في أعماق التاريخ المصري القديم، كان الإله آمون رمزًا للقوة والخفاء، مرتبطًا بشكل وثيق بالعطور المقدسة التي اعتُبرت هدية من الآلهة. ويبرز هذا الارتباط في أسطورة زواج الملكة حتشبسوت، حيث لعب آمون دورًا محوريًا في إرسال بعثتها الشهيرة إلى أرض بونت، موطن الكنوز العطرية النادرة. واليوم، يحتضن المتحف المصري بالقاهرة تمثالًا غامضًا يجسد آمون إلى جانب ملك مجهول، في مشهد يعكس أهمية الطقوس الدينية والتقدمات العطرية لهذا الإله العظيم. هذا التمثال، المصنوع من الجرانيت، يُعرض في القاعة 44 بالدور الأرضي، في سياق معرض "العطور في مصر القديمة"، الذي أُعلن عن تمديده لشهر إضافي خلال شهر رمضان المبارك. ** آمون.. الإله الخفي وراعي العطور المقدسة يُعد الإله آمون أحد أعظم الآلهة في مصر القديمة، وقد ارتبط بعناصر عدة، من بينها العطور، التي كانت تلعب دورًا مهمًا في الطقوس الدينية والتقاليد الملكية. وفقًا للأساطير، كان آمون هو الذي أرسل الملكة حتشبسوت في رحلتها الشهيرة إلى أرض بونت، حيث جلبت سفنها كميات هائلة من البخور والأخشاب العطرية والزيوت الثمينة. كان يُعتقد أن هذه العطور مقدسة، حيث تُستخدم في المعابد لتكريم الآلهة وطلب البركة. ** التمثال الغامض.. آمون وملك بلا اسم يتميز التمثال المعروض في القاعة 44 بالمتحف المصري بدوره الفريد، إذ يجمع بين الإله آمون وأحد الملوك المجهولين من عصر الدولة الحديثة. التمثال مصنوع من الجرانيت، وهي مادة استخدمت بكثرة في النحت الملكي والديني آنذاك، ويمثل مشهدًا يعكس العلاقة الوثيقة بين الملوك وآمون، حيث كان يُنظر إلى الفرعون على أنه الابن الشرعي للإله. يبرز التمثال بملامحه القوية، وتفاصيله المنحوتة بدقة، مما يعكس براعة الفنانين المصريين القدماء في تجسيد الآلهة والملوك معًا في مشاهد رمزية. ** دور العطور في الطقوس الدينية اقرأ أيضا | «نموذج الملك توت» تكشف أسرار الأزياء الملكية في مصر القديمة ارتبطت العطور ارتباطًا وثيقًا بالطقوس الدينية في مصر القديمة، حيث كانت تُستخدم في المعابد كوسيلة للتقرب من الآلهة. وتذكر بردية "ليد 1350"، التي تعود لعهد الملك رمسيس الثاني، أن العطور والزيوت المعطرة قُدمت إلى آمون كجزء من التقدمات القادمة من بونت وأراضٍ أخرى. كانت العطور تعتبر رمزًا للطهارة، ويعتقد أن لها دورًا في التواصل مع العالم الروحي. ** العطور في مصر القديمة: معرض ممتد لشهر إضافي يُقام حاليًا في المتحف المصري معرض مؤقت تحت عنوان "العطور في مصر القديمة"، والذي يعرض مجموعة من الأدوات والمواد المستخدمة في صناعة العطور منذ آلاف السنين. ونظرًا للإقبال الكبير على المعرض، تقرر تمديده لمدة شهر إضافي خلال شهر رمضان المبارك. يضم المعرض زجاجات العطور القديمة، وأدوات التقطير، ونصوصًا توضح كيفية استخدام المصريين القدماء للزيوت العطرية في حياتهم اليومية وطقوسهم الدينية. ** إيقاف عرض نظارات الواقع الافتراضي ضمن التحديثات التي أعلن عنها المتحف، تم إيقاف عرض نظارات الواقع الافتراضي مؤقتًا خلال فترة تمديد المعرض. كان هذا العرض يوفر تجربة تفاعلية تأخذ الزوار في رحلة إلى عصور مصر القديمة لاستكشاف أسرار العطور والطقوس الملكية، ولكنه توقف لاعتبارات تنظيمية. ** أهمية الاكتشافات المتعلقة بآمون والعطور هذا المعرض لا يقتصر فقط على عرض القطع الأثرية، بل يقدم رؤية جديدة حول العلاقة بين الدين والممارسات اليومية في مصر القديمة. يُسلط الضوء على أهمية العطور في الطقوس الجنائزية، حيث كانت تُستخدم لتكريم المتوفى وضمان انتقاله إلى العالم الآخر برائحة طيبة. كما كان للعطور دور في البلاط الملكي، حيث استخدمت كرمز للسلطة والقدسية. يعتبر تمثال آمون والملك المجهول شهادة على العظمة الدينية والفنية لمصر القديمة، حيث يعكس العلاقة القوية بين الإله والملك، ومدى تأثير الطقوس الدينية في الحياة اليومية. ومع تمديد معرض "العطور في مصر القديمة"، تُتاح فرصة إضافية للزوار لاكتشاف المزيد عن هذه الثقافة العريقة، التي لا تزال تبهر العالم حتى اليوم. اقرأ أيضا | a href="https://akhbarelyom.com/news/newdetails/4571388/1/%D8%AD%D9%83%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%B3%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%B4%D8%A7%D9%87%D8%AF-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A5%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%85" title="حكايات| "معبد الرامسيوم" شاهد على إبداع المصريين القدماء"حكايات| "معبد الرامسيوم" شاهد على إبداع المصريين القدماء