الإسكندرية – محمد مجلى وعدها بالحب الدائم والسعادة التي لا تغيب شمسها وأن قصتهما ستظل إلى الأبد في ذاكرة الجميع، وفي هذه النقطة تحديدًا كان صادقًا، فقصتهما أصبحت على كل لسان في الإسكندرية، ولكن ليس باعتبارهما نموذجًا للحب والاخلاص ولكن بسبب بشاعة النهاية. رغم وعود البدايات التى قالها الزوج «محمد» لحبية قلبه «ياسمين» التى لم تضع أبدًا فى الحسبان أن القصة التى يتحدث عنها ستكون قصة قتلها على يد زوجها وهى تحتضن ابنتها الصغيرة ذات العامين داخل سيارة أجرة وسيشهد على هذه الجريمة أهل محافظة الإسكندرية بالكامل لتصبح أيقونة للحزن على جميع مواقع التواصل الاجتماعى وبدلاً من أن تنتشر قصة حبهما انتشرت صورتها ليدعو لها الجميع بالرحمة والمطالبة بالقصاص من قاتلها. سجلت دفاتر محاضر أقسام الشرطة في محافظة الإسكندرية، واحدة من الجرائم البشعة والتي كان بطلها الزوج ويدعى محمد .أ.ر، 35 سنة، ويعمل محاسبًا والذي أقدم على طعن زوجته ياسمين .ع، 28 سنة، ربة منزل، حيث تخلص من زوجته بعد أن سدد لها عدة طعنات أردتها قتيلة بعد فشل محاولات إنقاذها، وتبين أن سبب ارتكاب الجريمة هى خلافات بين الزوجين، فيما وقعت الجريمة أمام طفلتهما الوحيدة داخل السيارة الأجرة وارتكب فعلته أمام السائق وشخص آخر تصادف وجوده فى السيارة. الواقعة جاءت بعد أن أقنع الزوج زوجته بضرورة طي صفحة الخلافات ونسيان الأزمات التى كادت تعصف بحياتهما فأقنعها بزيارة أسرته ووالدته فى كفر الدوار وذلك لإذابة الخلافات، لكن الزوجة الضحية لم تكن تعلم ما يضمره لها الزوج فى نفسه خاصة وأن طفلتهما كانت برفقتهما لكنه فاجأها أثناء العودة بطعنات سكنت جسدها الضعيف الذي لم يحتمل وفارقت على اثرها الحياة تاركة طفلة صغيرة لا تعرف مصيرها في ظل انتظار تقديم المتهم للمحاكمة العادلة. زواج صالونات لم تكن قصة زواج محمد وياسمين قائمة على علاقة حب سابقة بينهما، وانما كانت زواج صالونات، إذ جاءت بترشيح من شقيقة المتهم إلى شقيقها الذي أعلن عن رغبته فى الزواج والبحث عن عروسة تناسبه ليكملا سويَا مشوار الحياة وذلك قبل 3 سنوات اذ كانتا تعملان سويا بأحد السناتر التعليمية. كشفت أسرة المجنى عليها أن ياسمين كانت سعيدة بطلب محمد يدها للزواج خاصة بعد أن وعدها بالحياة التي تحلم بها أسوة بكل الفتيات المقبلين على الزواج، مشيرين إلى أنه بعد مرور شهر على الزواج بدأت الخلافات تظهر بينما، على الرغم من أنهما رزقا بطفلتيهما الوحيدة «لين «، مؤكدين أن محمد تعدى عليها بالضرب أكثر من مرة لكن المجني عليها طلبت الطلاق. أوضحت الأسرة، أن الخلافات و المشكلات الزوجية تفاقمت وتركت ياسمين المنزل على اثرها وانتقلت للعيش بمنزل والدها واستمرت محاولات الصلح لمدة 3 أشهر متتالية ورغم تمسكها بالطلاق إلا أنه نجح فى إقناعها بالعودة إلى منزلها وإتمام الصلح وتربية ابنتهما لكن بعد فترة اشتعلت الخلافات مجدداً. وبحسب أقوال الأسرة فى المحضر، فإن الخلافات امتدت لتكون أسرية حيث وقعت مشكلات بينها وحماتها وأن آخر زيارة قامت بها برفقة زوجها كانت لوالدة المتهم بمركز كفر الدوار، محافظة البحيرة وأثناء العودة وقعت الجريمة، وطالبت الأسرة بتقديم