والسؤال الذي يفرض نفسه هل من الجائز أو الطبيعي أن يتم الإشادة أو الانتقاد لعمل فنى قبل عرضه على الشاشة، وهل الحكم من خلال برومو أو بوستر يكون تجنيا وظلما واضحا لمسلسل يتكون من ثلاثين أو 15 حلقة كاملة. ◄ هجوم وانتقادات هناك نماذج ظهرت بشكل كبير خلال الأيام التي سبقت حلول الشهر الكريم، أبرزها مسلسل «إش إش» لبطلته مى عمر، الذى حاز على جدل كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعى وخصوصا بعدما نشرت الشركة المنتجة للمسلسل البوسترات الخاصة به التى كانت ترتدى فيها مى عمر بدلة رقص، كونها تجسد شخصية راقصة شرقية خلال أحداث المسلسل، وهو الأمر الذى جعل البعض ينتقد العمل والملابس التي ترتديها بطلته، على الجانب الآخر حكم البعض بنجاح المسلسل وأن بطلته مي عمر ومخرجه محمد سامى حققا النجاح معاً من قبل فى عدة تجارب، كان آخرها مسلسل «نعمة الأفوكاتو» الذى عُرض فى موسم رمضان الماضي. كذلك تعرضت الفنانة غادة عبد الرازق لانتقادات لاذعة بسبب برومو مسلسلها «شباب امرأة»، الذى ظهرت خلاله وهى تستخدم «الشيشة الإلكترونية»، وحكم العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعى على العمل بالفشل، وأنه لا يتشابه مع قصة الفيلم المأخوذ عنه المسلسل الذي يحمل نفس الاسم. وتعيد غادة عبد الرازق تقديم شخصية تحية كاريوكا فى فيلم «شباب امرأة»، الذى يعتبر أحد أهم الأعمال فى تاريخ السينما المصرية، وعُرض لأول مرة فى السينمات عام 1956، بينما يجسد يوسف عمر خلال أحداث المسلسل دور شكرى سرحان. ويشارك بطولة المسلسل بجانب غادة عبد الرازق، كلٌ من يوسف عمر، محمد محمود، محمود حافظ، طارق النهرى، داليا شوقى، جورى بكر، عمرو وهبة، والعمل سيناريو وحوار محمد سليمان عبد المالك، وإخراج أحمد حسن. ◄ اقرأ أيضًا | رمضان 2025| مسلسل «شباب إمرأة» ل غادة عبد الرازق ينضم لمسلسلات «ON» ◄ إشادات بالجملة أيضاً حاز مسلسل «سيد الناس» على إشادات عديدة من الجمهور على السوشيال ميديا، وذلك بعد طرح البرومو الرسمى له وطرح أغنيته «سيد الناس.. جدع» غناء المطرب أحمد سعد، وخرجت أخبار تؤكد على تصدر الأغنية «يوتيوب تريند» كأعلى المحتويات رواجًا وتواجدها فى المركز الأول بعد ساعات معدودة من إطلاقها، كما حققت رواجًا على منصة الفيديوهات تيك توك، وبدأ العديد من الأصوات على تأكيد نجاح المسلسل. ويشارك فى بطولة مسلسل «سيد الناس»، بجانب عمرو سعد، كلٌ من: إلهام شاهين، خالد الصاوى، أحمد رزق، أحمد زاهر، ريم مصطفى، بشرى، نشوى مصطفى، رنا رئيس، أحمد فهيم، سلوى عثمان، منة فضالى، محمود قابيل، وغيرهم من الفنانين، والعمل من تأليف ورشة قلم ومن إخراج محمد سامى. في الوقت نفسه حقق مسلسل «فهد البطل»، إشادات بالجملة بعد طرح البرومو الخاص به وظهور بطله أحمد العوضى وهو يقدم عددا من مشاهد الأكشن، وهو الأمر الذى جعل «العوضى» يحتفل بهذا التفاعل وكأنه ضمن نجاح مسلسله، بل قام بعمل عدد من الفوازير وطرح الأسئلة عن المسلسل لجمهوره لاستغلال هذا الجدل المثار حوله. ويشارك فى بطولة «فهد البطل» بجانب أحمد العوضى، كلٌ من: ميرنا نور الدين، كارولين عزمى، يارا السكرى، عصام السقا، أحمد عبد العزيز، محمود البزاوى، صفاء الطوخى، والعمل من تأليف محمود حمدان، وإخراج محمد عبد السلام. ◄ ياسمين والمليار رغم النجومية الكبيرة التى تحققها الفنانة ياسمين عبد العزيز، وتحقيقها النجاح فى أغلب أعمالها الفنية التى قدمتها سواء فى السينما أو الدراما التليفزيونية، إلا أنها قررت أن تدخل فى هذه المنافسة وتضمن النجاح لمسلسلها الذى يحمل اسم «وتقابل حبيب»، حتى قبل عرضه على الشاشة. وقامت ياسمين بنشر صورة بوستر مسلسلها على صفحتها الشخصية على فيسبوك، وعلقت عليه قائلة: «البرومو الرسمى لمسلسل وتقابل حبيب مليار مشاهدة فى أقل من 24 ساعة و33 ثانية»، وهو الأمر الذى أثار الكثير من الجدل خصوصا أن البرومو على كافة المنصات لم يحصد ربع هذا الرقم من المشاهدات. ويشارك بطولة مسلسل «وتقابل حبيب» بجانب ياسمين عبد العزيز، كلٌ من: كريم فهمى، خالد سليم، نيكول سابا، أنوشكا، صلاح عبد الله، حنان سليمان، رشوان توفيق، محمود ياسين جونيور، بدرية طلبة، وإيمان