لو كان الرئيس الأمريكى الجديد القديم «دونالد ترامب» على معرفة وإلمام بتاريخ الصراع فى الشرق الأوسط والمنطقة العربية، لأدرك بكل وضوح الحقيقة البديهية والمؤكدة التى تعرفها كل الدول والشعوب فى المنطقة،...، وأيضا فى كل دول العالم على امتدادها الإفريقى والآسيوى والأوروبى والأمريكى أيضا. تلك الحقيقة التى تقول بأن جوهر ولب وأساس هذا الصراع هو القضية الفلسطينية، وما نتج عنها من آثار سلبية عديدة، وما تفرع منها من تداعيات عنيفة، ومعارك دامية وحروب مدمرة، فى ظل الاغتصاب الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية فى عام 1948، واحتلالها الدائم لها، والممارسات العدوانية الإسرائيلية المستمرة منذ هذا التاريخ ضد الشعب الفلسطينى. ولو اطلع الرئيس ترامب على واقع الأحداث فى هذه المنطقة العربية والشرق أوسطية، لعلم أن الأسباب الحقيقية للقلاقل وعدم الاستقرار فى المنطقة جاءت نتيجة مباشرة لهذه الممارسات العدوانية وعمليات القتل والدمار وجرائم الإبادة الجماعية الممنهجة، التى تقوم بها قوات الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة الغربية، والمحاولات المستمرة من جانب سلطة الاحتلال للقضاء على الشعب الفلسطينى، وإفراغ الأراضى الفلسطينية من أهلها وشعبها، بالقتل والتجويع أو الإجبار على التهجير القسرى. وأحسب أنه فى حالة ما اذا كان «ترامب» يعلم بتلك الحقائق البديهية، التى يعرفها القاصى والدانى فى المنطقة العربية والشرق أوسطية، وفى كل وزارات الخارجية فى العالم شرقه وغربه، بما فيها وزارة الخارجية الأمريكية أيضا، ما كان قد فكر مجرد تفكير فى اقتراحه الخاص بتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم، سواء فى مصر أو الأردن أو أى مكان آخر. من هنا تأتى أهمية البيانات التى صدرت عن وزارة الخارجية المصرية والأردنية وعن السلطة الفلسطينية، التى تؤكد على الثوابت الخاصة بالقضية الفلسطينية، وترفض أى مساس بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وترفض أى محاولة لتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم أو اقتلاعهم من أراضيهم. ونأمل أن تصل هذه البيانات إلى الرئيس «ترامب»، لعلها تنير له الطريق، وتتيح له الادراك بأن المشكلة هى اسرائيل وتطرفها وعدوانها المستمر والدائم،..، وأن الحل هو حصول الشعب الفلسطينى على حقوقه المشروعة فى إقامة دولته المستقلة على أراضيه المحتلة، وليس فى تهجيره خارج أرضه.