مضى 20 يومًا منذ بدء الهدنة في قطاع غزة وتوقف الحرب الإسرائيلية التي أثقلت كاهل سكان غزة بأكملها، وأسقطت أكثر من 47 ألفًا و300 شهيد. ومع ذلك، لم تُزاح المعاناة من طريق الغزيين، مثلما أُزحيت نار الحرب، حيث لا يزال أهل غزة يتجرعون معاناة العيش وسط غياب الظروف الملائمة لأدنى درجات الحياة الطبيعية، في ظل مخلفات الحرب الإسرائيلية ونقص كبير في بعض المواد الإغاثية. ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز النفاذ في 19 يناير الماضي، وذلك بعد 470 يومًا من الحرب الإسرائيلية التي دارت رحاها بدءًا من السابع من أكتوبر 2023. ومع مرور 20 يومًا على توقف أعمال القتال في غزة، لا يزال الغزيون يقاتلون من أجل الوصول إلى أوضاع معيشية إنسانية فوق ركام الحرب، الذي يملأ شوارع القطاع. ◄ اقرأ أيضًا | ترامب: لستُ في عجلة لجعل واشنطن مسؤولة عن غزة ◄ أوضاع إنسانية كارثية وفي غضون ذلك، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، خلال بيان صادر عنه، إنه "رغم مرور 20 يومًا على دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، لا تزال الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة تتدهور بشكل خطير، في ظل استمرار الاحتلال في بالمماطلة والتلكؤ في تنفيذ البروتوكول الإنساني من الاتفاق، رغم وضوح بنوده وتحديد الاحتياجات والأولويات المطلوبة والنص بشكل واضح على مواقيت محددة". وأشار المكتب الإعلامي الحكومي إلى أنه من خلال رصد وتوثيق سلوك الاحتلال، فإن التعهدات التي نص عليها الاتفاق لم تُنفذ بالشكل المحدد، ما يفاقم معاناة أكثر من 2.4 مليون إنسان في قطاع غزة. وأكد المكتب الإعلامي الحكومي أن الاتفاق في شقه الإنساني يمثل الحد الأدنى من مقومات الإغاثة والإيواء المطلوبة بشكل عاجل، لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني بعد حرب الإبادة والتطهير العرقي التي عاشوها خلال 15 شهرًا، عبر إدخال 600 شاحنة مساعدات يوميًا، بينها 50 شاحنة وقود، إلى جانب البدء في إدخال مستلزمات الإيواء من خلال توفير 60 ألف وحدة متنقلة وإدخال 200 ألف خيمة لإيواء النازحين، والمولدات الكهربائية وقطع غيارها وألواح الطاقة الشمسية والبطاريات وبدء إدخال مواد إعادة إعمار القطاع، وإدخال معدات إزالة الأنقاض وإعادة تأهيل المرافق الصحية والمخابز والبنية التحتية، بالإضافة إلى تسهيل حركة المرضى والجرحى والحالات الإنسانية عبر معبر رفح الحدودي. واستطرد المكتب الإعلامي الحكومي قائلًا: "لكن الواقع يثبت أن الاحتلال لا يترك فرصة للتنصل من التزاماته بتنفيذ الاتفاق بشكل عام والشق الإنساني منه بشكل خاص". وحمّل المكتب الإعلامي الحكومي الاحتلال مسئولية هذا الواقع الإنساني المنكوب وحذر من تداعيات هذا المنع والتلكؤ والتلاعب من قبل الاحتلال على الواقع الإنساني الكارثي داخل قطاع غزة.