العضو المنتدب للقابضة للأدوية: 1.9 مليار جينه عائدا سنويا خلال 2024/2025    قيادات مركز دسوق فى كفر الشيخ تتابع منسوب مياه نهر النيل.. صور    واشنطن بوست: موافقة حماس على خطة ترامب تضع نتنياهو أمام اختبار لإنهاء الحرب    أتلتيك بيلباو يصنع الحدث.. فعالية مؤثرة لدعم فلسطين أمام مايوركا الليلة    شوط إيجابي متكافئ بين ليدز يونايتد وتوتنهام فى الدوري الإنجليزي.. فيديو    تشكيل الزمالك ضد غزل المحلة .. الظهور الأول ل ربيع وشريف وناصر    مهاب ياسر: قرار جوميز سبب رحيلي عن الزمالك    الداخلية تكشف ملابسات اعتداء على فتاة بالدقهلية وتضبط المتهم    انخفاض بدرجات الحرارة غدا على أغلب الأنحاء وشبورة والعظمى بالقاهرة 31 درجة    نقابة البيطريين تدعو لنشر ثقافة الرحمة والتعايش السلمي مع الحيوانات    ورشة تصوير سينمائى ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول المتوسط    إيرادات فيلم فيها إيه يعنى تتجاوز حاجز ال10 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض    أبرز إنجازات خالد العنانى المرشح لمنصب مدير اليونسكو    نجاح أولى عمليات زراعة قوقعة بمستشفى أسوان التخصصي    الصحة تطلق النسخة الخامسة من مؤتمر قلب زايد بمشاركة نخبة من خبراء أمراض القلب    اعرفى مخاطر تناول طفلك أدوية الكحة دون استشارة طبيب    تباين في سعر الكتكوت الأبيض واستقرار البط اليوم السبت    السيسي يتابع توفير التغذية الكهربائية للمشروعات الزراعية الجديدة.. فيديو    منح النيابة حق التحقيق بدون محام يثير أزمة باجتماع مناقشة الاعتراض على "الإجراءات الجنائية"    المتحف المصري بالتحرير يبرز دور الكهنة في العصر الفرعوني    رئيس الإسماعيلية الأزهرية يُكرِّم مدير التعليم النموذجي لبلوغه سن التقاعد    محافظ الدقهلية عن ذكرى نصر أكتوبر: نجدد العهد على مواصلة خدمة المواطنين    صندوق مكافحة الإدمان ورئيس جامعة السويس يوقعان بروتوكول تعاون    الري تحسم الجدل حول غرق المنوفية والبحيرة بسبب فيضانات سد النهضة    وكيل الشباب والرياضة بالفيوم يشهد انطلاق الدورة الأساسية رقم 578 للمدربين والإداريين    12 أكتوبر.. انطلاق أسبوع القاهرة للمياه بمشاركة 95 منظمة دولية    البريد المصري يشارك في معرض «تراثنا» للحرف اليدوية والتراثية    " سي إن بي سي": توقعات باستمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي حتى 14 أكتوبر وسط تعثر المفاوضات    وزير الاستثمار يتفقد المركز اللوجستي الجمركي للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس    إصابة 5 بينهم 4 أطفال في انقلاب سيارة ملاكي بالوادي الجديد    قوافل طبية وغذائية لدعم الأسر المتضررة من ارتفاع منسوب مياه النيل بدلهمو بالمنوفية    "المسلخ رقم 5" رواية ترصد انتشار اضطراب ما بعد الصدمة الناتج عن الحروب    وزير الخارجية يلتقي سفراء الدول الإفريقية المعتمدين لدى اليونسكو    مواقيت الصلاة اليوم السبت 4-10-2025 في محافظة الشرقية    في الذكرى ال52 لانتصارات أكتوبر المجيدة.. منظومة التعليم العالي تشهد طفرة غير مسبوقة بسيناء ومدن القناة    الأوراق المطلوبة لتسليم التابلت لطلاب الصف الأول الثانوي    وزير الزراعة يعلن تحقيق الصادرات الزراعية المصرية 7.5 مليون طن حتى الآن    إجراء أولى عمليات زراعة قوقعة للأطفال بمستشفى أسوان التخصصي    جامعة قناة السويس تطلق قافلة طبية شاملة بمدينة سانت كاترين    موجة انتقادات لاذعة تطارد محمد صلاح.. ماذا فعل النجم المصري؟    "تابع الآن قيامة عثمان" تردد قناة الفجر الجزائرية الجديد على جميع الأقمار الصناعية بجودة hd    "الوكالة الوطنية للإعلام": سقوط طائرة إسرائيلية مسيّرة عن بُعد في منطقة "وادي فيسان" في "جرود الهرمل" شرقي لبنان    خطوات تنزيل تردد قناة طيور بيبي الجديد 2025 على جميع الأقمار الصناعية    ما حكم من لم يقدر على الوضوء لأجل الصلاة؟.. الإفتاء توضح    موعد مباراة بايرن ميونخ وفرانكفورت في الدوري الألماني.. والقنوات الناقلة    تشكيل الزمالك المتوقع أمام غزل المحلة بالدوري    قبل ثاني الجلسات.. ماذا قالت سارة خليفة أثناء محاكمتها في قضية المخدرات؟    هالة عادل: عمل الخير وصنع المعروف أخلاق نبيلة تبني المحبة بين البشر    بينهم طفلان.. 6 شهداء في قصف الاحتلال غزة وخان يونس    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 4-10-2025 في محافظة قنا    تعرف على أسعار الأسمنت اليوم السبت 4 أكتوبر 2025 في المنيا    دار الإفتاء توضح: حكم الصلاة بالحركات فقط دون قراءة سور أو أدعية    وزير الخارجية يثمن الدعم الفرنسي للمرشح المصري لرئاسة اليونسكو خالد العناني    اليوم.. محاكمة متهم بالانضمام لجماعة إرهابية في بولاق الدكرور    اللواء مجدى مرسي عزيز: دمرنا 20 دبابة.. وحصلنا على خرائط ووثائق هامة    فلسطين.. طائرات الاحتلال المسيّرة تطلق النار على شرق مدينة غزة    تشكيل مصر للشباب - تغيير وحيد أمام تشيلي في لقاء الفرصة الأخيرة بمونديال الشباب    «عايزين تطلعوه عميل لإسرائيل!».. عمرو أديب يهدد هؤلاء: محدش يقرب من محمد صلاح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حدوتة أثرية | الملك تحتمس الثالث وبناء الإمبراطورية المصرية
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 12 - 03 - 2025

في قلب التاريخ المصري العتيق، تتلألأ أسماء القادة الذين رسموا ملامح الحضارة بألوان النضال والعزة. ومن بين هؤلاء الأبطال الذين حملوا لواء النصر، يبرز اسم الملك تحتمس الثالث، الذي اعتلى عرش الأسرة الثامنة عشرة ليؤسس لإمبراطورية امتدت رقعتها من نهر الفرات شرقًا إلى سواحل ليبيا غربًا، ومن سواحل فينيقيا شمالًا إلى منابع النيل جنوبًا.
في هذه الحدوتة الأثرية نستحضر عبقرية تحتمس الثالث العسكرية، وتفاصيل معاركه المدهشة، وكيف شكّل إرثه حجر الزاوية في بناء الحضارة المصرية، التي ما زالت تلهم الشعوب في كل زمان ومكان.
وبينما نحتفل اليوم بالذكرى العطرة لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، نسترجع معًا صورة ذلك القائد الذي عبر التاريخ، ونتأمل كيف تتقاطع مسارات المجد القديم مع روح النضال الحديثة في روح الشعب المصري.
** ولادة الإمبراطورية – من رحم التاريخ إلى شمس المجد
اقرأ أيضا | آثار شمال سيناء: الاستراحة الملكية المكتشفة ب«تل حبوة» ترجع لتحتمس الثالث
كانت مصر القديمة مهدًا للحضارة ومسرحًا لصراعات لا تُحصى بين القوى العظمى في الشرق الأدنى، وفي خضم هذه الأحداث برزت شخصية الملك تحتمس الثالث، الذي لم يكن مجرد حاكم بل كان رمزًا للتجديد والإبداع العسكري. وُلِد تحتمس الثالث في عصر كان فيه النيل ينبض بالحياة وتحت ظل آلهة قديمة تُعبِّر عن قوى الطبيعة والخلق، وقد ورث منذ نعومة أظافره شعلة الطموح والعزيمة.
