لسوق السيارات المصرية تاريخ عريق، بدأ منذ أكثر من مائة عام، ربما كان فى بدايته مقتصراً على عدد قليل من الذين ارتبطت علاقاتهم برجال المال والأعمال، كانوا يخاطبون الفئات الأعلى فى المجتمع المصري وهم الصفوة. سرعان ما تطورت صناعة السيارات فى مصر على مدار 50 عامًا، حيث يمكنها بيع أكثر من 200 ألف مركبة سنويًا، وهى الآن ثانى أكبر سوق فى أفريقيا والمركز 42 على مستوى العالم، و يبلغ إنتاجها السنوى أكثر من 70 ألف مركبة. لكن هذه الزاوية تركز على العاملين فى المجال، أكثر من تركيزها على التصنيع والتوزيع والوكالة، ولهذا فإن مصر بها العديد من التجار فى هذا المجال، منهم من هو قديم وله تاريخ عريق ومنهم من خرج للساحة منذ عامين أو ثلاث أو عشر، مثله مثل التريند سرعان ما يظهر وسرعان ما يختفى. عائلة السبع والتى يقودها حالياً المهندس علاء السبع، هى من أعرق العائلات العاملة فى مجال التجارة بشكل عام وفى مجال السيارات بشكل خاص، فقد بدأ الأجداد تجارة القماش قبل سبعين عاماً، بعدها ومنذ أكثر من 52 عاماً بدأت العائلة تتجه لتجارة السيارات جنباً إلى جنب مع تجارة القماش. تجارة السيارات كغيرها من التجارة يعتريها الكمال والنقصان، لذا تجد فيها من يوصف بأنه صاحب الصنعة "وعم الشغلانة"وفيها من يوصف بأنه "الدخيل"على المهنة، أو "المتسول" هؤلاء موجودون فى كل زمان ومكان وفى كل مهنة، فحتى الرسل المرسلين هناك من ادعى النبوة. بدأت شركة "السبع" العمل فى مجال السيارات من خلال توزيعها لموديلات فورد وهوندا، ثم نيسان، والأخيرة ارتبطت بالاسم، ووجدنا من يلصق الاسمين معاً لسنوات طويلة وحتى الآن "السبع نيسان"، أو العكس، هذا بخلاف توزيع علامات أخرى مثل: فولكس فاجن ورينو وستروين وغيرهم، وللشركة 12 فرعا للتوزيع ما بين القاهرة والمنصورة، و13 فرعا للصيانة. يؤمن المهندس علاء السبع بأهمية العنصر البشرى، ويراه الثروة الحقيقية لأى بلد أو مؤسسة، لهذا فمؤسسة السبع تقوم على تعليم وتثقيف العاملين، وتقوم بتدريب طلبة الجامعات فى الصيف لتخصصات هندسة الميكانيكا والسيارات، وتقوم بزرع القيم التى ورثها علاء السبع عن أبائه وأجداده، وهو ما جعل المؤسسة تحافظ على استمراريتها لأكثر من 50 سنة. عمل المهندس علاء السبع فى التجارة وهو فى سن ال13 عاما، ورأى كيف أن الكلمة هى عقد بين اثنين الله ثالثهما، لا يمكن لأحدهما أن يخون الآخر أو يجور على حقه، لم يكن هناك شيك ولا إيصال أمانة، بل كانت "النوتة" وما هى إلا كلمة. وقد ظهر ذلك جلياً لدى كافة المتعاملين مع مؤسسة السبع، الكلمة التى تخرج منهم هى عقد بين متعاقدين، حتى فى كلام المهندس علاء السبع للإعلام وتصريحاته الصحفية، تراه شخصا مختلفا، شخص من زمن غير الزمن، رجل يغرد فى منطقة أخرى غير تلك التى يتواجد فيها مجموعة من الذين يطلقون على أنفسهم تجار وصناع وخبراء. لا شك أن تجربة الزمن كفيلة بأن تصقل شخصية الأفراد وتجعلهم أكثر خبرة ودراية، وهناك أشياء لن تجدها داخل الكتب ولا داخل أسوار المدارس والجامعات، تجدها فقط فى التواجد بين الناس والتعامل معهم ومعاشرتهم، وهذا هو الفيصل فى حياتك، وهذا هو ما يجعلك مختلف عن غيرك فى صفاتك وأفعالك، لهذا تجد المهندس علاء السبع ليس كغيره، لأنه عاشر السابقين ونقل منهم خبراته للأجيال، ولا عجب فى أن يصفه زملاؤه بأنه البوصلة التى ربطت بين الماضى والحاضر.