تقرأ د. رابعة عيد عبد الفتاح حسن مدرس الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة وعضو مركز الفتوى الإلكترونية بمشيخة الأزهر فى مختلف المجالات منها: الرسم والفنون والزخرفة، موضحة أن المسلمين أبدعوا فى الزخرفة، الخط العربي، ورسومات مخطوطات الطب والفلك. وتشير إلى تأثرها بكتاب «الرحيق المختوم» لصفِيّ الرّحمن المبار كفورى والذى يُعتبر من أشهر كتب السيرة النبوية. وفى حوارها ل «الأخبار» توضح: أن الوحى بدأ بأول آية فى القرآن بأمر «اقرأ»، مما يُبرز قيمة التعلم والتفكر فى الإسلام ، فهذه الآية تُظهر أن المعرفة هى مفتاح الرقى والتقدم، وهى هبة من الله يجب استغلالها بحكمة، فالقراءة سبيل إلى المعرفة والسلاح الأهم فى القضاء على الجهل والتخلف.. وتمنح الإنسان الوعى اللازم لمواكبة التطورات وتجنب التضليل الفكري، فالقراءة أساس النهضة الاقتصادية والتطور التكنولوجي، والأمم التى تهتم بالقراءة والتعلم تحقق نهضة اقتصادية أسرع، إذ يعتمد التطور التكنولوجى والصناعى على المعرفة المستمرة والابتكار. فالدول المتقدمة تُولى أهمية كبيرة للبحث العلمى والقراءة، مما يجعلها تتصدر العالم فى مختلف المجالات. اقرأ أيضًا | الأزهر للفتوى: الألعاب النارية والمفرقعات ترويع للآمنين وتنصح د. رابعة الشباب بأن يخصصوا وقتًا يوميًا للقراءة حتى لو كان 15 دقيقة يوميًا .. وأن يستغلوا أوقات الانتظار أو التنقل فى قراءة صفحاتٍ مفيدة من الكتب المهمة.. ويناقشوا الكتب مع الأصدقاء ، فالشباب الذين يقرأون اليوم، هم القادة والمبدعون والمفكرون غدًا. العلم والثقافة هما أساس النهضة، والقراءة هى البوابة لذلك. اجعل الكتاب رفيقك الدائم، وسترى أثره فى حياتك ومستقبلك. وتشير إلى أن علماء المسلمين الأوائل حرصوا على الكتابة والتبحر فى العلوم المختلفة.. وشملت الكثير من الإنجازات العلمية الإسلامية فى العديد من المجالات الواسعة ، وخاصة علم الفلك والرياضيات والطب. وشملت الموضوعات الأخرى للبحث العلمي: الكيمياء وعلم النبات والهندسة الزراعية والجغرافيا ورسم الخرائط وطب العيون والصيدلة والفيزياء وعلم الحيوان، والفنون ، فكانت الحضارة الإسلامية من الناحية الثقافية والعلمية فى مجالات العلم المختلفة متقدمة على جميع الحضارات وعنهم كانت تُنقل العلوم المختلفة لباقى الحضارات. وتوضح أن علماء الدين المسلمين لم يقتصروا فقط على العلوم الشرعية، بل كانوا موسوعيين وبرعوا فى مختلف العلوم، لأن الإسلام لم يكن يومًا ضد المعرفة، بل شجّع على البحث والتعلم فى جميع المجالات. ومن علماء الدين الذين أبدعوا فى علوم أخرى: الإمام الغزالى وهو عالم دين وفقيه، لكنه أيضًا كتب في: الفلسفة، علم النفس، والتربية، وكان له تأثير كبير فى الجمع بين العقل والنقل، وخاصة فى كتابه «إحياء علوم الدين». وتشير إلى أن ابن رشد لم يكن فقط فقيهًا، بل كان فيلسوفًا وطبيبًا وعالم فلك وترجم وشرح فلسفة أرسطو، وأضاف لها، مما أثر فى الفكر الأوروبى والنهضة الأوروبية لاحقًا.. وكذلك ابن خلدون هو عالم دين وقاضٍ، لكنه وضع أسس علم الاجتماع والتاريخ فى كتابه «المقدمة»، حيث شرح كيف تتطور الحضارات وتنهار، والإمام الرازى هو عالم فى التفسير والفقه، لكنه أيضًا درس الرياضيات، الطب، الفلك، والفيزياء! وكتب فى الميكانيكا والبصريات وكان سابقًا لعصره. وتنصح د. رابعة الشباب بقراءة كتاب «القانون فى الطب» - لابن سينا فهو أشهر كتب ابن سينا، ويُعتبر من أعظم المؤلفات الطبية فى التاريخ، ويتكون من خمسة أجزاء تتناول: التشريح، الأمراض، العلاجات، الأدوية، والجراحة ، كما أنه كان المرجع الأساسى فى الجامعات الأوروبية والعربية لعدة قرون. وتشير إلى أنها تقرأ مجالات الفنون والرياضة والقصص الخيالية، والتاريخ يثبت أن العلماء المسلمين لم يكونوا ضد الفنون والآداب كليًا، بل كانوا أكثر انفتاحًا مما نظن، وكانوا يوازنون بين الإبداع والضوابط الدينية. وبعضهم مثل: ابن حزم الأندلسى كتب فى الحب (طوق الحمامة) والفارابى أبدع فى الموسيقى، والرازى ناقش قضايا فلسفية طبية جريئة. وتنصح الشباب بقراءة «الرحيق المختوم» ، حيث يتميز بأسلوبه السهل والواضح، مما يجعله مناسبًا لأى شخص يريد التعرف على سيرة النبى صلى الله عليه وسلم بطريقة مرتبة ومُبسطة.