بعد وفاة زوجة أبيه الملكة حتشبسوت، ووسط ظروف سياسية متقلبة، تسلَّم تحتمس الثالث مقاليد الحكم، ليبدأ عهدًا جديدًا من الازدهار والتوسع. لم يكن ذلك مجرد انتقال للسلطة، بل كانت بداية فصل حافل بالإبداع العسكري والإنجازات الحضارية التي وضعت أسس الإمبراطورية المصرية الحديثة. فقد أدرك تحتمس الثالث منذ البداية أن قوة الدولة لا تُقاس فقط بالثروات الطبيعية بل تتشكل أيضًا من قوة جيشٍ منظم، واستراتيجية محكمة تجمع بين الدبلوماسية والحزم العسكري.
** الابتكار في التخطيط العسكري – إرث من الأسلحة والاستراتيجيات
كان الملك تحتمس الثالث قائدًا ثوريًا في زمنه، حيث أدرك أهمية تطوير الجيش المصري ليكون أداة فاعلة في تحقيق الانتصارات وتوسيع رقعة الدولة. فقد قام بإحداث تغييرات جذرية في تنظيم الجيش، إذ جعل منه قوة نظامية مدربة تدريبًا عاليًا، وزوّد قواته بأفضل الأسلحة المتاحة في ذلك العصر.
** التحديث والتجديد في المعدات والأسلحة
أدخل تحتمس الثالث تعديلات جوهرية على العجلات الحربية، مطورًا من قدرتها على المناورة وسرعة التحرك في ساحات المعارك. لم يكتفِ بذلك فحسب، بل شجع على تطوير صناعة النبال والأسهم، مما منح قواته القدرة على تنفيذ هجمات دقيقة وسريعة. كما حرص على بناء القلاع والحصون في النقاط الاستراتيجية، لتكون بمثابة معاقل تحمي الحدود وتعزز من قوة الدولة في مواجهة الأعداء.
** تنظيم الفرق القتالية
من أعظم إسهامات تحتمس الثالث العسكرية كانت إعادة هيكلة الجيش إلى فرق قتالية متخصصة. فقد قام بتقسيم قواته إلى وحدات صغيرة مدربة بشكل استثنائي، مما سمح له بتطبيق تكتيكات معقدة ومفاجئة على ساحات القتال. كان هذا النهج الثوري في تنظيم الجيش عاملاً حاسمًا في الانتصارات التي حققها، إذ مكَّن قواته من تنفيذ المناورات التكتيكية التي أسرت الأعداء وأحدثت تغييرًا جذريًا في موازين القوى العسكرية في الشرق القديم.
اقرأ أيضا | a href="https://akhbarelyom.com/news/newdetails/4549764/1/%D8%A3%D8%B5%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D9%85%D8%AB%D8%A7%D9%84-%D8%AA%D8%AD%D8%AA%D9%85%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB-%D8%B1%D9%85%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A9" title=" أصل الحكاية| "تمثال تحتمس الثالث" رمز القوة والعبقرية العسكرية "أصل الحكاية| "تمثال تحتمس الثالث" رمز القوة والعبقرية العسكرية
** معركة مجدو – الاستراتيجية الخلاقة التي تُدرس حتى اليوم
تُعد معركة مجدو من أروع المعارك التي خاضها الملك تحتمس الثالث، وهي معركة لا تزال تُشكّل مصدر إلهام للجنرالات في الأكاديميات العسكرية حتى يومنا هذا.
** الخلفية والتحالفات
في مواجهة تحالف قوي من زعماء قادش، والتي شكلت كتيبة من الأعداء المصممين على إيقاف تقدم مصر، اتخذ تحتمس الثالث قرارًا جريئًا بتقسيم جيشه إلى ثلاثة أقسام منفصلة. هذه الخطة لم تكن مجرد خطوة تكتيكية عادية، بل كانت تعبيرًا عن رؤية استراتيجية دقيقة ومبتكرة، استندت إلى فهم عميق لنقاط ضعف العدو واستغلالها لصالحه.
** تكتيكات المعركة
ابتكر تحتمس الثالث خطة غير متوقعة أدت إلى إحباط العدو. حيث سار أحد الأقسام طريقًا جانبيًا بعيدًا عن الأنظار، مما أتاح له الفرصة للوصول إلى قلب معسكر الأعداء. ومع اندلاع اشتباكات ضارية، قام بتجميع قواته المبعثرة لتنفذ حصارًا دام سبعة أشهر، أُجبر خلاله أعداؤه على الاستسلام تدريجيًا.
