يوضح البرزنجى أن هناك خطوات عملية لتحقيق الوحدة الإسلامية ومنها :التعاون الدينى من قبل المرجعيات والمؤسسات الدينية فى تعزيز الوحدة العقائدية والتركيز على المشتركات بين المذاهب الإسلامية والأديان وتجنب الخلافات الفرعية، التى تسبب التفرقة والخلاف، والحوار بين المذاهب: عبر تشجيع الحوارات البناءة بين العلماء والمؤسسات فى المذاهب المختلفة لتقريب وجهات النظر من أهم العوامل التى تعمل على ترسيخ مفهوم التعايش، وكذا الدعوة إلى الأخوة الإسلامية امتثالا لحديث النبى صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم» فهو خير منطلق للعمل به بين المذاهب الاسلامية، والتعاون السياسى: وفى هذا المجال لابد من تقوية المؤسسات والمنظمات الإسلامية عبر دعم المنظمات مثل منظمة التعاون الإسلامى والمؤسسات كالأزهر الشريف لتكون أكثر فعالية فى حل قضايا المسلمين وذلك من أجل تحقيق الأهداف المرجوة من تحقيق الأمن الفكرى والاجتماعى فى الدول، والتضامن فى القضايا الدولية: الوقوف صفًا واحدًا فى القضايا التى تهم الأمة الإسلامية، مثل قضية فلسطين وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك. التعاون المشترك ويشير البرزنجى إلى أهمية تجنب التدخلات الخارجية والعمل على تقليل تأثير القوى الخارجية التى تهدف إلى تفريق المسلمين والتعاون الاقتصادي: من خلال التكامل الاقتصادى عبرإنشاء سوق إسلامية مشتركة وتعزيز التجارة البينية بين الدول الإسلامية ورفع الجمارك بين الدول الاسلامية وإنشاء سوق حرة بين البلدان الإسلامية والتشارك فى الصناعات الالكترونية الحديثة والذكاء الاصطناعى ودعم المشاريع المشتركة وتبادل الخبرات فى مجالات التعليم والصحة والعلوم والعمل على تعزيز الهوية الإسلامية المشتركة من خلال التعليم والإعلام وتوفير فرص تعليمية ووظيفية للشباب المسلم لتقليل الهجرة والاندماج فى المجتمعات غير الإسلامية والتعاون فى المجال الأمنى لمكافحة التطرف. ويؤكد أن تحقيق اتحاد المسلمين ليس أمرًا سهلًا، ولكنه ليس مستحيلًا بل يتطلب الأمر إرادة سياسية وقوة روحية وتعاونًا عمليًا من جميع أفراد الأمة. يجب أن نبدأ بأنفسنا، ثم ننطلق إلى مجتمعاتنا، ثم إلى الأمة بأكملها. الوحدة ليست خيارًا، بل هى ضرورة لبقاء الأمة وقوتها فى عالم اليوم. ............................؟ -فكرة مقترح «دستور أهل القبلة» التى اقترحها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر هى فكرة طموحة وهادفة وفى نفس الوقت بناءة بنظرى تهدف إلى وضع حد أدنى من الاتفاق بين المسلمين، والمذاهب الاسلامية المختلفة والحد من الخلاف المقيت، فهذا الدستور طريقة فى تقريب وجهات النظر بين المذاهب الإسلامية المختلفة. هذه الفكرة يمكن أن تكون خطوة مهمة نحو تحقيق الوحدة الإسلامية، ولكنها تحتاج إلى جهود كبيرة وتخطيط دقيق لتحقيقها. وإنى بعد إطلاق هذا المشروع اعتكفت على طرح بعض الرؤى لتحقيق ذلك: أولا: الأساس الفكرى للدستور وهو التركيز على المشتركات وتجنب الخلافات الفرعية. ثانيا: تشكيل لجنة من علماء ومفكرين من مختلف المذاهب الإسلامية لصياغة الدستور وعقد سلسلة من الحوارات والمؤتمرات بين العلماء والمفكرين لمناقشة بنود الدستور وإشراك الجمهور المسلم فى عملية الصياغة من خلال الاستفتاءات والاستشارات العامة. وفكرة «دستور أهل القبلة» هى فكرة قابلة للتحقيق إذا توافرت الإرادة السياسية والدعم الشعبى. يمكن أن تكون هذه الخطوة بداية لعصر جديد من الوحدة والتضامن بين المسلمين. ومع ذلك، فإن تحقيق هذا الهدف يتطلب جهودًا متواصلة وتعاونًا من جميع أطراف الأمة الإسلامية. الخلافات المذهبية ............................؟ الخلافات المذهبية كانت ولا تزال أحد التحديات الكبرى التى تواجه المجتمعات المسلمة والدول، وقد أدت إلى انقسامات وتفكك أضعف الأمة الإسلامية على مر التاريخ. للحد من مخاطر هذه الخلافات وتقليل آثارها السلبية، يمكن اتباع عدة استراتيجيات عملية وفكرية تعتمد على الحكمة والتعاون من خلال تعزيز ثقافة التسامح والوحدة وترسيخ مفهوم الأخوة الإسلامية ونشر ثقافة الحوار البناء بين المذاهب بدلًا من الصراع، والتركيز على المشتركات بدلًا من الاختلافات وإدراج قيم التسامح والوحدة فى المناهج الدراسية منذ الصغر. والاهتمام بدور العلماء والمؤسسات الدينية وعلى العلماء من مختلف المذاهب أن يعملوا على توحيد خطابهم الدينى، والابتعاد عن الخطابات التحريضية التى تزيد من التفرقة وكذلك تنظيم مؤتمرات وندوات تجمع علماء المذاهب المختلفة لمناقشة القضايا الخلافية بحكمة وموضوعية. ويمكن للمؤسسات الدينية الكبرى (مثل الأزهر، والنجف، والزيتونة) إصدار فتاوى مشتركة حول القضايا التى تهم الأمة. ............................؟ الأزهر الشريف، كمؤسسة إسلامية عريقة، يلعب دورًا محوريًا فى نشر مبادئ الحكمة والتعاون والتسامح بين الأديان والثقافات. منذ تأسيسه قبل أكثر من ألف عام، كان الأزهر منارة للعلم والثقافة والفكر الإسلامى المعتدل ومازالت، والأزهر الشريف، بفضل تاريخه العريق وقيادته الحكيمة، يظل منارة للتسامح والتعاون بين الأديان والثقافات، من خلال جهوده المتواصلة فى التعليم والحوار ومكافحة التطرف، يساهم الأزهر فى بناء جسور التفاهم بين الشعوب، ويعزز قيم السلام والعدالة فى العالم. هذا الدور يجعل الأزهر نموذجًا يحتذى به فى تعزيز التعايش السلمى ونشر رسالة الإسلام السمحة. ونحن فى كوردستان العراق نفتخر بأن لنا علاقات تاريخية مع الأزهر ولدينا معهد أزهرى فى مدينة أربيل تخرج منه عشرات من الطلاب والتحقوا بجامعة الأزهر وكذلك لرابطة خريجى الأزهر فى تدريب الأئمة فى كوردستان ومازلنا على ارتباط وثيق مع الأزهر إيمانا منا بأن الأزهر صمام الأمان للأمة. ونطمح أن يكون التعاون المشترك أكثر فعالية وفتح مؤسسات أزهرية. ............................؟ قضية فلسطين هى قضية مركزية للأمة الإسلامية جميعا، وليست مجرد قضية محلية للشعب الفلسطيني، وأحداث غزة الأخيرة مع الأسف والتطورات الخطيرة على الأرض، بما فى ذلك مخططات التهجير القسري، آلمنا كثيرا ،وبيان شيخ الأزهر الشريف، جاء قويًا وواضحًا فى رفض هذه المخططات، الخبيثة والإنسانية وهو يعكس موقفًا إسلاميًا وعربيًا راسخًا يدعم الحقوق الفلسطينية ويرفض أى محاولات لطمس الهوية الفلسطينية أو تهجير الشعب الفلسطيني. فموقف شيخ الأزهر بيان قوى وواضح ومشرف سوف يخلد طويلا على مدى الدهر، وما دعا إليه شيخ الأزهر إلى وحدة الصف العربى والإسلامى لمواجهة هذه المخططات، مؤكدًا أن التفرقة هى أكبر خطر يهدد الأمة. والرفض العربى والإسلامى لمخططات التهجير يعكس وعيًا عميقًا بخطورة هذه المخططات على مستقبل القضية الفلسطينية. بيان شيخ الأزهر كان نموذجًا للخطاب القوى والواضح الذى يحتذى به.