد الغزالى رحمة الله عليه، حيث درسه فى الجامع الأزهر على يد الإمام د. عبدالحليم محمود شيخ الأزهر الشريف.. وهذا الكتاب من عمد التصوف الحقيقى ومكارم الأخلاق.