هذه الاستراتيجية التي استندت إلى عنصر المفاجأة والدقة في التنفيذ، لم تُبرز فقط براعة تحتمس الثالث العسكرية بل وضحت أيضًا مدى أهمية التخطيط المسبق والقدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة في ساحات المعارك. ولذا فقد أصبح درس معركة مجدو مادة أساسية تُدرَّس في الأكاديميات العسكرية كرمز للتخطيط الدقيق والابتكار في القتال.
** الإمبراطورية المتوسعة – آفاق لا تعرف الحدود
تحت قيادته الحكيمة والعسكرية المبدعة، شهدت مصر توسعًا جغرافيًا غير مسبوق، حيث امتدت حدودها إلى مناطق شاسعة، لتصبح قوة إقليمية تتحدى الزمن وتفرض احترامها بين جيرانها.
** توسيع الرقعة الجغرافية
قاد تحتمس الثالث حملات عسكرية ناجحة في مناطق الشرق والغرب، فأسس معاقل خارج حدود مصر التقليدية. امتدت إمبراطوريتُه من نهر الفرات وسوريا في الشرق، مرورًا بسواحل البحر الأبيض المتوسط شمالًا، إلى مناطق غرب ليبيا. وقد ساهم هذا التوسع في نقل الحضارة المصرية إلى مناطق جديدة، حيث نشرت الفنون والعمارة والعلوم، وتركت بصمة لا تُمحى في تاريخ الشعوب المجاورة.
** الدبلوماسية والقوة الناعمة
اقرأ أيضا | وسيم السيسي: لم نكتشف سوى 30% من الحضارة المصرية القديمة
لم يكن التحرك العسكري وحده هو السبيل إلى تحقيق الانتصارات، بل كان هناك بعد دبلوماسي هام لعب دوره في توطيد نفوذ مصر. فقد أبرم تحتمس الثالث اتفاقيات مع بعض الممالك المجاورة، مما ساعد في تقليل المخاطر العسكرية وتعزيز الاستقرار الداخلي. وكان له دورٌ كبير في نقل التجارب والخبرات العسكرية إلى أجيال لاحقة، لترسم بذلك معالم دولة متكاملة القوة والثراء الحضاري.
** الفن والعمارة – تحف تخلّد عبقرية الملك
إلى جانب إنجازاته العسكرية، كان لتحتمس الثالث بصمة واضحة في عالم الفن والعمارة. فقد كانت فترة حكمه ذروة للإبداع الفني، حيث تم تشييد معابد وقصور تُعبر عن عظمة الحضارة المصرية وتفردها.
** المعابد والآثار
أمر الملك بتحرير مشاريع بناء ضخمة، منها معابد تُكرِّم الآلهة وفيها تُنقش مآثره وانتصاراته. كانت هذه المعابد بمثابة قصور فنية تجمع بين العبقرية الهندسية والزخارف الفريدة، ما جعلها تظل شاهدة على براعة المصريين القدماء في فن البناء.
** التماثيل والنقوش
ومن بين الآثار التي خلدت ذكراه، يبرز تمثال تحتمس الثالث المصنوع من العاج والذهب وخشب الأبنوس، الذي يُعد شهادة على قوة الحضارة المصرية. رغم تعرضه لأضرار خلال أحداث ثورة 28 يناير عام 2011، إلا أن جهود فرق الترميم والصيانة استطاعت إعادة تجميعه وترميمه، ليعود مجددًا ليزين أروقة المتحف المصري بالقاهرة، شاهدًا على القدرة على الصمود والتجدد في مواجهة الزمن.
** الإرث الثقافي والرمزية – جسرٌ بين الماضي والحاضر
لم تقتصر مساهمات الملك تحتمس الثالث على ساحة المعارك فحسب، بل تجاوزت ذلك لتشكل جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية المصرية. ففي كل حجر ومعلم، وفي كل نقش وزخرفة، ينبض التاريخ العتيق بنبض الحضارة والقوة.
