عمد الاحتلال الإسرائيلي بعد توقف الحرب في قطاع غزة، بدءًا من التاسع عشر من يناير الماضي، على ضوء اتفاق وقف إطلاق النار، على عرقلة وصول مواد إغاثية ضرورية للقطاع ضمن المساعدات التي دخلت هناك بعد توقف الحرب. ولا يزال سكان غزة يتفقدون أشلاء الضحايا تحت الركام من دون أن تكون بحوزتهم المعدات اللازمة لذلك، فيما يبيت عددٌ منهم في العراء في برد الشتاء القارص وسط غياب الخيام واهتراء تلك التي كانت في المخيمات بفعل عوامل المناخ. غياب الخيم في غزة وفي تصريح سابق ل"بوابة أخبار اليوم"، أكد سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أنه لم تدخل خيمة واحدة لقطاع غزة ضمن قوافل المساعدات التي دخلت القطاع بعد توقف الحرب. وشدد سلامة معروف على ضرورة دخول الخيم والكرفانات إلى داخل القطاع إلى جانب الآلات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام ورفع الجثامين، مشيرًا إلى أن المساعدات التي دخلت قطاع غزة اقتصرت على المساعدات الغذائية، والتي رغم أهميتها الشديدة ولكنها ليست كل ما يحتاجه القطاع من مساعدات. طلب مواد إغاثية وإيوائية وفي غضون ذلك، طالب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بالتسريع في تطبيق البروتوكول الإنساني بشأن الوضع الكارثي في قطاع غزة بما يضمن إدخال المواد الإغاثية والإيوائية بشكل عاجل ودون قيود. وقال المكتب الإعلامي الحكومي، في بيان صدر عنه، إنه "في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها قطاع غزة، نطالب جميع الأطراف والوسطاء بممارسة أقصى درجات الضّغط على الاحتلال الإسرائيلي لإلزامه بتنفيذ تعهداته والتسريع في تطبيق البروتوكول الإنساني، بما يضمن إدخال المواد الإغاثية والإيوائية دون قيود". وأكد المكتب الإعلامي أن فتح المعابر بشكل كامل بات ضرورة مُلحّة لإدخال الخيام والكرفانات لإيواء أكثر من ربع مليون أسرة فلسطينية شردها الاحتلال بفعل حرب الإبادة الجماعية، بعد التدمير الممنهج للقطاع الإسكاني. وشدد المكتب الإعلامي الحكومي على الحاجة العاجلة لإدخال المركبات والمعدات الخاصة بالدفاع المدني لتمكينه من أداء مهامه الإنسانية، وانتشال آلاف جثامين الشهداء من تحت الأنقاض وركام المنازل والأحياء السكنية المدمرة، كما شدد على ضرورة إدخال مستلزمات صيانة البنية التحتية، بما في ذلك محطة الكهرباء وشبكات وآبار المياه، لضمان استمرارية الخدمات الأساسية ومنع انهيار القطاعات الحيوية. وأردف قائلًا إن استمرار الاحتلال في عرقلة دخول هذه الاحتياجات يُفاقم الأزمة الإنسانية العميقة في قطاع غزة، ويُعرّض حياة ملايين المدنيين للخطر، مما يستوجب تدخلاً دوليًا فوريًا وجادًا لوقف هذه الجريمة الإنسانية، وتحميل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعياتها.