بعد فوز حزبه المحافظ في الانتخابات الألمانية التشريعية، يسعى المستشار الألماني، فريدريش ميرز، إلى تشكيل تحالف أوروبي قوي بالتعاون مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مع تصاعد الغموض حول التزام الولاياتالمتحدة بحماية القارة الأوروبية، وتزايد الحديث عن ضرورة بناء قوة دفاعية مُستقلة. يأتي ذلك في ظل تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب التي تهدد مستقبل العلاقات الأمنية عبر الأطلسي، ما يدفع أوروبا لإعادة التفكير في استراتيجياتها الدفاعية، وتزايدت التساؤلات، حول أن يشهد العالم ميلاد «ناتو أوروبي» جديد يعيد رسم خريطة النفوذ العالمية. في ظل الشكوك حول استمرار الدعم الأمريكي، يرى فريدريش ميرز أن القارة الأوروبية بحاجة إلى بناء جبهة دفاعية مُستقلة، بينما يسعى ترامب إلى تقليص دور واشنطن في حماية أوروبا، يتحرك القادة الأوروبيون لإعادة تقييم مستقبلهم الأمني، في توجه قد يؤسس لنظام دفاعي جديد يقلل من اعتماد أوروبا على قرارات البيت الأبيض غير المُتوقعة، وفقًا لما أفادت به صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية. اقرأ أيضًا| بين «الصفقات» و«التحديات».. هل يحقق فريدريش ميرز حلم أوروبا الاقتصادية؟ ميرز وماكرون.. رؤية موحدة لمستقبل الأمن الأوروبي مستشار ألمانيا المقبل المحتمل فريدريش ميرز ينتقد إيلون ماسك لتدخله في الانتخابات الألمانية و يحذر من أن أوروبا سيتعين عليها "تحقيق الاستقلال عن الولاياتالمتحدةالأمريكية" لأن ترامب شريك غير موثوق به و يقف في زاوية بوتين. pic.twitter.com/Hdk2fLo8Ii — dr moza tahwara موزه بنت عبيد (@mozatahwarah) February 24, 2025 بعد فوزه بالانتخابات الألمانية التشريعية الأسبوع الماضي، بدأ فريدريش ميرز في وضع أسس الحكومة الألمانية المقبلة، مركزًا على تعزيز التعاون الأوروبي في مواجهة التحديات الأمنية، فخلال محادثاته مع ماكرون، ناقش الطرفان سُبل التعامل مع التغيرات في السياسة الأمريكية، واتفقا على ضرورة تعزيز القدرات الدفاعية للقارة الأوروبية، خاصة مع تراجع الالتزامات الأمريكية تجاه الحلفاء. ومع تصاعد القلق الأوروبي بشأن تقلبات السياسة الأمريكية، تزايدت الدعوات لإنشاء تحالف دفاعي أوروبي مشترك، لا يقتصر على الجانب العسكري فحسب، بل يشمل أيضًا تعزيز الاستقلالية في اتخاذ القرارات الاستراتيجية، وفي ظل هذه التطورات.. يبدو أن القارة الأوروبية أمام تحدٍ كبير، إما الاعتماد على نفسها أو البقاء رهينة التحولات الأمريكية، بحسب الصحيفة الأمريكية ذاتها. هل يصبح «الناتو الأوروبي» حقيقة؟ ترامب: سيتعين على بوتين تقديم تنازلات وعلى أوكرانيا أن تنسى مسألة الانضمام لحلف الناتو#الحرة_أقرب_إليك #الحقيقة_أولا pic.twitter.com/c1ndVUte9C — قناة الحرة (@alhurranews) February 26, 2025 في الوقت الذي تتغير فيه معادلات القوة العالمية، يدفع القادة الأوروبيون نحو بناء كيان دفاعي قادر على حماية مصالح القارة الأوروبية دون الحاجة إلى دعم أمريكي كامل، ومن خلال تصريحات ميرز وماكرون وتوجههم الأخير في الساحة العالمية، أصبح واضحًا أن أوروبا لم تعد مستعدة للبقاء تحت رحمة التقلبات السياسية في واشنطن، بل تسعى لفرض رؤيتها الخاصة. ومع تصاعد التوترات العالمية، يواصل المستشار الألماني، فريدريش ميرز، جهوده لتعزيز التحالفات الأوروبية، وأعلن أنه سيجري محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، الذي يزور واشنطن قريبًا، في خطوة أوضحت رغبة القارة الأوروبية في الحفاظ على علاقات قوية رغم التحولات السياسية في الولاياتالمتحدة. اقرأ أيضًا| صدام العمالقة في أوروبا.. كيف يسعى فريدريش ميرتز لإزاحة فون دير لاين من القمة؟ «أمريكا أولًا» أم «أمريكا وحدها»؟ لم يتردد فريدريش ميرز في الإشارة إلى سياسة "أمريكا أولًا" التي يتبناها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مُحذرًا من أنها قد تتحول إلى "أمريكا وحدها"، ما قد يترك القارة الأوروبية مكشوفة أمنيًا، وأكد أن على أوروبا أن تستعد للأسوأ.. وهو احتمال تراجع الدور الأمريكي في تأمين القارة العجوز بشكلٍ كبير. رغم المخاوف، يرى فريدريش ميرز أن وجود موقف أوروبي موحد وقوي قد يساعد في إبقاء واشنطن منخرطة في الأمن الأوروبي، وأكد أن تعزيز التعاون بين الدول الأوروبية وإظهار جبهة متماسكة قد يكون مفتاحًا لإقناع الولاياتالمتحدة بأن القارة الأوروبية لا تزال شريكًا استراتيجيًا مهمًا، وليس مجرد عبء دفاعي. حيث أكد فريدريش ميرز، عزمه على بحث سبل التعاون مع لندن، مشيدًا بالتحركات البريطانية الأخيرة لتعزيز العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، واعتبر أن زيارة ستارمر وماكرون إلى واشنطن معًا تمثل خطوة إيجابية نحو توحيد الموقف الأوروبي. كما يرى فريدريش ميرز، أن مسؤولية الدفاع الأوروبي لا تقتصر على القوى التقليدية فقط، بل تشمل أيضًا شركاء رئيسيين مثل بولندا ودول البلطيق، وأكد أن رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك يمثل عنصرًا رئيسيًا في صياغة استراتيجية الدفاع الأوروبية، مشيرًا إلى أن الدول المتوسطة والصغيرة يجب أن تساهم بفعالية في تشكيل رؤية موحدة لأمن القارة الأوروبية. قمة «الناتو» في لاهاي مع اقتراب قمة "الناتو" في لاهاي، شدد ميرز على أن الأشهر المقبلة ستكون حاسمة لمستقبل الأمن الأوروبي، وأشار إلى ضرورة تحديد العلاقة بين أوروبا والولاياتالمتحدة بحلول يونيو، مع التركيز على زيادة الاستثمارات الدفاعية، فالقارة الأوروبية لم تعد قادرة على الاعتماد الكامل على واشنطن، بل عليها أن تتحمل مسؤولياتها الأمنية بنفسها، وفقًا له. ورغم تصاعد التوترات، أكد ميرز التزامه بالحفاظ على علاقات قوية مع الولاياتالمتحدة، وأوضح أن "الناتو" ليس مجرد تحالف عسكري، بل شراكة قائمة على قيم مشتركة، مثل الديمقراطية واقتصادات السوق، ورغم التحولات الجيوسياسية، تبقى القارة الأوروبية بحاجة إلى التنسيق مع واشنطن لضمان استقرارها وأمنها في عالم متغير. اقرأ أيضًا| مطرقة ترامب تضرب أوروبا.. هل يتحول الناتو إلى تحالف منقسم؟