** رمزية البطل في الذاكرة الوطنية
اقرأ أيضا | آثار الكرنك: غرفة الأجداد تحتوي على نقش ل61 ملكاً
يُستحضر اسم تحتمس الثالث في سياق الاحتفالات الوطنية؛ فهو رمز للقائد الذي قاد شعبه نحو النصر وتجاوز التحديات الكبرى. وفي ذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، يتجدد الارتباط بين الماضي والمستقبل، حيث يستلهم المصريون من عظمة هؤلاء القادة العظام القوة والعزيمة لمواجهة التحديات المعاصرة.
** التواصل بين العصور
في كل مرة يُعاد فيها الحديث عن تحتمس الثالث ومعاركه البطولية، يشعر المصري بروح الانتماء والاعتزاز، وكأن التاريخ يعانق الحاضر، في رسالة صامتة تقول إن الإرث الذي تركه الأجداد هو السبيل لمستقبل مشرق. إن رؤية التماثيل والأثار والمعابد القديمة تعيد للشعب ذكرى أمجاد مضت وتذكره بأن الحضارة المصرية ليست مجرد ماضٍ، بل هي قصة مستمرة تتجدد فيها روح النضال والعطاء.
** دروس من الماضي – استلهام العبر لمستقبل واعد
تُعد قصة الملك تحتمس الثالث درسًا خالدًا في القيادة والشجاعة والإبداع، حيث تبرز جوانب عدة يمكن الاستفادة منها في مواجهة تحديات العصر الحديث.
** التخطيط الاستراتيجي والابتكار
إن استراتيجية تحتمس الثالث العسكرية، التي اعتمدت على المرونة والابتكار، تبقى درسًا قيمًا لكل قادة الزمان. فقد أثبت أن التخطيط الدقيق والقدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة هما مفتاح النجاح في أي مجال، سواء كان ميدانًا عسكريًا أو تحديًا اقتصاديًا أو اجتماعيًا.
** أهمية الوحدة الوطنية
يذكرنا تاريخ مصر العريق بأن الإرادة القوية والتكاتف الوطني هما الأساس الذي يبنى عليه النصر. فكما نجح تحتمس الثالث في توحيد صفوف قواته والتغلب على التحالفات المعادية، يظل الشعب المصري قادرًا على تجاوز الصعاب بمشاركة الجميع، سواء في ميادين القتال أو في تحديات الحياة اليومية.
** الفخر بالتراث والثقافة
اقرأ أيضا | المسلة المصرية بإسطنبول لؤلؤة تحتمس الثالث.. تجذب عشاق الحضارة المصرية
إن استحضار معالم الحضارة المصرية العريقة يمنح المصريين شعورًا عميقًا بالفخر والانتماء. فكل أثر وكل نقش يحمل في طياته قصة نضال وعطاء، تُذكر الأجيال بأن جذورهم تمتد إلى زمن من المجد والعظمة. وهذا التراث الغني يشكل مصدر إلهام لدعم المشاريع التنموية والثقافية التي تسعى لإحياء الروح الوطنية وتعزيز الهوية المصرية.
** صدى التاريخ في معارك العصر – من تحتمس الثالث إلى حرب أكتوبر
وفي زمنٍ يبدو فيه النضال متجددًا، يتلاقى الماضي والحاضر في مشهدٍ مؤثر يجسد روح المقاومة والإصرار. ففي اليوم العاشر من رمضان لعام 2025، تكتسي سماء مصر بمشاعر الفخر والاعتزاز، حيث يحيي الشعب ذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة عام 1973.
** رؤية متجددة للنضال
كما تمكن تحتمس الثالث من توحيد جيوشه وإخضاع أعدائه باستخدام استراتيجيات مبتكرة، استطاع الشعب المصري بقيادة قادته المعاصرين استعادة أرضه المحتلة من خلال تخطيط عسكري بارع وإرادة لا تلين. إن هذه المعارك، وإن كانت تفصلها عصور، إلا أنها تتقاسم في جوهرها روح الكفاح والتحدي.
** الاستمرارية في روح النصر
منذ زمن تحتمس الثالث وحتى يومنا هذا، يبقى النصر رمزًا يعكس قدرة الشعب على الوقوف في وجه المحن. فالاستراتيجيات التي اتبعت في معركة مجدو، تلك التي حُفرت في ذاكرة الأكاديميات العسكرية، تعكس نفس المبادئ التي اتبعت في ميادين القتال الحديثة خلال حرب أكتوبر. إن استعادة أرض الوطن لم تكن مجرد حدث عسكري، بل كانت انتصارًا للروح الوطنية والقوة الجماعية التي توحد أفراد الشعب المصري في مواجهة كل تحدٍ.
