الإسكندرية: محمد مجلى .. بكلام معسول ووعود زائفة وأحلام ذهبت مع الرياح، استطاع إبراهيم أحمد إقناع فتاة أحلامه – بحسب قوله – إسراء محمد بالموافقة على الإرتباط به وتحديد موعد الزواج رغم معارضة الأقارب والأصدقاء، إلا أنها تحدت الجميع من أجله وأعلنت رفع راية العصيان فى وجه كل من سولت له نفسه الوقوف فى طريقها، بعد أن صدقت كلامه بأن هدفه الأول فى الحياة هو إسعادها وتوفير حياة هادئة لها، لكنها لم تتوقع أن تكون تلك الكلمات ما هي إلا بداية النهاية بعد أن قتلها الزوج وتخلص منها بعد معاناة استمرت لأكثر من 8 سنوات كانت هي فترة الزواج والذي أثمر عن انجاب طفلتين. فى منطقة الزاويدة الشعبية التابعة لقرى ريف المنتزه، شرق محافظة الإسكندرية وقعت جريمة قتل بشعة؛ حيث أقدم المتهم إبراهيم أحمد، 30 سنة، عاطل، على قتل زوجته المجنى عليها إسراء محمد، 27 سنة، ربة منزل، فقد أبلغ المتهم عن نفسه بعد خنقها والتخلص منها تاركًا طفلتين فى عمر الزهور يواجهان مصيرهما المجهول نتيجة قتل والدهما لوالدتهما. ففى الوقت الذي تحملت فيه المجنى عليها عدم سعى زوجها للعمل وجلب المال للإنفاق على المنزل والطفلتين وتخليه عن مسئولياته الطبيعية نحو منزله ورفضه العمل، ما جعلها تعتمد بشكل كلي على مساعدات المحيطين من أسرتها ووالدتها وأشقائها لكن الخلافات دبت بصورة كبيرة لإصرار الزوج على ألا يحرك ساكنًا بحثًا عن العمل. وبحسب رواية الأسرة؛ فإن الزواج تم بين "إسراء وإبراهيم" منذ أكثر من 8 سنوات وأن المتهم كان يعمل فى مهن متعددة منها مساعد نقاش تارة وسائق توك توك تارة أخرى وغيرها من الأعمال، فارتضت الزوجة هذا أملاً فى تحسن الأوضاع مستقبلاً بعد أن وعدها بالبحث عن فرص عمل ثابتة تدر دخلاً يمكنهما من العيش الحلال دون الاحتياج لأحد لكن سرعان ما تبدل الحال ورفض الزوج العمل وظل عاطلاً يتنقل بين المقاهي لقضاء الأوقات. حرامي ومدمن من جانبها قالت هبة محمد، شقيقة المجنى عليها، خلال التحقيقات: أنا لم أكن أتوقع أن تكون نهاية حياة شقيقتى على يد زوجها بعد أن وقفت إلى جواره كثيراً وتحملت الكثير من المصاعب والمتاعب من أجل الحفاظ على بيتها وتربية بناتها، موضحة أنها ووالدتها والمقربين نصحوها بطلب الطلاق أكثر من مرة للضرر الواقع عليها وعدم الإنفاق عليها وعلى الأطفال والمنزل. وأضافت شقيقة المجنى عليها: أن المتهم البالغ من العمر 30 سنة، كان بدون عمل ولا ينفق على الأسرة ويرفض العمل، موضحة أن أسرتها كانت تنفق عليهم، لافتة إلى أن المتهم كان دائم التعدي عليها وسبق أن هددها بالقتل من قبل وأن المجنى عليها لم تستجب لنصائح المقربين بضرورة طلب الطلاق فكان هذا مصيرها. وأشارت إلى أن الله رزقهما بطفلتين، الأولى تبلغ من العمر 7 سنوات والثانية تبلغ من العمر 3 أشهر فقط وأن المتهم سبق وأن تورط فى جرائم سرقة من قبل وكان دائم التعدي على زوجته لكنه كان يتعهد لها بأنه قد عزم على التوبة ومعاملتها بصورة طيبة لكنه ظل تحت طائلة تعاطى المواد المخدرة ومرافقة أصدقاء السوء، مطالبة بالقصاص العادل من الزوج قاتل شقيقتها. من جانبها تعرضت والدة المجنى عليها لحالة انهيار كبيرة حزنًا على وفاة ابنتها خنقًا على يد زوجها، مؤكدة أنها سبق وحذرتها منه أكثر من مرة وأن هذا الزوج ليس له أمان فهو لا يشعر بالمسئولية ويترك أطفاله بدون أي اهتمام ولا إنفاق، موضحة أنه لم تمض سوى 3 أشهر على استقبالهما مولودتهما الثانية لكن بدلاً من أن يتركها وشقيقتها تتلقيان الرعاية وتربيتهما تربية حسنة قتل الأم وتخلص منها بصورة بشعة. وقالت أم المجني عليها ل "أخبار الحوادث": نصحتها بضرورة