إنهم فتية آمنوا بحلمهم، وتمكنوا فى سنوات قليلة من غزل المحبة، ونشر عدوى التواد والتراحم بين الناس، بعد أن أصبح إفطارهم السنوى يجذب القاصى والدانى فى مصر وخارجها، لترتفع أسهم المطرية بكل لغات العالم فى بورصة الخير، بأكبر مائدة ينسجم فيها الأثرياء والأغنياء، ويختلط فيها الوزراء والسفراء بالمواطنين العاديين. قبل 11 عامًا قرر بضعة شبان إقامة حفل إفطار جماعى، بجهود ذاتية، تقوم على عمل جمعية يتم إنفاقها على تكاليف الحفل، وفى العام التالى انضم إليهم العشرات، وفى هذا العام لا تستطيع حصر الهيكل التنظيمى للحفل الذى خرج فى صورة باذخة الجمال، بعد أن تحول إلى ظاهرة سنوية إنسانية يحرص الجميع على حضورها، من أجل التمتع بأجواء البهجة وشحن الروح بالطاقة الإيجابية. اقرأ أيضًا | «إيديهم تتلف في حرير»| فرحة «ستات المطرية» في الإفطار الجماعي: فيديو يؤكد «حمادة حسن» أحد المؤسسين لحفل المطرية السنوى: «20 شارع بعزبة حمادة بالمطرية تزينت بالأجواء الرمضانية وبرسومات مستوحاة من روح الشهر الكريم استعدادًا لكرنفال 15 رمضان السنوى، حيث رحبنا بأكثر من 100 ألف صائم على نحو 2500 طاولة فى أجواء احتفالية تخللتها الزغاريد والتصفيق، وشارك أكثر من 200 أسرة فى التحضيرات لضمان نجاح الحدث، والنساء كان لهن دور محورى فى إعداد أكثر من 50 ألف وجبة، شملت 7 أطنان من اللحوم الحمراء، وطنين من الدواجن أو ما يقرب من 25 ألف دجاجة، و3000 كيلوجرام من المحاشى، بالإضافة إلى 2000 كيلو أرز بسمتى لتلبية احتياجات الصائمين». ويقول: «مائدة إفطار المطرية الأكبر فى مصر والوطن العربى، وقد تحولت لأيقونة الإفطار الرمضانى، ولم يقتصر الإفطار على الطعام والشراب، بل شهد أيضا فعالية فريدة من نوعها، وهى عرض أزياء أُقيم فى قلب الشارع تميز بتصاميمه غيرالتقليدية التى استوحت من التراث الشعبى بالألوان الزاهية، وشمل العرض مجموعة متنوعة من الملابس النسائية الكاجوال والكلاسيكية كان الهدف منه تقديم عرض أزياء مصرى بملابس مستوحاة من التراث المصرى، فى أماكن مصرية، لإيصال رسالة للعالم بأن مصر لديها صناعة أزياء قادرة على المنافسة عالميًا، ولاقى العرض إعجاب الكثيرين، الذين عبروا عن سعادتهم وترحيبهم بالفكرة». شارك أهالى المطرية فى إفطارهم هذا العام عدد من الوزراء والمسئولين والمشاهير ونجوم الفن والرياضة ونواب البرلمان ورجال الأعمال، بالإضافة إلى بعض السفراء الأجانب فى مصر، وكان على رأس قائمة الحاضرين د.إبراهيم صابر محافظ القاهرة الذى أشاد بدور شباب «15 رمضان» بالمطرية فى التحضيرات الخاصة بالإفطارالجماعى، وأكد على أن مثل هذه الفعاليات تعكس قيم الترابط بين أفراد المجتمع، وتعزز من دور المؤسسات الحكومية فى دعم المبادرات الخيرية، وقام المحافظ باستقبال د. أسامة الأزهرى وزير الأوقاف، ود. مايا مرسى وزيرة التضامن الاجتماعي، كما حضر الإفطار السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة السابقة والسفيرة سهى الجندى، والفنان محمد رمضان ورجل الأعمال عصام العرجانى، إضافة إلى عدد من القيادات والشخصيات العامة ومجموعة من رموز الفكر والثقافة، كما شهد الإفطار هذا العام حضورًا لافتًا للعديد من الجنسيات الأجنبية الذين حرصوا على المشاركة فى الحدث. وأعربت وزيرة التضامن عن سعادتها بالمشاركة فى هذا الحدث الذى أصبح يمثل تقليدًا سنويًا يحرص المواطنون على المشاركة فيه، تأكيدا لروح التكافل الاجتماعى التى يتسم بها الشعب المصرى، بينما أكد وزير الأوقاف خلال مشاركته أن هذه الفعالية تجسد معانى التكافل والتراحم بين أبناء الوطن، وتعبر عن الروح الأصيلة للإنسان المصرى، فى جو ملىء بالأمان والتلاحم والفرحة، والتعاون، وأشاد بروح التعاون بين الأهالى فى تنظيم هذا الحدث السنوى الذى يؤكد القيم الأصيلة للمجتمع المصرى. من جانبه التقى د. أشرف صبحى وزير الشباب والرياضىة بشباب المطرية وأهاليها عقب حفل الإفطار وأعرب عن سعادته بنجاح المبادرة المجتمعية النابعة من الشباب فى نسختها ال 11، وأشاد بالتعاون البناء بين المنظمين مع الوزارة وصندوق تحيا مصر لخروج الحدث بالشكل اللائق. بدأت المائدة عام 2013 بمجموعة أصدقاء من كوم حمادة بالمطرية، ولم تتوقف سوى عامين فقط بسبب جائحة كورونا، لكنها عادت لتجمع المصريين مجددًا فى أجواء تسودها روح المودة والتكافل، وبجهود وتبرعات سكان المطرية أصبحت المائدة الرمضانية الأشهر فى مصر والعالم خلال السنوات العشر الأخيرة، ويُقام إفطار المطرية يوم 15 رمضان من كل عام.