يعد المتحف المصري بالقاهرة أحد أبرز المعالم الثقافية والتاريخية في مصر، حيث يروي حكاية الحضارة المصرية القديمة عبر مقتنياته الفريدة والمعارض المؤقتة التي تسلط الضوء على جوانب مختلفة من حياة المصريين القدماء. ومن بين المعارض المتميزة، يستضيف المتحف معرضًا أثريًا مؤقتًا بعنوان "عطور مصر القديمة عبر العصور"، الذي يقدم تجربة متحفية استثنائية تدمج بين العلم والتاريخ والتكنولوجيا الحديثة. تعريف المتحف المصري وتاريخه افتُتح المتحف المصري بالقاهرة عام 1902 ليصبح من أوائل المتاحف العامة في العالم المخصصة لعرض الآثار الفرعونية. يضم المتحف آلاف القطع الأثرية التي تعكس مختلف جوانب الحياة المصرية القديمة، من أدوات الحياة اليومية إلى التماثيل والمومياوات. يقع المتحف في ميدان التحرير، ويعد بمثابة نافذة تطل على عظمة الحضارة المصرية القديمة. تم تصميم المتحف المصري بأسلوب معماري كلاسيكي حديث يعكس روح العصر الذي بني فيه، وتخصص في عرض مجموعة واسعة من الآثار التي تعود لفترات زمنية متنوعة بدءًا من عصور ما قبل الأسرات وحتى العصر اليوناني الروماني. تفاصيل معرض "عطور مصر القديمة عبر العصور" يقام المعرض بالتعاون مع جامعة بول فاليري مونبلييه 3 الفرنسية، ومؤسسات بحثية متخصصة، في قاعة 44 بالدور الأرضي للمتحف المصري. يعكس المعرض أهمية العطور في حياة المصريين القدماء، ليس فقط كمواد للتجميل والتطييب، بل كعناصر أساسية في الشعائر الدينية والأساطير. العطور في العقائد المصرية القديمة ارتبطت المعبودات المصرية بالعطور بشكل وثيق. وفقًا لأسطورة الخلق في هليوبوليس، كان عرق الإله أتوم ذو رائحة زكية هو أصل المعبودات. خلال عصر الملكة حتشبسوت، كان الإله آمون وتجلياته العطرية محورًا هامًا في الطقوس، بينما عُرف الإله حورس بلقب "سيد العطر" منذ الدولة القديمة. النباتات العطرية وصناعة العطور ارتبطت بعض المعبودات بنباتات عطرية مثل نفرتوم، الذي كان يرمز إلى زهرة اللوتس التي يستنشقها الإله رع كل صباح. كان الإله "شسمو" يعتبر صانع العطور، وارتبط بصناعة الدهن العطري، مما يعكس المكانة الكبيرة للمواد العطرية في الحياة الدينية. تجربة زائر فريدة بتقنيات حديثة يتيح المعرض تجربة الواقع الافتراضي التي تنقل الزوار إلى عوالم المصريين القدماء، حيث يمكنهم مشاهدة استخدامات العطور في الطقوس اليومية والدينية، وحتى في عمليات التحنيط. كما يقدم المعرض فرصة استثنائية لاستنشاق عطور مصرية قديمة تم تركيبها وفقًا للوصفات المسجلة على البرديات الأثرية. الدعوة لزيارة المعرض المعرض متاح يوميًا من الساعة التاسعة صباحًا وحتى الخامسة مساءً دون رسوم إضافية. إنها دعوة لاستكشاف تاريخ العطور في مصر القديمة، والاستمتاع بتجربة متحفية فريدة تعيد إحياء الماضي باستخدام أحدث التقنيات. يبقى المتحف المصري ومعارضه المؤقتة نافذة للعالم لاستكشاف الحضارة المصرية القديمة بمختلف أبعادها، بما يعزز من فهمنا لتاريخ مصر العريق وتقديرنا له.