** التواصل الروحي بين العصور
اقرأ أيضا | يعود إلى الملك تحتمس الثالث.. تفاصيل الكشف الأثري في معبد الكرنك
عندما يتأمل المصري في تمثال تحتمس الثالث الذي استعاد من آثار الدمار، يشعر بأن التاريخ ليس مجرد صفحة من الماضي، بل هو مرآة تعكس إرادة الأجيال الصاعدة. إن رمزية هذا التمثال، الذي تعرض للتفكك وأعيد تجميعه بعناية فائقة، تشبه تمامًا قدرة الشعب على إعادة بناء نفسه بعد كل محنة، مؤكدة أن الحضارة المصرية قادرة على الصمود والتجدد مهما مرت بها العواصف.
** استحضار الأمجاد – حكاية تُروى للأجيال القادمة
إن رواية قصة الملك تحتمس الثالث ليست مجرد سردٍ لأحداث تاريخية، بل هي حكاية تُحكى للأجيال القادمة لتكون نبراسًا يُضيء طريقها في دروب الحياة.
** الإلهام من عبقرية القائد
تُعد شخصية تحتمس الثالث درسًا في الشجاعة والإصرار؛ إذ واجه التحديات الكبرى بعقلٍ مدروس وقلبٍ لا يعرف الخوف. إن استراتيجيته العسكرية التي قامت على مبدأ الابتكار والتخطيط الدقيق تُظهر كيف يمكن للقيادة الحكيمة أن تُحدث تغييرًا جذريًا في مصير الأمة.
** أثر الحضارة على الهوية الوطنية
تُعتبر الحضارة المصرية، بما حملته من معجزات فنية وعسكرية، جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية التي يفخر بها كل مصري. إن معالم هذه الحضارة، من الأهرامات إلى معابد تحتمس الثالث، ليست مجرد آثار أثرية، بل هي شهادة على القدرة البشرية في الإبداع والتحدي. وتظل قصة تحتمس الثالث رمزًا لهذا الإرث الذي ينتقل من جيل إلى جيل، معززًا الشعور بالانتماء والعزة الوطنية.
** رسالة من الماضي للمستقبل
اقرأ أيضا | الرماية وركوب الخيل مهارات تميز بها «أمنحتب الثاني».. تعرف على حياته
إن حكاية تحتمس الثالث تحمل في طياتها رسالة صامتة لكل من يسعى إلى تحقيق المستحيل: أن الإرادة والعزيمة يمكن أن تتغلبا على أصعب العقبات، وأن الوحدة الوطنية تبني جسورًا من القوة والإبداع. فكما قاد تحتمس الثالث جيشه نحو النصر، يقود الشعب المصري اليوم مسيرة النهوض بكل عزيمة وإصرار، مستمدًا من تاريخه العريق الدروس والعبر لتشكيل مستقبل مشرق.
** الأثر الخالد – إرث من الزمن يتحدى النسيان
بعد أن تلاشى زمن الأبطال القدماء، يبقى أثرهم خالدًا في صفحات التاريخ، ينير دروب الحاضر ويشكل مصدر إلهام للأجيال.
** الحفاظ على الآثار والتاريخ
إن المتاحف والمواقع الأثرية في مصر ليست مجرد أماكن لعرض الأحجار القديمة والتماثيل، بل هي سجلات حية تحكي قصة حضارة ضاربة في جذورها. من بين هذه الشواهد، يقف تمثال تحتمس الثالث شامخًا، شاهداً على عظمة الماضي وقدرة المصريين على الحفاظ على تراثهم رغم تقلبات الزمن.
** أصل المستفادة في العصر الحديث
إن دراسة تاريخ تحتمس الثالث لا تقتصر على الاستمتاع بحكايات الأمجاد فحسب، بل تحمل في طياتها دروسًا استراتيجية قيمة. يمكن للقادة والمخططين في مختلف المجالات أن يستلهموا من تكتيكاته العسكرية وتنظيمه الفريد، في تطبيق مبادئ الابتكار والتخطيط بعيدًا عن القيود التقليدية. كما يُبرز التاريخ أهمية الوحدة الوطنية والتضامن في مواجهة التحديات، درسٌ يتردد صداه في كل ميادين النضال من أجل الحرية والاستقلال.