المتهم للمحاكمة العاجلة في أقرب وقت والقصاص العادل للزوج المتهم بتهمة قتل زوجته. وكشف أحد أقارب المتهم، أن محمد من الشباب الملتزم ويتمتع بسيرة طيبة وحاصل على بكالوريوس تجارة – شعبة انجليزي – وأنه كان جاد وبدأ العمل مبكرًا وسبق له السفر للعمل فى المملكة العربية السعودية قبل أن يقرر الزواج والعودة والاستقرار فى مصر. وأضاف ل «أخبار الحوادث» : أن محمد فور مشاهدته لياسمين اقتنع بها وطلب من شقيقته مفاتحتها فى الأمر قبل اتمام الخطبة وعلى الفور وافقت وتمت الخطبة والتي كانت علاقة جيدة لكن شهدت حدوث بعض المشكلات التي وصفها ب «العادية» وعقب اتمام الزواج وبعد أقل من عام تقريبًا رزقا بطفلتهما الوحيدة لين محمد الصافي، التي يزيد عمرها عن العام ونصف العام بقليل. وتابع، استمرت الخلافات بين الزوجين والعلاقة توترًا تركت على اثرها الزوجة عش الزوجية لمدة 3 أشهر تقريبًا بغرض اتمام الطلاق، لكن الزوج رفض وطلب منها فتح صفحة جديدة من أجل الحفاظ على الحياة العائلية مع إعلاء مصلحة الطفل إلا أن الخلافات زادت وفوجئنا بأن محمد قتل زوجته بعد تعرضه لضغوط شديدة – على حد تعبيره -، لافتًا إلى أن التدخلات الأسرية كانت سبب مباشر فى حدوث العديد من المشكلات والأزمات بين كلا الزوجين. بلاغ عاجل بدأت الواقعة بتلقي اللواء حسن عطية، مدير أمن الإسكندرية، اخطارًا من مأمور قسم شرطة المنتزه ثان، يفيد بورود بلاغ من الأهالي بوقوع جريمة قتل أقدم عليها زوج بعد أن سدد 4 طعنات لزوجته. على الفور انتقل ضباط مباحث قسم شرطة المنتزه ثان، والأجهزة المعنية وسيارة إسعاف إلى موقع الحادث وتبين صحة البلاغ، اذ عثر على جثة المجنى عليها «ياسمين» غارقة فى الدماء، مسجاة على الأرض في الشارع بنطاق دائرة القسم، وبها آثار طعن موجودة فى الرقبة وفي الصدر. ألقى القبض على المتهم بارتكاب الواقعة وهو الزوج وتم اقتياده إلى قسم الشرطة، لبدء التحقيق معه حول ارتكاب الجريمة، فيما نقل جثمان المجنى عليها إلى المشرحة ووضعت تحت تصرف النيابة العامة. وتحت إشراف المستشار خالد جلال المحامي العام الأول لنيابات المنتزه بالإسكندرية، بدأت نيابة المنتزه ثان إجراء التحقيقات اللازمة لكشف ملابسات ارتكاب الحادث، حيث تبين أن خلافات أسرية وراء وقوع الجريمة، فيما أصدرت النيابة قرارًا بتشريح جثة المجنى عليها والتي أثبتت تعرض المجنى عليها لجروح طعنية وقعت باستخدام السلاح الأبيض الذي ضبط حيث تلقت المجني عليها طعنتين بالرقبة سكنت احداها الشريان السباتي ما أدى إلى وفاة المجنى عليها. اقرأ أيضا: خوفًا من الفضيحة.. أم وابنتها تقتلان مولودًة وتضعاها فى الثلاجة كما أمرت النيابة بالتحفظ على السلاح المستخدم فى الجريمة - السكين – وإرساله إلى الطب الشرعي وتفريغ كاميرات المراقبة الموجودة بمحيط الحادث والتصريح بدفن جثة المجنى عليها بعد ورود تقرير الطب الشرعى عن الحادث حبس المتهم لمدة 4 أيام على ذمة التحقيق، قبل أن يصدر قرار بتجديد حبسه لمده 15 يومًا، كما استمعت النيابة العامة إلى أقوال شهود عيان الواقعة و اثنين من الشاهدين أحدهما قائد السيارة محل الواقعة والثاني راكب تصادف وجوده فى السيارة أثناء وقوع الجريمة. شهادة