لن تنسى إسرائيل زئير المصريين فى لحظات العبور فى أكتوبر1973، وهم كلهم يرددون الله أكبر إنها مصر التى يقف لها العالم احتراماً وتقديراً،عندما يعلو صوتها تنصت الدنيا وتستمع، وتعرف أنها لا تتنازل ولاتهادن ولا تستسلم، قوية تدافع عن الحق بكل قوة، تضحى بالمال والولد من أجل مبادئها وما تؤمن به. كل شعوب العالم الحر رأى اصطفاف الشعب المصرى بكل طوائفه خلف الرئيس القائد عبدالفتاح السيسى - حتى من اختلفوا معه - وهو يعلنها بكل صراحة: «سيناء خط أحمر، ولن نشارك فى جريمة تهجير إخوتنا الفلسطينيين خارج أرضهم، سواء كان قطاع غزة أو الضفة الغربية، التى تمثل حدود 1967التى احتلتها إسرائيل»، كان صوت مصر عالياً واضحاً للعدو والصديق، لا حل إلا بوقف الاقتتال، والتمسك بقيام الدولتين، لوقف توتر الشرق الأوسط، وحل القضية، وإنفاذ المساعدات إلى الأهالى فى غزة، وإعادة الإعمار، وما كادت مصر منذ اللحظة الأولى تعلن موقفها إلا وأيدتها دول العالم التى ترفض تصفية القضية على حساب الشعب الفلسطينى الصامد، الذى بدوره، وبقوة، أعلن رفض المؤامرة الإسرائيلية ذات الجذور القديمة، والتى مع الأسف تتبناها أمريكا التى تتشدق كذباً بالديمقراطية وحرية الإنسان، وهى تقوم بدعم العدوان وإبادة شعب يطالب بحقة فى أرضه، وفى العيش فى سلام. زئير المصريين جميعهم، قادة وأفراداً، وحد كلمة الأمة على رأى واحد، وهى صفة فى جينات المصريين، كبيرهم وصغيرهم، أطفالهم ونساؤهم، تولد معهم وتعيش فى دمائهم، عندما يدنو الخطر أو حتى مجرد التهديد به، تخرج تلك الجينات كدانات المدافع وطلقات الرصاص، ويعلو زئير المصريين بأعلى الصوت داعياً إلى الجهاد، سلاحاً أو سلاماً، والتجارب كثيرة وعديدة، وأعتقد أن إسرائيل تدرك وتعرف جيداً مدى قوة هذا الزئير، وكم جبنت عن أن تواجهه، لن ينسوا وقفة الشعب وهو يرفض الهزيمة مساء التاسع من يونيو 1967، عندما تنحى القائد جمال عبد الناصر بعد الهزيمة، خرج الشعب كله بعد لحظات ليرفض ويعلن الصمود والتحدى، والذى أجبر العدو على التوقف، ولن تنسى إسرائيل زئير المصريين فى لحظات العبور فى أكتوبر1973، وهم كلهم يرددون الله أكبر، ليتحقق أغلى الانتصارات، وينكسر ذراع إسرائيل الطويلة، وتتحطم نظرية جيشهم الذى لا يقهر، ولن ينسوا رفض المصريين وزئيرهم، دفاعاً عن كل حبة رمل، وكانت طابا رمزاً لهذا الزئير، حتى استردت مصر الأرض كاملة دون نقصان، ولو حبة رمل واحدة، وتعرف زئيرهم عندما حاولت قوى الشر أن تقسم مصر، وتنهى قوتها فى 2005، ثم فى2011 حاولوا أن ينسوا مخطط الشرق الأوسط الجديد، والذى تبنته وزيرة الخارجية الأمريكية فى عهد الأفعى أوباما. مصر اليوم تزأر بصوت عالٍ دفاعاً عن حق الشعب الفلسطينى فى أرضه، ووقف العدوان الظالم عليه، وإقامة دولة وعاصمتها القدس الشريفة السليبة، فلسطين كانت قضية مصر زعيمة الأمة العربية منذ النكبة فى عام 1948، دافعت عنها منذ اللحظة الأولى ودفعت المال والدم والغالى والنفيس لاستردادها، ومازالت. كلنا خلف الرئيس السيسى جنوداً داعمين بالنفس قبل أى شيء دفاعاً عن الأرض والوطن، لفرض إرادتنا وإثبات حقوقنا، نحن أقوياء بوحدتنا، مصريين أولاً وعرباً، لكل من يقف مسانداً، وسنظل نزأر وندافع، مهما علا صوت العدوان أو من يؤازره، فلا يحق إلا الحق، ودونه النفس. إسرائيل تستقوى بأمريكا، ولاتنسوا كم كانت ذليلة يوم 6 أكتوبر، بعد عبور القناة وتدمير جيشها، لولا أمريكا لفنيت.