رمضان شهر الانتصارات والفتوحات، وتهل علينا فى العاشر من رمضان ذكرى غالية على المصريين.. ذلك اليوم الذى انتصر فيه الجيش المصرى العظيم على العدو الإسرائيلى واقتحم اصعب مانع مائى فى العالم ليستعيد الكرامة والعزة الوطنية.. وإن كان العاشر من رمضان قد تزامن فى التاريخ الميلادى مع السادس من أكتوبر عام 1973، فإنه يتقاطع فى عام 2025 مع التاسع من مارس يوم الشهيد.. تاريخ استشهاد الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب الجيش المصرى عام 1969 أثناء تفقده جبهة القتال لتنفيذ عمليات هجومية خلال حرب الاستنزاف. احتفالنا بذكرى العاشر من رمضان، ويوم الشهيد كلاهما رمزان لمعنى واحد يؤكد أن تضحيات شهداء مصر الأبرار كانت الجسر الذى عبرت عليه مصر للنصر واستعادة الارض المسلوبة. على مر التاريخ، يجرى نهر متدفق من الشهداء ولو نظرنا فقط إلى المرحلة الحديثة من تاريخ مصر، فإن المصريين دافعوا عن أرضهم ليس فقط فى الحروب النظامية ولكن ضد المحتل البغيض بدايةً من الحملة الفرنسية ثم التصدى للاحتلال الانجليزى نذكر منهم شهداء دنشواى وشهداء ثورة 19 ومظاهرات الطلبة وغرقهم تحت كوبرى عباس وشهداء العمليات الفدائية فى منطقة القناة وشهداء الشرطة بالإسماعيلية. وقَدَّم المصريون زهرة شبابهم فى الحروب التى خاضوها ضد العدو الصهيونى بعشرات الآلاف من الشهداء، قدموا أرواحهم فداءً للوطن من حرب فلسطين 48 ثم العدوان الثلاثى فى 56 ثم حرب 67 وحرب الاستنزاف وصولًا لأعظم الانتصارات المصرية 10 رمضان - 6 أكتوبر، ولم يكن انتصارًا عسكريًا عبقريًا فحسب، بل درسًا للعالم كله على قدرة الانسان المصرى على تحقيق ما يراه الآخرون مستحيلًا. ويأتى شهداء الوطن من الجيش والشرطة، الذين كانوا ضحية الإرهاب الاسود فى مكانة خاصة فى قلوبنا لن ننسى حقهم، فهم دافعوا ببسالة عن وجود مصر، وماتوا على يد أهل الشر من الجماعة الإرهابية الكارهة للشعب المصرى.