فى وقت تتزايد فيه تحركات الوسطاء لدفع إسرائيل لقبول صيغة تضمن التهدئة ووقف إطلاق النار، رحبت حركة حماس بما يبدو أنه تراجع من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن دعوات تهجير سكان قطاع غزة، فى الوقت نفسه أطلقت نداءات إغاثية لوقف الحصار الإسرائيلى وتجويع سكان غزة وفتح المعابر. وقال المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم إنه فى حال كانت تصريحات ترامب هى تراجع عن فكرة تهجير أهالى قطاع غزة، فهى تصريحات مرحب بها، وندعو لاستكمال هذا الموقف بإلزام الاحتلال بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بالكامل. ودعا قاسم ترامب إلى «عدم الانسجام مع رؤية اليمين الإسرائيلى المتطرف». وجاء تصريح قاسم بعد إعلان ترامب أمس أن «لا أحد يريد طرد الفلسطينيين من غزة»، ردا على سؤال خلال اجتماع فى البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإيرلندى مايكل مارتن. اقرأ أيضًا | ترحيب بتصريحات ترامب وتأييد لموقف قيادة مصر يأتى ذلك فى وقت ألقت فيه وسائل إعلام إسرائيلية الضوء على تفاصيل المفاوضات الجارية فى العاصمة القطرية الدوحة حيث أشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت الإسرائيلية» إلى أن هناك احتمالا ضئيلا لإطلاق سراح 10 محتجزين فى القطاع. وأكدت الصحيفة فى تقرير لها على تزايد احتمالات تنفيذ دفعة أصغر لتمديد وقف إطلاق النار لمدة تتراوح بين شهر وشهرين. كما نقلت الصحيفة عن مصادر رفيعة المستوى أنه يتوجب عقد مشاورات أمنية عاجلة لتوجيه الوفد المفاوض فى الدوحة حول كيفية استئناف المفاوضات. ونقلت يديعوت أحرونوت عن مصدر استخباراتي، قوله إن مرونة الأطراف تأتى على خلفية المفاوضات المباشرة بين واشنطن وحماس، وأن هناك تخوفًا من فقدان إسرائيل السيطرة على مجريات المفاوضات. أما صحيفة «معاريف» الإسرائيلية نقلا عن حانوخ ميليفيتسكى نائب رئيس الكنيست الإسرائيلى قوله إن لا أرى مشكلة حاليا فى إجراء مفاوضات بين إدارة ترامب وحماس وأن أى نتيجة تؤدى إلى إطلاق سراح الأسرى هى نتيجة جيدة. وأكد ميليفيتسكى أن لا بديل للعمل العسكرى فى غزة، وإذا أردنا اتباع نهج ترامب علينا احتلال القطاع بالكامل. ومع استمرار الاحتلال فى منع دخول شاحنات الإغاثة منذ بداية شهر رمضان، يعانى سكان غزة من نقص حاد فى الغذاء والمواد الأساسية الضرورية للعيش. وقال عبد اللطيف القانوع، المتحدث باسم حركة حماس إن «الأيام القليلة القادمة ستشهد فقدانا لعدد من المواد الأساسية والسلع الغذائية فى القطاع مما يزيد معاناة السكان ويفاقم أزمتهم»، محذرا من «جريمة تجويع جديدة» ترتكبها إسرائيل. ووجه القانون نداء إلى المجتمع الدولى بأن يتحمل مسئولياته تجاه قطاع غزة، وإلا سيعانى الفلسطينيون من المجاعة مجددًا فى شهر رمضان. كما دعا القانوع الوسطاء بممارسة مزيد من الضغط على الاحتلال لفتح المعابر وتدفق المساعدات الإنسانية. كما حذر المكتب الإعلامى الحكومى بغزة من تداعيات كارثية فى حال استمر إغلاق المعابر. وقال المكتب إن إغلاق المعابر يرقى لجريمة خنق جماعى يمارسها الاحتلال وإن استمرار الاغلاق أدى لتوقف عشرات المخابز وشل قطاع المواصلات. أما رئيس بلدية رفح فقال إن خدمات نقل الركام وفتح الشوارع توقفت بالكامل بسبب نفاد الوقود، مشيرا إلى أن مولدات آبار المياه مهددة بالتوقف التام. وحذر رئيس البلدية من أن عشرات الآلاف من سكان رفح يواجهون خطر العطش وانتشار الأوبئة مع تصاعد أزمة المياه. ودفعت هذه الصورة القاتمة مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية «أوتشا» إلى تسليط الضوء على معاناة سكان القطاع المحاصر، حيث أشار إلى أن سكان القطاع فى مختلف أنحاء غزة يواجهون صعوبات متزايدة فى تأمين ما يكفى من الطعام والماء، بالإضافة إلى العديد من المستلزمات الحيوية الأخرى. كما حذرت مقررة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان المعنية بالأراضى الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، من أن قطع إسرائيل لإمدادات الكهرباء، وتوقف محطة تحلية المياه الوحيدة عن العمل، وعدم توافر المياه الصالحة للشرب فى القطاع ينذر بحدوث إبادة جماعية. فى الوقت نفسه، كشف خبراء فى الأممالمتحدة فى تقرير جديد أن إسرائيل ارتكبت «أعمال إبادة جماعية» بحق الفلسطينيين ودمرت بشكل ممنهج منشآت رعاية صحية للنساء خلال الحرب على غزة واستخدمت العنف الجنسى كاستراتيجية فى الحرب. جاء ذلك فى وقت أقر فيه ضابط إسرائيلى شارك فى العدوان الإسرائيلى على القطاع بأن الجيش الإسرائيلى استخدم الفلسطينيين دروعا بشرية 6 مرات يوميا فى القطاع.