المهندس طارق النبراوى نقيب المهندسين: خطط هندسية للمساعدة فى إعادة إعمار غزة

التنسيق مع اتحاد المقاولين الفلسطينيين لوضع تصور لبدء البناء
ندعم تشريعاتنا فى الحوار الوطنى.. وحلول عملية تعزز دورنا فى التنمية المستدامة
من الشخصيات البارزة التى لعبت دورًا مهمًّا فى العديد من الملفات، منذ توليه منصب نقيب المهندسين، استطاع أن يحقق نجاحات كبيرة فى عدة مجالات، سواء من خلال تحسين أوضاع أعضاء النقابة والمعاشات، أو دعم القضايا المهنية المتعلقة بالتعليم الهندسي؛ ولكن لم يتوقف دوره عند هذا الحد؛ بل كان له حضور قوى ومؤثر فى القضية الفلسطينية والتطورات التى تمر بها المنطقة، ليكون لنقابة المهندسين دور بارز فى عقد مؤتمرات وتشكيل لجنة لإعادة إعمار غزة.. كل هذه التفاصيل سيكشفها المهندس طارق النبراوى ل «الأخبار»..
وإلى نص الحوار:
اقرأ أيضًا| أنشطة متكاملة على مساحة 9500 متر.. «البحيرة» تضع حجر الأساس لنادي المهندسين| صور
فى البداية، حدثنا عن موقف نقابة المهندسين تجاه القضية الفلسطينية والدور البارز الذى لعبته النقابة فى التخطيط لإعادة إعمار غزة؟
منذ بداية الحرب على غزة، كنا أول من قدم الدعم والمساندة، أصدرنا بيانات دعم ووجهنا قافلة مساعدات إلى القطاع، واستمررنا فى هذا الخط من المساندة؛ وقد كان هناك قرار من المجلس الأعلى للنقابة بأن يكون لنا دور كمهندسين فى هذا الشأن؛ لذا شكلنا لجنة من كبار الخبراء الذين يمتلكون أعلى الكفاءات والخبرات فى هذا المجال.
وما الخطوات التى اتخذتها اللجنة فى هذا الملف؟
أول الأعمال التى بدأناها كانت التأكيد على أن إعادة الإعمار لا تتطلب تهجير السكان؛ فلدينا مبدأ واضح وصريح فى هذا السياق، بعد قصف هيروشيما بالقنبلة الذرية فى 1945، تم إعادة بناء المدينة من قبل أهلها والدولة اليابانية دون تهجير للسكان، وأصبحت اليوم واحدة من أكبر الدول العالمية. ونفس الحال مع برلين بعد الحرب العالمية الثانية؛ لم يتم تهجير سكانها، بل تمت إعادة إعمارها بشكل منظم . وفى الاجتماع الثانى الذى تم عقده، دعونا جميع الخبرات المتخصصة فى إعادة الإعمار، وعقدنا لقاءات برئيس اتحاد المقاولين الفلسطينيين، وبدأنا فى وضع تصور لكيفية إعادة الإعمار.
زيادة جديدة
ماذا عن ملف المعاشات فى نقابة المهندسين؟
ملف المعاشات ، من أبرز القضايا فى النقابات المهنية بشكل عام، ويجب الوضع فى الاعتبار أن المعاش فى النقابات المهنية ليس نهاية الخدمة؛ بل هو معاش تقدمه النقابات المهنية حسب إيراداتها ومصروفاتها.
وفيما يخص نقابة المهندسين، فهو يخضع وفقًا للقانون الذى ينظم الإيرادات من بند الدمغات الهندسية. نقابة المهندسين، بفضل الله، منذ إنشائها لم تتخلف عن سداد المعاشات لمستحقيها، قد يختلف المبلغ حسب موازنة النقابة وإيراداتها، ولكننا نسعى دائمًا لتحقيق توازن بين الإيرادات والمصروفات، ونقابة المهندسين ليست جهة حكومية، وبالتالى ليس لدينا مخصصات من الدولة للمعاشات، لكن بفضل جهود المجلس وإيرادات النقابة، تمكنّا من زيادة المعاشات بشكل كبير.
اقرأ أيضًا| نقيب المهندسين يدين العدوان الإسرائيلي على غزة ويدعو لموقف عربي موحد
فى عام 2014، عندما توليت المسئولية، كان المعاش 450 جنيهًا، واليوم وصل إلى 1600 جنيه، أى بزيادة تقدر بنحو 350%، ونحن النقابة الوحيدة التى تدفع المعاش لكل مهندس وصل إلى سن ال 60 دون اشتراطات خاصة، وهو ما يُعد أكبر معاش بين النقابات الأخرى.
