سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جهود مصر أثمرت عالميًا بدعم الحق الفلسطينى ومنع التهجير د. محمد خليفة صديق عضو مجمع الفقه الإسلامى السودانى: نؤيد دعوة شيخ الأزهر لنبذ الخلافات ووحدة الأمة
إذا تحققت الوحدة بين علماء الإسلام يعنى أن الوحدة الإسلامية ستكون أمرا سهلا، ويمكن أن تتم فى وقت وجيز.. يؤكد د.محمد خليفة صديق عضو المجمع الفقهى الإسلامى السودانى أهمية اتفاق علماء المسلمين على نبذ الفرقة والتعصب المذهبى وإعلاء أن الوحدة هى الأساس وهى توجيه إلهي، ويشيد فى حواره ل «الأخبار» بدور شيخ الأزهرفى جهوده للوحدة والحوار الإسلامى وكذلك فى إحقاق الحق الفلسطينى ومنع تهجير الفلسطينيين من أرضهم.. إلى نص الحوار استراتيجية علمية إسلامية مشتركة للربط بين الشعوب فى البداية كان السؤال عن دستور أهل القبلة الذى أطلقه الإمام الأكبر شيخ الأزهر لوحدة المسلمين وكيف يمكن تفعيله واقعيا؟ دستور القبلة أو نداء أهل القبلة، الذى قام به الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين فى المؤتمر الأخير، الذى عقد فى البحرين هى فكرة جميلة أطلقها فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر وهى دعوة لميثاق جامع يكون بمثابة وثيقة أو دستور لأهل القبلة فيما يتصل بوحدة الصف ونبذ الكراهية وخطاب الكراهية، خاصة فى الجانب المذهبى والتعصب الشديد للمذهب، وهو ينطلق كما قال فى هذا المسار من حديث النبى صلى الله عليه وسلم يعنى اسم «أهل القبلة» جاء من هذا الحديث أن النبى صلى الله عليه وسلم يقول: «من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذى له ذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم فلا تخفروا الله فى ذمته» ،فهذا الحديث هو عمدة هذه الوثيقة، التى جاءت فى هذا المؤتمر وأطلقها شيخ الأزهر وهو يريد بذلك أن تجتمع الأمة على مقتضى رابطة وأخوة الإسلام من غير النظر إلى الاختلافات؛ سواء كانت مذهبية أو فكرية والتى أسهمت فى تفريق الأمة بشكل كبير فطبعا هذا المفهوم قديما كثير من العلماء السابقين طرحه ومنهم العلماء أيضا فى مصر، كان طرحه الشيخ محمد أبو زهرة رحمه الله، والآن طرحه شيخ الأزهر حاليا ووجد ترحيبا واسعا من الحضور الكبير فى المؤتمر، الذى ضم عددا كبيرا من العلماء والوزراء والمسئولين عن الدعوة والأوقاف والإفتاء فى معظم دول العالم الإسلامي، وكلهم يؤكد على ضرورة أن تتوحد الأمة الإسلامية على الأصول المشتركة وتترك الخلافات المذهبية وأن يأخذوا بالقاعدة الذهبية التى ذكرها فضيلة الإمام الأكبر: «نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه»، وهى قاعدة جيدة يمكن أن تكون مفيدة للمسلمين فى هذا التوقيت، وعموما فكرة مسألة أهل القبلة التى طرحت هى تحتاج إلى متابعة وتقوية من جميع العاملين فى الحقل الدعوى. دعم مهم قدمته مصر وشيخ الأزهر للقضية الفلسطينية وضد تهجير الفلسطينيين من أرضهم.. تقييمكم؟ دعوة شيخ الأزهر إلى دعم الموقف المصرى والعربى بشأن إعادة إعمار غزة والتأكيد على بقاء الشعب الفلسطينى على أرضه والضغط لتنفيذ اتفاق وقف العدوان ووقف إطلاق النار فى غزة هى من الأمور المهمة، فبيان شيخ الأزهر أكد على أهمية أن يتحلى مسئولو العالم بالحكمة فى إصدار التصريحات التى تخص الأوطان وأكد أنه لا حق لأحد فى إجبار الشعب الفلسطينى وإرغامه على قبول مقترحات غير قابلة للتطبيق وعلى العالم كله أن يحترم حق الفلسطينيين فى العيش على أرضه وإقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وكذلك أكد أن على قادة العرب والمسلمين وشرفاء العالم أن يرفضوا كل مخططات التهجير التى تستهدف الشعب الفلسطينى وطمس قضية فلسطين ومحوها للأبد؛ لأن خروج الفلسطينيين من أرضهم يعنى نهاية القضية، فإجبار الفلسطينيين على ترك أرضهم والتخلى عن وطنهم الذى عاشوا فيه آلاف السنين هو أمر لا يراعى حرمة الأوطان ولا ارتباط الإنسان بأرضه وهو أمر ضد الطبيعة الإنسانية، فلذلك الأزهر الشريف وشيخه أكد على أن تخلى المجتمع الدولى عن نصرة المظلومين والمقهورين فى فلسطين سيدفع العالم كله إلى عدم الاستقرار، وسيتحول العالم إلى ما يشبه الغابة يأكل فيها القوى الضعيف وبيان شيخ الأزهر أكد على أن القضية الفلسطينية قضية كل الأحرار فى العالم وليست قضية المسلمين والعرب وحدهم لأن كل الأحرار فى العالم يرفضون هذا الأمر، وأتوقع أن ما قام به شيخ الأزهر من بيان وأيضًا البيانات الأخرى التى صدرت عن القضية من المهتمين بالقضية الفلسطينية ستأتى أكلها قريبا بإذن الله لأنه إذا تجمع صوت العالم وضغط بقوة فى اتجاه إحقاقا للحق ربما سيؤدى ذلك إلى أن تظهر نتيجة إيجابية بإذن الله. اقرأ أيضًا| «بين الحرية الإنسانية والقدر الإلهي» ... عن المركز القومي للترجمة وحدة المسلمين مطلب ضرورى وواجب إلهى كيف يمكن أن يتحقق؟ وحدة المسلمين طبعا كما ذكرت واجب إلهى، والله سبحانه وتعالى يقول: «وأن هذه أمتكم أمة واحدة» ويقول النبى صلى الله عليه وسلم: «المسلمونَ تتكافأُ دماؤهُم ويسعى بذمَّتِهم أدناهُم ويردُّ عليهم أقصاهُم وهم يدٌ على من سواهم» ونلاحظ أن النبى صلى الله عليه وسلم فى أيام الدولة الإسلامية الأولى كان حريصا على هذه الوحدة وبدأها فعلا بالمؤاخاة بين الأنصار والمهاجرين، وقرر ذلك فى أول وثيقة لإقامة الدولة الإسلامية التى عرفت بوثيقة المدينةالمنورة، والملاحظ أيضا أنه فى الكثير من الآيات وأحاديث النبى حثت على اجتماع المسلمين تحت لواء الإسلام والتمسك بالكتاب والسنة وعليهم نبذ الأحقاد والنزاعات القبلية والأطماع الشخصية والعنصرية والخلافات المذهبية، وبهذا تتحقق الوحدة التى ينشدها كل المسلمين؛ لأنه بدون هذه الوحدة لا يمكن أن تقود الأمة الإسلامية الحضارة الإنسانية؛ لأنها قامت على هذه الوحدة وإن فقدت هذه الوحدة فهذا يعنى أنه من الصعب أن تتقدم حضارة الإسلام بشكل كبير، كذلك الوحدة الإسلامية هى تكمن فى تحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى قولا وعملا على هدى الكتاب الكريم القرآن وسنة النبى والمحافظة على الدين وأن يجتمع المسلمون على كلمة واحدة سواء فى شتى مناحى الحياة من نواحى فكرية واقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية وغيرها وابتعاد الأمة عن هذه المقومات هو الذى أدى إلى ظهور أسباب التفرق والشقاق بين المسلمين والتى تعمقت فيما بعد لأسباب كثيرة طبعا منها الاستعمار الذى