تميل النفس دائماً إلى الراحة والخمول والكسل، وهذا شىء فطرى فى الإنسان فبمجرد أن يحصل الإنسان على إجازة يفرح فرحاً شديداً لقضائها فى الراحة والاستجمام والترفيه، وهذا لا حرج فيه عندما تكون الإجازة لأخذ قسط من الراحة، ثم مواصلة العمل والدراسة بجد واجتهاد ونشاط، ونحن قد بدأنا إجازة نصف العام فكيف نقضيها بين المتعة والفائدة؟.. يقول الشيخ محمد حسن قاعود من علماء الأزهر: يجب أن ننظر إلى الإجازة بمنظور مختلف بمعنى كيف نستغل الإجازة المدرسية وغيرها بشكل جيد ومفيد دون أن نضيعها فى أمور غير ذات قيمة: منها الخلود إلى النوم الطويل والكسل ومشاهدة التلفاز وقضاء الساعات الطويلة مع مواقع التواصل الاجتماعى على التليفون المحمول والحرص على القيام بأشياء ترفيهية فقط، ربما تعود بالضرر الكبير كالسهر فى محلات الألعاب، فالحياة قصيرة وما خلق الله الإنسان للعبث واللهو واللعب والمزاح والتسلية وتضييع الأوقات؛ وإنما خلق للعبادة والطاعة وإعمار الأرض واستثمار طاقاته فيما يفيد الدين والوطن والمجتمع. قال تعالى: «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون» وقال تعالى: «هو أنشاكم من الأرض واستعمركم فيها»، فالإنسان يمكن أن يستغل وقت إجازته فى صلة الأرحام والتزوار والتقارب بين الأهل والجيران والأصدقاء، وأيضا فى عيادة المرضى فى البيوت والمشافى فيجمع الإنسان بين الحسنيين بين المتعة والفائدة، المتعة فى التنقل هنا وهناك، فالنفس تهوى ذلك والفائدة فى زيادة الأواصر وأخذ الأجر والثواب فى الدنيا والآخرة من الله العظيم ولا بد أن يصحب رب الأسرة أولاده ليغرس فيهم قيم المودة والرحمة وخاصة عند زيارة الأقارب الفقراء منهم والمحتاجين. اقرأ أيضًا| «البرعي» يحصل على جائزة الدولة من أكاديمية البحث العلمي ويؤكد أن الإجازة أيضا أفضل فرصة لممارسة كل أنواع النشاطات والألعاب الرياضية والبدنية والتى من الصعب ممارستها أثناء العمل والدراسة، وأيضا الإجازة فرصة لتطوير الذات والمهارات باكتساب مهارات ومعلومات مثل زيارة المتاحف والأماكن السياحية؛ للتعرف على معالم بلده والتطوع فى الأعمال الخيرية، ويحذر من الفراغ لأنه يدمر الإنسان ويعرضه للانحراف الفكرى والاجتماعى والسلوكي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ»، الصحة التى يستطيع بها الإنسان أن يصنع الأمجاد لكن صحة بغير فائدة ولاعمل هى مهلكة للأفراد والأمم خاصة الشباب الذين يقولون نحن نضيع الوقت أو نقتل الوقت وعلى هؤلاء أن يقبلوا على تعلم كتاب الله، فالنفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية والله تعالى قال لرسوله صلى الله عليه وسلم: «فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب»، وقد كان من الجائز أن يقول له فإذا فرغت فاسترح قليلاً ولكنه أمره أن يواصل العمل بالعمل والكفاح بالكفاح والتعب بالتعب.