يوما بعد يوم يتزايد الاقتناع العالمى بالمقترح المصرى بشأن إعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها الأمر الذى يتصادم مع مقترح الرئيس الأمريكى ترامب لتهجير الفلسطينيين وتحويل غزة إلى ريفيرا الشرق!! منذ يومين جاء الدعم الأوربى للمقترح المصرى عبر وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا الذين أصدروا بيانا رباعيا أكدوا فيه دعمهم للخطة العربية لإعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها وقالوا إن المقترح العربى يضمن ألا تحكم حماس غزة وألا تشكل تهديدا لإسرائيل.. أيضا وزراء خارجية منظمة دول العالم الإسلامى خلال اجتماعهم منذ ساعات بمدينة جدة أصدروا بيانا أكدوا فيه دعمهم للخطة التى قدمتها مصر لإعادة إعمار غزة، ورفضوا دعوة الرئيس الأمريكى ترامب بتفريغ القطاع من سكانه وأيدوا تشكيل لجنة إدارية من الفلسطينيين لحكم القطاع وبدء إعادة الإعمار.. حركة حماس أبدت أيضا مرونة خلال المحادثات مع الوسطاء المصريين والقطريين بالقاهرة لبدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة. الصورة الآن أصبحت أكثر وضوحا.. هناك إجماع عالمى على رفض كل محاولات التهجير بشكل فردى أو جماعى باعتباره تطهيرًا عرقيًا وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولى وجريمة ضد الإنسانية.. وهناك رفض عالمى لكل سياسات التجويع التى تنتهجها إسرائيل والتى تهدف إلى طرد الفلسطينيين والضغط على حماس لقبول تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.. لكن هناك تعنتاً أمريكياً إسرائيلياً سافراً فقد أكدت الخارجية الإسرائيلية رفضها الخطة المصرية وتمسكها بالمقترح الأمريكى.. والرئيس ترامب أيضا لا يزال متمسكا برؤيته لتهجير الفلسطينيين وإعادة بناء غزة خالية من حماس ويراهن على ضغوطه المستمرة والمزيد من المحادثات لتحقيق السلام والازدهار فى المنطقة من وجهة نظره.. لذلك لم يكن مستغربا أن يصدر مجلس الأمن القومى الأمريكى بيانا يزعم فيه أن الخطة العربية لإعمار غزة تجاهلت أن غزة أصبحت مدمرة وغير صالحة للسكن حاليا وزعم أن الخطة العربية تناست أنه لا يمكن لسكان غزة العيش بشكل إنسانى فى منطقة مغطاة بالحطام والذخائر القابلة للانفجار فى أى وقت!!.. إنها الإنسانية والحنان على الطريقة الأمريكية.. من يصدق أن أمريكا تخشى على حياة الفلسطينيين من قذائفها التى لم تنفجر!! اللهم احفظ مصر وشعبها وجيشها ورئيسها القوى الأمين عبدالفتاح السيسى واجعلها فى رباط إلى يوم الدين شاء من شاء وأبى من أبي.. وتحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر.