يحاول مجرم الحرب «نتنياهو» أن يطمئن الإسرائيليين فينفى أن البلاد مقبلة على «حرب أهلية».. لكنه - فى الحقيقة - لا يفعل إلا تأكيد مخاوف أغلبية الإسرائيليين من هذه الحرب التى يخشونها أكثر من أى حرب أخرى!! الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلى يتأكد يوما بعد آخر، ومحاولة نتنياهو الهروب من أزماته الداخلية باستئناف الحرب المجنونة فى غزة لم تترك أى شك عند كل الأطراف بأن الرجل مستعد لتدمير كل شىء من أجل أن يبقى فى الحكم وأن يتحاشى السقوط الذى سيضعه فى السجن. حتى الحليف الأمريكى الذى منح تأييده لعودة نتنياهو لحرب الإبادة سيجد نفسه مضطرًا لإعادة حساباته فى ضوء تطورات الموقف المتلاحقة، ومع تزايد معارضة الحرب داخل إسرائيل نفسها، ومع تقديرات الأجهزة الأمنية والعسكرية بأن نتنياهو يقودهم إلى فشل جديد!! لعبة خلط الأوراق التى يجيدها نتنياهو ترتد الآن عليه. يذهب إلى الحرب «بكل تكلفتها البشرية والمادية» ليعيد بن غفير لحكومته ويضمن بقاءه فى الحكم، ولينهى معركته للسيطرة على جهاز الأمن الداخلى «الشاباك» وعزل رئيسه، وليستأنف محاولة الهيمنة على القضاء.. لكن نتنياهو يجد نفسه الآن فى مواجهة الجميع. لم تعد المظاهرات مقصورة على عائلات الرهائن، ولا حتى على بعض المعارضة.. الآن يواجه غالبية الإسرائيليين الذين يتهمونه بالانقلاب على الدولة، وبتعريضها لأفدح المخاطر من أجل مصالحه الشخصية أو هوسه العقائدى!! لم يعد لدى نتنياهو ما يبيعه إلا الأكاذيب المفضوحة والفشل المعتاد والفضائح التى لم يعد ممكنا إخفاؤها. حتى أنصاره يعرفون أنه ينقلب على جهاز «الشاباك» بعد أن فتح التحقيقات مع أعضاء مكتبه وأفراد عائلته بتهم فساد ورشاوى جديدة، ويريد إقصاء المراقب القضائى للحكومة لأنها تقف ضد فساده وتصر على الالتزام بالقانون، ويحارب الجميع حتى لا يفتح التحقيق المستقل بشأن مسئوليته عن أحداث 7 أكتوبر، وعن الفشل فى الحرب التى يستأنفها الآن رغم معارضة الغالبية العظمى من الإسرائيليين. لعبة خلط الأوراق وضعت نتنياهو فى مواجهة الجميع ما عدا زعماء عصابات اليمين المتطرف المتحالفين معه. يقف الآن ضد المؤسسات العسكرية، وضد مؤسسة القضاء بينما الشارع الغاضب ينتفض. الدعوة للإضراب الشامل تتصاعد. واتحاد العمال يقف فى صف واحد مع جمعيات رجال الأعمال ضد «تفكيك الدولة»، لمصلحة عصابات التطرف. حتى الحليف الأمريكى يراجع موقفه، ونتنياهو ينفى خطر الحرب الأهلية.. فيدرك الجميع أن الخطر حقيقى!!