مرة أخرى تجد الولاياتالمتحدة نفسها معزولة عن باقى العالم وهى تقف فى مجلس الأمن وحدها إلى جانب إسرائيل فى الجلسة الخاصة التى عقدها المجلس أول أمس حول أزمة منظمة «الأونروا» الدولية لدعم اللاجئين الفلسطينيين فى ظل الهجمة العدوانية الإسرائيلية. كل أعضاء المجلس أعلنوا دعمهم للمنظمة الدولية التى تشن عليها إسرائيل حملة ضارية انتهت بإصدار قانونين يحظران عمل المنظمة الدولية داخل إسرائيل ويمنعان المسئولين الإسرائيليين من التعامل معها أو تقديم أى تسهيلات تمكنها من أداء مهمتها الإنسانية. الحملة الإسرائيلية استندت على مزاعم تتهم المنظمة الدولية بالتعاون مع منظمات المقاومة الفلسطينية، وهى مزاعم لم تقدم عليها أى دليل فى الوقت الذى استهدفت فيه إسرائيل كل مقار المنظمة ومدارسها وقتلت أكثر من 270 من العاملين معها. وكان واضحاً أن الحملة تستهدف استكمال حصار الفلسطينيين وتجويعهم، والعمل على تصفية قضية اللاجئين وحقهم فى العودة. الملاحظة الأساسية هنا أن الموقف الأمريكى «المنحاز دائما لإسرائيل» كان قبل ذلك رافضًا للقوانين الإسرائيلية التى تستهدف «الأونروا» وشاركت أمريكا فى إصدار بيان لمجلس الأمن فى أكتوبر الماضى يطالب إسرائيل بإيقاف هذه القوانين. وقالت مندوبة أمريكا يومها «جريننلد» إنه «لا بديل عن الأونروا عندما يتعلق الأمر بتقديم المساعدات فى غزة وأن هناك مخاوف حقيقية حيال القوانين الإسرائلية بشأن «الأونروا»، وبشأن جهود إسرائيل لتجويع الفلسطينيين فى غزة»!!». فى جلسة مجلس الأمن الأخيرة كان رأى المندوبة الأمريكية دورتى شياف عاكساً لموقف أمريكى جديد. قالت إن إغلاق مقرات الأونروا فى القدس هو قرار سيادى لإسرائيل»!!» وأن «الأونروا» لم تكن يوماً الخيار الوحيد لتقديم المساعدات الإنسانية فى غزة!!.. فى الوقت الذى قدم فيه المفوض العام للمنظمة الدولية «لازارينى» تقريراً مهماً قال فيه إن الوضع سيكون كارثياً فى غزة بسبب القوانين الإسرائيلية والاستهداف المستمر للمنظمة. بينما فضح مندوب مصر أمام المجلس كل الأكاذيب الإسرائيلية مؤكداً أن دعم «الأونروا» وقيامه بمهمته هو مسئولية دولية لا يمكن التخلى عنها حتى يحصل شعب فلسطين على حقوقه وتقوم دولته المستقلة. وحدها أمريكا تقف مع إسرائيل، وتصف عدوانها على منظمة دولية تابعة للأمم المتحدة فى أرض فلسطين تحت الاحتلال، بأنه عمل سيادى!! ولا غرابة حين يحدث ذلك وسط ضجيج الاقتراح الخائب بتهجير الفلسطينيين من غزة الصادر عن الرئيس الأمريكى.. فالهدف واحد وهو تصفية القضية الفلسطينية.. والرد هو «لا» التى لا قول بعدها!!.