كان شعاره الأساسى: «فرق تسد»، وتقسيم الأمة إلى أجزاء وبلاد مختلفة بعد أن كانت تحت راية الخلافة الواحدة وأيضا إشعال النعرات القومية والعرقية والفصل بين العرب والمسلمين، وتأصيل التفرق فى الدراسات التى تتحدث عن الإسلام، كذلك الاختلافات الفقهية أيضا ربما لأنها كما نعلم هى مبناها الاجتهاد فى فهم النصوص الشرعية وهو أمر طبيعى أن تختلف أفهام الناس لكن أن يتعصب الناس على هذه الاختلافات فمرفوض، كذلك نحتاج فى إطار السعى للوحد الإسلامية أن يلتزم الناس بحفظ مكانة صحابة النبى ودعوة العلماء والتنويه بمنزلتهم وفضلهم فى نقل الشريعة إلى الأمة والتعريف بحقهم، ومن المهم جدا أن يسعى أهل الإسلام جميعا وخاصة العلماء والدعاة إلى أن يقووا هذه الوحدة ويجتهدوا فيها بشكل كبير حتى يمكن أن تجتهد الأمة وتتقوى وتصير هذه الوحدة أمرا حقيقيا وأن نلمسها جميعا فى واقعنا. ومن المهم أن تكون هناك أعمال وأنشطة عملية فى جانب الوحدة لا يكفى فقط أن نتغنى بضرورة وحدة المسلمين واتحاد المسلمين كأمر جميل وطيب، لكن لابد أن تكون هناك خطوات عملية مثل عقد المؤتمرات كمؤتمر الحوار الإسلامى أو رابطة العالم الإسلامى والمؤتمرات التى تجمع علماء الأمة كلها هى مظهر من مظاهر الوحدة وتساهم فى وحدة المسلمين وتساهم فى التقريب بين الفرقاء وإذا تحققت الوحدة بين علماء الإسلام هذا يعنى أن الوحدة الإسلامية ستكون أمرا سهلا، ويمكن أن تتم فى وقت وجيز، كذلك من الآليات المهمة فى تحقيق هذه الوحدة مثلا إعداد المناهج التعليمية على أسس إسلامية فى كل دول العالم الإسلامي، فهذه المناهج هى التى تربط الشعوب بعضها البعض وتجعلها مترابطة ومن ثم تتحقق الوحدة، كذلك لابد أن توضع استراتيجية علمية إسلامية مشتركة وهناك مؤسسات يمكن أن تعمل فى هذا الجانب مثلا اتحاد إذاعات وتليفزيونات العالم الإسلامى واتحاد وكالات الأنباء الإسلامية. اقرأ أيضًا| أخطر الجماعات الدموية فى التاريخ الإسلامى «1» .. الحشاشون سادة الجبل وقاطعى الرؤوس كيف نحد من مخاطر الخلافات المذهبية؟ الاختلاف هو آية من آيات الله سبحانه وتعالى ولذلك علينا أن نسعى دائما إلى أن نجعل من هذا الاختلاف والتنوع أمرا يعود إلى قدرة الله سبحانه وتعالى على أن يجعل الناس مختلفين وطبعا المذاهب ظهرت فى وقت مبكر من حياة الأمة الإسلامية فى عهد الصحابة فكان هناك آراء العبادلة يختلفون مثلا فى الاختلاف المشهور فى توجيه النبى: «لا يصلين أحد العصر إلا فى بنى قريظة» فهذا الاختلاف كان بداية الاختلاف على مسألة المذاهب والآن هذه المدارس الفقهية والمدارس الأصولية هى شكل من أشكال هذا الاختلاف، ولكنها لا تجعل أمر الأمة يصل إلى اختلاف للتضاد ولكنه اختلاف تنوع، فإذن مسألة الخلاف تحتاج إلى معالجة حصيفة فى التعامل حتى يمكن أن تكون أمرا يحض على التنوع ويحض على التعامل مع هذا الخلاف على أنه ليس خلاف تضاد وإنما هو خلاف تنوع ويثرى الأمة وأيضا لا يؤدى إلى أن يكون سببا فى كفر أو خروج من الملة؛ لأنه اختلاف مقبول واختلاف ليس فى أمر أساسي، وإنما هو اختلافات مذهبية فى بعض القضايا غير الجوهرية؛ فإذن المطلوب هو أن تسعى الأمة إلى أن تتوحد وإلى أن تتعامل مع مسألة الخلافات المذهبية.