كان أَوْلى بالرئيس ترامب أن يوجه دعوته لدول الغرب لاستقبال المهاجرين الإسرائيليين أبناء هذه البلدان الأصليين الذين هاجروا منها لإسرائيل ولا يزالون يحملون جنسية هذه الدول. خاصة أن 600 ألف اسرائيلى طبقوا بأثر رجعى بالفعل طلب ترامب ونزحوا من إسرائيل أثناء عملية طوفان الاقصى. وهنا يتبين الفارق الواضح بين النبتة الشيطانية الغريبة التى نزعت لتغرس فى ارض لا تمت لها بِصِلة، وبين أبناء فلسطين الأصليين الذين يتمترسون بارضها رغم انعدام كل مقومات الحياة الآدمية بها. الهوة شاسعة بين المهاجرين الإسرائيليين ومنهم أطباء وعلماء ومهندسو كمبيوتر الذين هرعوا للرحيل منها لرعبهم اليومى من سماع دوى صفارات الإنذار بعد اطلاق صواريخ حماس، وتركوا وراءهم فيلات فاخرة ووظائف مربحة وحياة رغدة، وبين الفلسطينيين العائدين من جنوبغزة لشمالها وهم على يقين بأن بيوتهم مدمرة وأن مقومات الحياة الأساسية من كهرباء ومياه وغذاء منعدمة، ومع ذلك يزحفون فى مشهد مهيب، سائرين عشرات الكيلومترات على الأقدام متمسكين بأرضهم وأملهم مهما ألمَّ بهم من ألم. قالت فلسطينية من العائدات إنها فقدت 256 فردًا من عائلتها ومع ذلك تتمسك بالأمل بعودة الحياة لشمال غزة. هنا تدرك الفارق بين وطن يعيش داخل جينات كل فلسطينى، وبين كيان لا يزيد على كونه فندقا يأتى اليه النزلاء مهاجرين للنوم، فإذا لم يجدوا فيه الراحة، أسرعوا بالمغادرة. اليوم أمام ترامب 100 دولة هاجر منها اليهود لإسرائيل، معظمها من دول العالم الأول (تتقدمها روسيا ورئيسها بوتين صديق ترامب) وبالتالى متاح أمام ترامب هذا العدد الضخم من الدول التى يمكن أن يعود اليها اليهود طوعيا ومعظمها دول تعانى من نقص عدد السكان وتوافر فرص العمل، أما من يطلب الآن الاقتصار فقط على دولتين فلا يعدو ان يكون الأمر «تهجيصًا» لا تهجيرًا.