الشهود وأفاد شهود عيان الواقعة بأن السيارة كانت عائدة من كفر الدوار وأنهما مع قرب وصول السيارة إلى الطريق الدولى بشارع محمد أنور السادات – المعروف باسم شارع 45 سابقا – وطلب الزوج النزول وكان قد سدد طعنة لزوجته ثم أكمل التعدى عليها وسدد لها طعنات في الشارع أثناء احتضانها طفلتها قبل أن يحاول الهرب إلا أنهما تمكنا من الإمساك به وتسليمه إلى الأجهزة الأمنية. لم يفطن المتهم إلى خطورة ما أقدم عليه وأنه سيترك طفلة وحيدة مازالت فى الشهور الأولى من عمرها لتواجه مصيرًا مُظلمًا بعد أن جعلها يتيمة الأم وربما الأب أيضا الذي ينتظر الحكم الصادر ضده، فالطفلة لين نجله المتهم والمجنى عليه سيظل عالقًا فى أذهانها أن والدها قتل والدتها ولم يفكر لحظة أنه سيتركها وحيدة لتواجه صعوبات الحياة حاملة وصمة عار جريمة الأب وفجيعة فقدان والدتها على يد والدها. «أمى ستأخذ لين رغم عنها» كانت هذه آخر كلمات أكدتها المجنى عليها أثناء لقاء خالتها صباح يوم وقوع الجريمة، حيث قالت السيدة عفاف محمد يونس، شقيقة والدة المجني عليه : انا التقيتها رفقة زوجها ونجلتها صباح يوم ارتكاب الحادث وسألتها عن سبب عدم ترك الطفلة لوالدتها فأجابتني بتلك الكلمات التي لم أستوعب وقتها ماذا تقصد. وكشفت خالة المجنى عليها سبب الخلافات، موضحة أن ياسمين تعمل مدرسة فى مركز تعليمي وشاهدها الزوج وتقدم لها للزواج على الرغم من ظروفه المعيشية الصعبة واشترى شقة صغيرة مساحتها 45 مترا، بمنطقة المعمورة، الأمر الذي لم يرض أهل العروس وقرروا مساعدته بعد موافقته على بيع الشقة بمبلغ 130 ألف جنيه واشتروا شقة جديدة بسعر 500 ألف جنيه واشترطوا كتابة الشقة مناصفة بينهما رغم انه لم يدفع سوى حصيلة ما تحصل عليه من بيع الشقة. وأضافت ل « أخبار الحوادث» : اكتشفت الزوجة أن محمد يعمل فى احدى الشركات بشرم الشيخ وراتبه لا يتخطى 3 آلاف جنيه وأنه يقتطع منها 2400 جنيه جمعيات ويتبقى 600 جنيه فقط لكنها لم تشتك يومًا وارتضت بل وساعدته من خلال عملها كمُعلمة، مشيرة إلى أن الخلافات دبت أكثر من مرة وهددها برفع السكين عليها فتركت منزل الزوجية. وتابعت، ظلت ياسمين بمنزل والدها 3 أشهر متتالية وسط إصرار على اتمام الطلاق رغم محاولات من الزوج بإتمام الصلح مع ضرورة بيع الشقة بمنطقة المعمورة وشراء شقة جديدة بمنطقة أبو قير بجوار منزل والدها حتى تستنجد به حال حدوث أي أزمات وهو ما وافق عليه الزوج واشترت الاسرة شقة تجاوز سعرها المليون جنيه وكتابتها بالكامل لابنتهم بموافقة الزوج كشرط للعودة والصلح. واشارت إلى أنه أثناء تجهيز الشقة عرض عليها الزوج الذهاب معه إلى منزل والدته بمركز كفر الدوار لمصالحة والدته وشقيقتيه فوافقت الزوجة على مصالحة والدته وتوجهت له وأثناء العودة استقلا سيارة ملاكى من كفر الدوار وجلسا بالخلف ثم أخرج سلاحا وطعنها وحاول الهرب إلا أن السائق وزميله لاحقاه وسلم إلى قسم شرطة المنتزه ثان وظل يردد «قتلتها ..قتلتها» فيما أصيبت الأم والأب وشقيقة المجنى عليها بانهيار تام غير مصدقين ما حدث، لافتة أن ياسمين كانت تتميز بأنها مهذبة على خُلق وانسانة مشهود لها بحب الخير ولا تستحق أن تكون هذه هي نهايتها.