عدة كيلو مترات هى كل المسافة التى صارت تفصل ما بين قوات العدو الصهيونى والعاصمة السورية دمشق التى تلقت غوطتها وتخومها وبلدات ريفها خلال الأسبوع الأخير هجمات صاروخية وإغارات جوية صهيونية استهدفت تمهيد الأرض لمزيد من التوغلات بأراضى هذا البلد العربى الذى خاض حرباً دولية مدمرة على مدى 14 عاماً كاملة شاركت فيها أطراف خارجية أجنبية وإقليمية وقريبة باعتداءاتها العسكرية المباشرة وبدعمها لتنظيمات عسكرية مسلحة من عناصر جماعات التكفير المحلية المنضوى تحت لوائها مقاتلون من نحو 80 بلداً حول العالم. المعلومات الواردة من سورية تفيد بأن العدو قام بتجريف واجتثاث مساحات من الغابات الشجرية على مساحة 50 دونما ما يربو على 15 فداناً لإقامة قاعدة عسكرية متقدمة عليها تشرف مباشرة على نطاق العاصمة دمشق غير أنه قام بتعزيز تواجده العسكرى فى 9 مراكز ونقاط عسكرية بمناطق ريف القنيطرة وجبل الشيخ. وفى المقابل لم تصدر عن السلطة الجديدة فى سورية والتى يقودها أحمد الجولانى زعيم هيئة تحرير الشام، التى تعود جذور الجانب الأكبر من مكوناتها إلى تنظيم القاعدة، أى إشارات بشأن التصدى للعملية العسكرية التى يقودها الاحتلال على الأرض، وكأنما الاحتلال يمارس عدوانيته على بلد آخر غير ذلك الذى صدعوا رؤوس الدنيا بالحديث عن تحريره إلى أن صار لهم أمره، فبات خاضعاً لسيطرة جماعات حاربت جيشه وشعبه، ولا غريب فهى التى ارتضت منذ اليوم الأول تدمير العدو لقوته. ينذر الموقف العملياتى الحالى بأن قوات جيش الاحتلال ربما تدخل دمشق نفسها من دون قتال تماماً كما سبق لمقاتلى هيئة تحرير الشام أن دخلوها بلا أى شكل من أشكال المقاومة، أى شبه وأى صدفة، أليس هؤلاء الذين طالما قالوا إن الطريق إلى القدس يمر بالعواصم العربية؟!