تراجع جيمي كاراجر، لاعب ليفربول ومنتخب إنجلترا السابق، عن التصريحات التي أدلى بها يوم الأحد الماضي عبر «سكاي سبورت» وأثارت جدلاً واسعًا بعدما قلل فيها من شأن بطولة كأس الأمم الإفريقية وفرص حصول محمد صلاح، قائد منتخب مصر ونجم الريدز، على الكرة الذهبية. وقال كاراجر: "مشاركة صلاح مع منتخب مصر، هي العائق بينه وبين تحقيق جائزة الكرة الذهبية، لم يشارك في البطولات الكبيرة مع منتخب بلاده". كاراجر أحد أساطير ليفربول وخاص 508 مباراة بقميص الريدز في الفترة من 1996 حتى اعتزاله عام 2013. وقدّم كاراجر إيضاحات عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس» قائلاً: "النقطة التي كنت أحاول توضيحها هي أن محمد صلاح في وضع غير مناسب لوجود فرصة له لحصد الكرة الذهبية بتواجده مع منتخب مصر.. وإذا كان صلاح قد قدم موسمًا عاديًا مع ليفربول لكنه فاز بكأس الأمم الإفريقية وكان أفضل لاعب في البطولة، فأنا لا أعتقد أنه كان سيفوز بالكرة الذهبية، وذلك لأنني لا أعتقد أن كأس الأمم الإفريقية تحمل نفس الوزن الذي تحمله البطولات الأخرى". وتابع: "إذا كان مبابي قد قدم موسمًا عاديًا مع ريال مدريد لكنه فاز بكأس العالم أو اليورو، كان لديه فرصة كبيرة للفوز، والأمر لا يقتصر على بطولات معينة فقط، مثلًا شيفتشنكو بوجوده مع أوكرانيا وليفاندوفسكي مع بولندا، لم يكن لديهم أمل في الفوز بكأس العالم أو اليورو لدعم موقفهم للفوز بالجائزة". وأكمل: "أعلم أن ساديو ماني جاء في المركز الثاني منذ بضع سنوات بعد فوزه بالبطولة، لكن وحدها هذه البطولة لم تكن لتوصله إلى هذا المركز، بل كان لفريق ليفربول الذي كان قريبًا من الفوز بالرباعية دور كبير أيضًا". وواصل كاراجر توضيحه: "ليس من قلة الاحترام إذا كنت أعتقد أن كأس العالم أو اليورو أو دوري الأبطال هي بطولات أفضل، هذه وجهة نظري بناءً على مشاهدتي لها، القول بأنها لم تكن بطولة كبيرة كان تصريحًا غير دقيق، ولكن أعتقد أن معظم الناس الذين شاهدوا كانوا سيفهمون النقطة التي كنت أحاول توضيحها". واستكمل: "التعبير الذي استخدمته لم يكن متعلقًا بجدارة البطولة، كنت فقط أعلم ما ستكون ردود الفعل عندما يتدخل أفهم أن الكثير من الناس لم يحبوا ما قلته وهذا أمر مقبول". واختتم كاراجر: "أنا عادة لا أشارك في الرد على الأمور بهذه الطريقة هنا، لكن قررت أن أكتب هذا التغريدة بعد أن رأيت العديد من الجماهير يتحدثون بينما كانوا يعرفون تمامًا ما كنت أعنيه". ردود نارية رد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم «كاف» بنشر فيديو يستعرض النسخ التاريخية من بطولة كأس الأمم الإفريقية والنجوم الذين شاركوا فيها وعلى رأسهم محمد صلاح ورياض محرز وصامويل إيتو ودروجبا. وكذلك رد أحمد حسن، سفير ال«كاف» وقائد منتخب مصر السابق، ببيان مفصل يعدد نقاط قوة البطولة الإفريقية العريقة. وقال أحمد حسن في بيانه: "أنا مندهش ومُستاء بشدة من التصريحات التي أدلى بها جيمي كاراجر، والتي قلل فيها من شأن بطولة كأس الأمم الأفريقية (AFCON). أرى أن هذه التصريحات تحمل طابعًا عنصريًا، ولم يكن ينبغي أن تصدر من لاعب كرة قدم". وأضاف: "أود أن أوضح لكاراجر أن القارة الأفريقية تضم 54 دولة، وهو عدد يفوق عدد دول أوروبا. وتبلغ مساحتها أكثر من 30 مليون كيلومتر مربع، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف مساحة أوروبا، ويصل عدد سكانها إلى حوالي 1.5 مليار نسمة، أي ما يقارب ضعف عدد سكان أوروبا". وتابع: "كما أود أن أشير إلى أن أكثر من نصف اللاعبين في الدوريات الأوروبية الكبرى هم من أصول أفريقية. بل إن بعض أكبر المنتخبات الأوروبية يضم أكثر من نصف لاعبيه من أصول أفريقية، مثل المنتخب الفرنسي، بطل العالم، وكذلك المنتخب الإنجليزي، الذي يضم أيضًا العديد من اللاعبين ذوي الأصول الأفريقية". وعن محمد صلاح قال: "أما فيما يخص انتقاداته المتكررة للنجم الأفريقي محمد صلاح، فأؤكد لكاراجر أن تدخلات خارجية، لا علاقة لها بالجوانب الفنية أو الجدارة الرياضية، قد منعت صلاح وغيره من النجوم الأفارقة المميزين من الفوز بجائزة الكرة الذهبية (Ballon d'Or). لكن كن على يقين أن صلاح يسير على الطريق الصحيح للفوز بها هذا العام وجعل أفريقيا فخورة". واختتم: "وأخيرًا، أؤكد رسالتي لكاراجر: تصريحاتك لا تهمنا على الإطلاق، وكأس الأمم الأفريقية ستظل دائمًا من كبرى البطولات العالمية التي تجذب مليارات المشاهدين من جميع أنحاء العالم". وفي السياق ذاته، رد أحمد المحمدي، جناح أيمن منتخب مصر، والمتوج ببطولتين لكأس الأمم الإفريقية 2008 و2010، بتغريدة شديدة اللهجة عبر «إكس» باللغة الإنجليزية. وقال المحمدي: "كاراجر لا يعرف البطولات الكبرى لأنه لم يفز بأي منها من الأساس، وكأس الأمم الإفريقية بطولة كبرى، فخور بالتتويج بها مرتين". ويشغل المحمدي منصب سفير نادي آستون فيلا بعد اعتزاله اللعب بقميص الفيلانز عام 2021.