وماذا عن الزيادات الأخيرة فى المعاشات؟
بعد مناقشة ميزانية 2024، ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة وزيادة الرواتب، استطعنا تحقيق فائض، واتخذنا قرارًا بزيادة المعاش ليصبح 2000 جنيه، وهو أكبر معاش فى نقابة مهنية فى مصر، خاصة أن عدد أصحاب المعاشات لدينا يقرب من 160 ألفًا، ويبلغ إجمالى المخصصات الخاصة بالمعاشات فى ميزانية 2024 نحو 2.5 مليار جنيه.
أزمة خريجى الدبلومات
هناك قضية أخرى تتعلق بخريجى المعاهد الفنية والهندسية، كيف ترى موقفهم؟
ليس بينى وبين هؤلاء الطلاب أى ضغينة؛ بل على العكس، طالبتهم برفع قضية وملتزم بقرار المحكمة، لكن كنقيب للمهندسين، ألتزم بلوائح وقوانين النقابة، والتى تنص على قبول خريجى الكليات الهندسية أو ما يعادلها فقط. فكيف لخريج أدبى أن يصبح مهندسًا؟ نحن نلتزم بلوائح النقابة ولا يمكننا تقديم استثناءات فى هذا المجال.
الحوار الوطني
ما دور نقابة المهندسين فى الحوار الوطني؟
نحن نؤمن بأهمية الحوار الوطنى كمساحة للتفاعل البنّاء بين جميع الأطراف، مشاركة نقابة المهندسين تأتى فى إطار التزامنا بتقديم رؤى وحلول عملية تعزز من دور المهندسين فى التنمية المستدامة، ونعمل على مناقشة القضايا التى تواجه المهنة والسعى نحو إيجاد حلول لتحسين بيئة العمل الهندسى وتطوير التشريعات المنظمة له.
اقرأ أيضًا| النبراوي: إعادة إعمار غزة ليست مشروعًا هندسيًا فحسب بل واجب وطني
ما هى الإجراءات التى اتخذتها النقابة لضمان جودة التعليم الهندسى فى مصر؟
النقابة تضع ملف جودة التعليم الهندسى على رأس أولوياتها، وقد قمنا بجولات ميدانية على العديد من المعاهد الهندسية لمتابعة تطبيق معايير الجودة، كما عقدنا اجتماعات مكثفة مع المسؤولين، من بينهم وزير التعليم العالى السابق ورئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، وأسفرت هذه الجهود عن قرارات حاسمة، أبرزها عدم الترخيص لإنشاء معاهد هندسية جديدة إلا بعد التأكد من التزامها بالمعايير المطلوبة.
كيف يمكنكم ضمان أن يكون خريجو كليات ومعاهد الهندسة مؤهلين لسوق العمل؟
نحن نعمل على محورين رئيسيين: الأول هو مراقبة جودة التعليم داخل المؤسسات الأكاديمية، والثانى هو تأهيل الخريجين من خلال برامج تدريبية متخصصة تنظمها النقابة لرفع كفاءتهم، ولن نسمح بأن يخرج إلى سوق العمل مهندس غير مؤهل؛ لأن ذلك يضر بالمهنة وبالاقتصاد المصرى ككل.
ما رسالتك للطلاب وأولياء الأمور بخصوص مستقبل التعليم الهندسي؟
يجب على الطلاب وأولياء الأمور التأكد من جودة المؤسسة التعليمية التى يلتحقون بها، فالنقابة تعمل جاهدة لضمان أن يحصل كل مهندس على تعليم يؤهله للمنافسة فى سوق العمل؛ كما أنصح الطلاب بتطوير مهاراتهم باستمرار وعدم الاعتماد فقط على المناهج الأكاديمية، فالسوق أصبح أكثر تنافسية ويتطلب مهارات عملية إلى جانب المعرفة النظرية.
ما الرسالة التى توجهها للمهندسين فى مصر؟
نحن نعمل بكل جهد لخدمة المهندسين فى مصر، ونؤمن بأن مهندسينا هم أساس تطوير بلدنا، ومن ثم علينا جميعًا أن نواصل العمل معًا من أجل النهوض بمستوى المهنة والمساهمة فى بناء مستقبل أفضل لمصر.