** الربط بين الماضي والحاضر
في كل مرة يحتفل فيها المصري بانتصار جديد، سواء كان في ساحة المعارك أو في ميادين التنمية والإبداع، يتردد صدى الماضي في أعماق الوجدان. إن ذكرى حرب أكتوبر المجيدة تذكر الشعب المصري بأن الإرادة لا تموت، وأن دروس التاريخ هي الركيزة التي يبنى عليها المستقبل. وهكذا، يصبح تحتمس الثالث ليس فقط رمزًا لعصر مضى، بل رمزًا حيويًا يمثل روح التحدي والنضال التي تظل محفورة في ذاكرة الأمة.
اقرأ أيضا | خبير آثار: تحتمس الثالث أقوى أباطرة التاريخ| صور
لقد شكل الملك تحتمس الثالث علامة بارزة في تاريخ مصر، إذ جسّد بعبقريته العسكرية وقدرته الاستراتيجية نموذج القائد الذي يقود شعبه نحو المجد والنصر. من خلال حملاته العظيمة ومعاركه المبهرة، أسس لتحتمس الثالث إمبراطورية امتدت حدودها وتجاوزت التوقعات، معلنة بداية عصرٍ ذهبي من الانتصارات والإبداع.
وفي نفس الوقت، يظل الشعب المصري، الذي استعاد أرضه في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، حاملاً لواء الإرث والتاريخ، مستلهماً من ماضيه العريق لبناء مستقبل واعد. إن حكاية تحتمس الثالث، التي تستمر في إلهام الأجيال، تُظهر لنا أن الإرادة والعزيمة والتخطيط الدقيق هي مفاتيح النجاح في مواجهة التحديات مهما كانت ضخمة.
إن الحضارة المصرية، برغم مرور الزمن والتقلبات السياسية والاجتماعية، لا تزال تنبض بروح العظمة والفخر، لتذكر العالم بأن مجدها لا ينتهي، وأن كل حجر وكل نقش هو شهادة على قوة وإرادة شعب لم يعرف الهزيمة. وهكذا، تبقى قصص الأبطال مثل تحتمس الثالث نبراسًا ينير دروب الحاضر ويشكل دعامة أساسية للمستقبل، يحمل في طياته رسالة أبدية مفادها أن التاريخ لا يموت، بل يعيش في قلوب الناس عبر الأجيال.
من خلال استحضار هذه الحكاية الأثرية، نسترجع معاني الشجاعة والتحدي والإبداع، ونجد في مسيرة تحتمس الثالث مثالًا يُحتذى به في قيادة الأمم نحو أفق من العزّة والمجد. وبينما يظل التماثيل والمعابد شاهدة على زمنٍ من الأمجاد، يبقى الشعب المصري حريصًا على حمل شعلة التاريخ عالياً، مؤمنًا بأن الإرث العظيم لا يُنسى، بل يُستمر في رسم مستقبل مشرق ترتكز فيه قيم الوطنية والتضحية والابتكار.
إن هذه الحدوتة ليست مجرد سردٍ لأحداث تاريخية، بل هي دعوة لكل فرد من أبناء هذا الوطن العظيم للنظر إلى الوراء بفخر واستلهام القوة من أمجاد الماضي، ليكونوا هم الرواد في كتابة فصول جديدة من النضال والعطاء. فكما أعاد تحتمس الثالث بناء إمبراطوريته بالاستراتيجية والتصميم، فإن الشعب المصري اليوم يقف على أعتاب مستقبل مشرق، يحمل في طياته روح التحدي والعزيمة التي لطالما ميزت تاريخ هذه الأرض المباركة.
في النهاية، تبقى قصة الملك تحتمس الثالث قصة تتحدث عن الإبداع والتجديد والقدرة على تحويل التحديات إلى فرص للانتصار، قصة تُلهمنا جميعًا لنستمد منها العبر والدروس، ولنسعَ بكل عزيمة لبناء مستقبل يُخلّد فيه اسم مصر عروس العالم وأرض البطولة. وهذه هي روح مصر التي لا تموت، روح تعيش في كل قلب ينبض بالفخر والانتماء، وترتسم على وجوه الأجيال القادمة كأيقونة للمجد الذي لا ينضب.
اقرأ أيضا | موكب «المومياوات».. أسرار تاريخ الملكة «حتشبسوت»


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.