تطورات الأحداث فيما يخص القضية الفلسطينية والاقتراحات غير المقبولة والمستهجنة من كافة الدول العربية لتفريغ القضية من مضمونها الأساسى على طريقة المسلسلات الميلودرامية.. وكان طبيعياً لمثل هذه الأفكار الخيالية أن تعلن مصر رفضها التام لأى طرح أو تصور يستهدف تصفية القضية الفلسطينية من خلال انتزاع الشعب الفلسطينى أو تهجيره من أرضه التاريخية والاستيلاء عليها سواء بشكل مرحلى أو نهائى واصفة تلك الأفكار بأنها تعد إجحافاً وتعدياً على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى وأن مصر لن تكون طرفاً فى أى من هذه الأفكار.. وحذرت مصر فى بيان صادر عن وزارة الخارجية يوم الخميس الماضى 6 فبراير من تداعيات التصريحات لعدد من أعضاء الحكومة الإسرائيلية حول بدء تنفيذ مخطط لتهجير الشعب الفلسطينى من أرضه، وقالت إن هذه التصريحات تعد خرقاً صارخاً وسافراً للقانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى.. وتتوالى التصريحات المنفلتة من الجانب الإسرائيلى، لتدين مصر بأشد العبارات هذه التصريحات غير المسئولة والمرفوضة التى تحرض ضد المملكة العربية السعودية الشقيقة وتطالب ببناء دولة فلسطينية بالأراضى السعودية فى مساس مباشر بسيادة المملكة وخرق فاضح لقواعد القانون الدولى وميثاق الأممالمتحدة.. وأكد د.بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة أن مصر ترفض بشكل كامل هذه التصريحات المتهورة التى تمس أمن المملكة وسيادتها، وتؤكد على أن أمن السعودية واحترام سيادتها هو خط أحمر لن تسمح مصر بالمساس به ويعد استقرارها وأمنها القومى من صميم أمن واستقرار مصر والدول العربية ولا تهاون فيه.. وشددت مصر على أن هذه التصريحات الإسرائيلية المنفلتة تجاه السعودية تعد تجاوزاً مستهجناً وتعدياً على كل الأعراف الدبلوماسية المستقرة وافتئاتاً على السيادة وعلى حقوق الشعب الفلسطينى المشروعة وغير القابلة للتصرف فى إقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطنى فى الضفة الغربية وقطاع غزةوالقدسالشرقية وفقاً لخطوط الرابع من يونيو 1967.. وفى نفس اليوم (7 فبراير) تلقى الرئيس السيسى اتصالاً هاتفياً من أنطونيو جويتريش سكرتير عام الأممالمتحدة.. وشدد الرئيس وجويتريش خلال الاتصال على ضرورة الإسراع فى بدء عملية إعادة إعمار قطاع غزة بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية فى القطاع.. وأكد الجانبان على رفض إخلاء قطاع غزة من الفلسطينيين ورفض محاولات تهجيرهم، وشددا على ضرورة بقاء الفلسطينيين من أهالى القطاع فى أرضهم وضرورة تضافر جهود المجتمع الدولى فى هذا الصدد.. وأكدا على ضرورة أن يكون حل الدولتين بإقامة دولة فلسطينية وفقاً لخطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية.. وبناء على تطورات الأوضاع فى الضفة الغربية وطلب السلطة الفلسطينية بعقد قمة عربية طارئة أعلنت مصر يوم الأحد الماضى 9 فبراير أنها ستستضيف قمة عربية طارئة يوم الخميس 27 فبراير بالقاهرة لتناول التطورات المستجدة والخطيرة للقضية الفلسطينية، وذلك بعد التنسيق مع مملكة البحرين الرئيس الحالى للقمة العربية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية.. وتأتى القمة العربية وسط تنديد إقليمى وعالمى واسع النطاق لاقتراح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب «السيطرة على قطاع غزة» من إسرائيل وإنشاء ما وصفه بريفييرا الشرق الأوسط بالقطاع بعد إعادة توطين الفلسطينيين فى أماكن أخرى!!.