السيد. أيضاً حكم البعض على نجاح مسلسل «العتاولة 2»، نظراً لتحقيق الجزء الأول منه شعبية كبيرة مع الجمهور، على الرغم من أن الجزء الثانى يتضمن أحداثا مختلفة كما أنه يضم نجوما جددا لم يشاركوا فى الجزء الأول منه. ويشارك فى بطولة مُسلسل «العتاولة 2»، أحمد السقا، طارق لطفى، باسم سمرة، زينة، فيفى عبده، نسرين أمين، مصطفى أبو سريع، هُدى الإتربى، ثراء جبيل، مريم الجندى، أحمد كشك، مى القاضى، زينب العبد وآخرون، ومن تأليف مصطفى جمال هاشم، وإخراج أحمد خالد موسى. ◄ رهان للتغيير لم يتوقف الأمر عند الإشادات فقط بل راهن البعض على نجاح الفنان أحمد مكى بعد تغيير جلده وخروجه من عباءة «الكبير أوى»، الذى قدم منه 8 مواسم، وقرر أن يرتدى عباءة الشاب الشعبى من خلال مسلسله الجديد «الغاوى»، لكن التغيير وحده ليس كافيا للنجاح، خصوصا أن العمل لم يُعرض على الشاشة. ويجسد مكى، خلال أحداث «الغاوى»، شخصية «شمس نصر العدوى»، رجل يواجه مواقف صعبة فى الحياة بعد أن ترحل زوجته وتترك له مسئولية رعاية ابنه، وشكل إطارا دراميا شعبيا. ويشارك فى بطولته بجانب أحمد مكى، كلٌ من: عائشة بن أحمد، عمرو عبد الجليل، أحمد بدير، أحمد كمال، محمد لطفى، ولاء الشريف، كرم جابر، هاجر عفيفى، أبيوسف، تامر شلتوت، ويظهر كزبرة كضيف شرف، ومن تأليف طارق كاشف ومحمود زهران، وإخراج ماندو العدل. ◄ تعجل الأمور يرى الناقد طارق الشناوى أن هذه الظاهرة ليست بجديدة، موضحاً أنها تحدث كل عام قبل شهر رمضان الكريم، وجرى العرف أن الجمهور يتعجل الأمور، خصوصا مع طرح البوسترات والبروموهات للأعمال الدرامية المنتظرة، والمقصود من الدعاية للأعمال الفنية هو لفت الانتباه، ولكن إذا زاد سقف التوقع يمكن أن يؤثر ذلك بالسلب على العمل الفنى، وعلى سبيل المثال لو عمل كوميدى وتوقع الجمهور له النجاح وجاء على غير ما تمناه الجمهور سيفشل حتى قبل انتهاء حلقاته. وأضاف: هناك أعمال لم تستطع الاستحواذ على نفس الضجة لأنها لم تقدم الدعاية الكافية، ولكنها عندما تعرض على الشاشة تحظى بنجاح كبير وتحقق نسب مشاهدة عالية نظراً لجودتها، لذلك فالتوقعات أو الحكم بالنجاح أو الفشل قبل عرض المسلسل لم يكن هو النهائى، بل إن الأمور تختلف بمجرد عرض حلقاتها. واستكمل حديثه: مع أول رمضان سيكون هناك انضباط كبير، وفى النهاية العمل الفنى هو الذى سيحكم على نفسه، والمسلسل الجيد سيجذب الجمهور وسيشيد به الجميع. فيما أبدت الناقدة حنان شومان رفضها التام لفكرة الحكم على المسلسلات قبل عرضها على الشاشة، سواء كان هذا الحكم بنجاحها أو فشلها، واعتبرت ذلك ظلما فنيا للعمل، وقالت: يجب علينا أن ننتظر حتى يعرض العمل على الشاشة ليكون الحكم عادلا، ونحن دائما ننصح بعدم الحكم إلا بعد مشاهدة مجموعة من الحلقات لا تقل عن خمس أو ست حلقات، وليس من الحلقة الأولى، بل يكون الحكم دقيقا إذا جاء بعد انتهاء عرض العمل تماما، لكن للأسف لا أحد ينتظر حتى النهاية. وأضافت: هناك بعض الصناع يحاولون استغلال السوشيال ميديا فى الترويج لأعمالهم الفنية وجعل الجمهور ينتظرها قبل عرضها، لكن الأمر يتحول أحيانا إلى حالة من حالات الإعجاب الشديد أو النفور من العمل بسبب تلك الدعاية، وهذا ما لا يجب حدوثه لأن العمل الفنى لابد أن يشاهَد بشكل كامل، وتقطيعه فى البروموهات لا يكشف أى شيء من محتواه الحقيقى. من جانبها أعربت الناقدة ماجدة موريس عن انزعاجها الشديد من مسألة الحكم على العمل الفنى قبل عرضه قائلة: الحقيقة أن السوشيال ميديا هى السبب فى حدوث ذلك، لأن الآراء الشخصية أصبحت تتحول إلى حكم عام من خلالها، وفكرة الحكم على العمل من برومو أو بوستر هو أمر عيب ولا يليق على الإطلاق، وفى كثير من الأحيان يضيع مجهود فريق عمل كامل عمل لمدة أشهر من أجل تقديم هذا العمل الفنى، لذا يجب أن نحترمه هؤلاء الصناع ونشاهد عملهم قبل أن نرمى عليه سيوف الانتقاد أو نقابله بالإشادة والإعجاب. وأضافت: على المشاهد أن ينتظر ويتابع على الأقل الحلقات الأولى، وإذا لم يعجبه العمل يتركه ويتابع غيره، لكن الهجوم من أجل الهجوم هذا أمر غير صحيح ولا يقبله أحد، وعلينا جميعا أن نغير هذا السلوك ولا نسير وراء من يحاول فرض هذا الأمر علينا.