طلب الطلاق وصعوبة استمرار الزواج على هذه الطريقة لكنها كانت تضع بناتها أمام عينيها وفي كل مرة تقول لي"يا ماما عاوزه بناتي يتربوا مع أبوهم وأمهم" وتطالبنى بالدعاء له بصلاح الحال لكن حاله كان مذريًا لسوء سيرته وأخلاقه ورفضه العمل ومرافقة أصدقاء السوء، موضحة أن المتهم شرع فى قتل ابنتها من قبل لكنه عاد وتعهد بأنه سيعمل على تصحيح أخطائه وصالحها. اعترافات المتهم من جانبه بدأ الزوج المتهم اعترافاته قائلا؛ أنا نادم على قتل زوجتى وأنا لم أقصد إيذائها أو قتلها لكن الخلافات والمشادات الكلامية المتكررة بيننا زادت خلال الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى أن الأزمة الأخيرة التي سبقت ارتكابى جريمة القتل مباشرة كانت بسبب عدم احضارى هدية رأس السنة - على حد قوله – فنشبت بينهما مشادة كلامية تطورت فتعدى عليها قبل أن يقوم بخقنها حتى فارقت الحياة. وأضاف المتهم؛ أنا زوجتى تحملت معى الكثير من المصاعب ولم أكن أمل أن تكون تلك هي النهاية على يديى، موضحًا أنه خنقها بغرض اسكاتها وليس بغرض موتها لكنه فوجئ بسقوطها وأنها قد فارقت الحياة، موضحًا انه جلس بجوار الجثة قبل أن يجرى اتصالا بالأجهزة الأمنية للإبلاغ عن ارتكابه جريمة قتل زوجته فحضرت القوات وألقت القبض عليه تمهيدًا لتقديمه للمحاكمة عقب انتهاء تحقيقات النيابة العامةمعه. ووسط حراسة أمنية شديدة، مثل المتهم جريمته أمام النيابة التي رافقته فى الانتقال إلى موقع ارتكاب الجريمة بمقر منزل الزوجية بمنطقة الزوايدة؛ اذ بدأ الزوج فى شرح ملابسات الحادث مؤكدا أن النقاش دار بينه وزوجته وتطور إلى مشادة حادة بسبب عدم إحضاره هدية لها بمناسبة رأس السنة الجديدة الأمر الذي تسبب فى تطور الأمر إلى مشاجرة قام على اثرها بخنقها حتى فارقت الحياة. وشرح المتهم خلال المعاينة التصويرية كيفية ارتكابه جريمة القتل، موضحًا أنه امسك برقبة المجنى عليها والضغط على القصبة الهوائية بواسطة ابهام كلتا يديه حتى فوجئ بسقوطها على الأرض، ثم بدأ يردد "مكانش قصدى أقتلها"! وشهدت لحظة حضور المتهم لتمثيل جريمته بموقع الحادث ولحظة مغادرته عقب الانتهاء حالة من الغضب العارم من أبناء الشارع الذي يسكن فيها المتهم وزوجته المجنى عليها، حيث ظلوا يهاجمونه قائلين "حرام عليك.. هى عملتلك ايه.. منك لله"، وطالبوا بالقصاص من المتهم مشيرين إلى أن الزوجة الضحية كانت تتمتع بسيرة طيبة فى المنطقة على عكس الزوج الذي كان بلا عمل واعتمد على أسرتها للانفاق عليه. بداية الواقعة تعود الواقعة إلى تلقى اللواء حسن عطية، مساعد وزير الداخلية، مدير امن الإسكندرية، اخطارًا من قسم شرطة المنتزه ثالث يفيد بورود بلاغ من الزوج المتهم بانهاء حياة زوجته بمنزلهما بمنطقة الزوايدة وانه خنقها. على الفور انتقلت الأجهزة الأمنية وضباط قسم شرطة المنتزه ثالث وفرق البحث الجنائي وسيارة الاسعاف إلى موقع الحادث وتم التأكد من صحة البلاغ؛ حيث عثر على جثة المجنى عليها إسراء مسجاة على الأرض وقد فارقت الحياة، فنقلت الجثة إلى المشرحة، فيما جرى إلقاء القبض على المتهم واقتياده إلى قسم الشرطة لوضعه تحت تصرف النيابة العامة. باشرت النيابة التحقيق فى الواقعة وأمرت بسرعة إجراء تحريات المباجث الجنائية وسماع أقوال شهود العيان وأقارب المجنى عليها وتفريغ كاميرات المراقبة إن وجدت والتصريح بدفن جثمان المتوفاة وطلب تقرير الطب الشرعي عن الصفة التشريحية النهائي للمجنى عليها وحبس المتهم على ذمة التحقيق تمهيدًا لتقديمه إلى المحاكمة العاجلة فى أقرب وقت. اقرأ أيضا: محاكمة المتهم بقتل زوجته والشروع في قتل أطفاله بالعجوزة