نعم نحن شعب يعشق المكان ويرتبط بالأرض، نحب الاستقرار ولا نفضل التنقل فى المنزل يجلس كل منا فى مكان محدد ومقعد غالبا ما ينسب لاسمه فهذا مقعد الجد أوالأب وهذا للأم .. نتوجه تلقائيا إلى نفس المساحة كلما ذهبنا إلى أى مكان نرتاده بشكل متكرر فى المسجد، الكنيسة، المقهى، النادى ،المدرج أوالفصل ويعترينا الغضب إذا وجدنا من يحتل مكاننا رغم قناعتنا الداخلية بأن المكان متاح للجميع وبأسبقة الحجز .. الخلاصة أننا نعيش دائما حالة توحد مع الأرض حتى ربطها التراث الشعبى بالعرض والشرف وباتت خسارتها تفريطا فى شرفنا يستحق أن نبذل فى سبيل صيانتها الدم والروح دون تردد أو تخاذل فالتراب عندنا أغلى من الذهب ومن البترول والدولار . إن العقل الجمعى المصرى يقبل بكل ترحاب وجود أكثر من 11مليون ضيف من 62 جنسية استقبلهم طواعية بغير غضاضة متحملا فاتورة ضيافتهم حتى لو ضاق زاده وتأثرت حياته اليومية فهم ضيوف نستقبلهم بكرم مترسخ فى جينات أهل المحروسة وعلى العكس تمام لا يمكن أن نقبل وجود أى شخص يفرض علينا دون ارادتنا، تلفظه أراضينا وينقلب كرم الضيافة إلى نار مستعرة وجحيم يحرق كل معتدٍ ونرفض حتى أن يكون ترابنا الغالى مكانا إلا لمقبرة هذا المعتدى هذه جيناتنا وتفاصيل معتقداتنا التى أرجو أن يستوعبها ذلك التاجر الماهر السيد ترامب الذى يظن أن كل شيء قابل للبيع والشراء فالأرض يا حاكم بلاد العم سام قضية لا نقبل فيها مساومة أو جدل أو حتى رجاء من أحد عدوا كان أو صديقا. أخر كلام يقتنع أولئك الذين يَهتمون بتسليط الضوء على السلبيات وأنا منهم بأن الوضع الطبيعى أن يكون كل شيء (تمام) وأن أبرز أدوار الإعلام هو فضح السلبى ليتحول إلى إيجابى والسعى وراء أى طاقة نور تضيء للناس عتمة معاناتهم ولو بشمعة تبث فى نفوسهم أملا للمستقبل فالنقد البناء والمعارضة الوطنية النابعة من عشق تراب هذا الوطن أحد أبرز أسلحتنا نحو غدا أفضل .. ولذلك يبقى الأصلح دائما أن يكون إعلامنا طريق مزدوج (رايح جاي) بين الشعب والحكومة ولا يحتكره أى منهما ؟ . لا تحسد دائما أصحاب الذاكرة القوية فأحيانا يكون النسيان نعمة أكبر .